وليد خيرى مقدم كورسات تأهيل المطلقات: ممنوع الدخول فى تجارب عاطفية بعد الانفصال مباشرة الطلاق قد يكون بداية لحياة جديدة لكن المهم كيف تسترد المرأة ذاتها من جديد اعترافات امرأة بعد الانفصال : المطلقة عمياء قد تقع فريسة سهلة لأى مستغل! وحدة "لم الشمل" بالأزهر تنجح فى وقف خراب البيوت ب "المعروف" ظاهرة الطلاق أصبحت أمرا واقعا لا مفر منه، وفقا لما تكشف عنه الأرقام والمعدلات الرسمية.. في هذا الإطار انتشرت في الآونة الأخيرة عدة مبادرات تهدف لتدريب المطلقات على التعايش مع الحياة بعد الإنفصال، حيث تواجه المرأة المطلقة ضغوطا وقيودا اجتماعية عديدة.. فهي في نظر الرجل "مستساغة"وفي نظر الأسرة "مكسورة" لهذا أطلقت بعض المبادرات كورسات تدريبية للمرأة المطلقة تحت شعار كيف يكون الطلاق سعيداومتى يكون بداية لحياة أفضل .. في السطور التالية نتعرف على أهم هذه المبادرات وما هي الأفكار والنصائح التي يتم تقديمها للمطلقات.. في البداية هناك مؤشرات وإحصاءات رسمية تكشف عن ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، ورغم تضارب الأرقام إلا أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد أشار في أحدث تقريرله إلى تراجع معدل الزواج في مصر العام الماضي، لأدنى معدل منذ 2008، ليسجل 9,6% لكل ألف من السكان، فيما استقر معدل الطلاق عند 2,1% لكل ألف من السكان للعام الثاني على التوالي ورصد التقرير تسجيل 912 ألف عقد زواج في 2017، هبوطا من 939 ألف عقد العام السابق، وكذلك تسجيل 198ألف حالة طلاق،ارتفاعا عن 192 ألف.. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أعداد المطلقات فى المجتمع المصرى قد وصلت إلى 4 ملايين مطلقة، حيث إن هناك حالة طلاق كل 4 دقائق، وتقع أعلى حالات الطلاق بين المتزوجين حديثا خلال مدة زواج أقل من سنة، حيث وصلت حوالى 30 ألف حالة بنسبة 15%. هذه المؤشرات دفعت في اتجاه إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية للحد من الطلاق أو التأهيل له للتخفيف من حجم الأضرار النفسية والاجتماعية التي قد تتعرض لها المطلقات تحديدا، باختصار كيف يكون الطلاق خطوة للأمام في حالة ما إذا كان الزواج غير سعيد، وكيف تحصل المطلقة على حقوقها كاملة الطريف أيضا أن أغلب هذه المبادرات أو الكورسات تستهدف النساء تحديدا باعتبارهن الطرف الأضعف في المعادلة. طلاق سعيد! "طلاق سعيد" هو عنوان لصفحة على الفيس بوك حيث يقدم صاحبها وليد خيري، عضو المجلس القومي للمرأة وأحد النشطاء في هذا المجال، مجموعة من الكورسات والدورات بهدف التوعية بالطلاق، وطرح الكورس مجموعة من الدروس أو الموضوعات أهمها "إجراءات لمواجهة المجتمع والمتحرشين بعد الانفصال -الطلاق السعيد - كيف تستردين نفسك بعد الطلاق - أبناء الانفصال.. كيف نقيهم ويلات الطلاق". تقوم فلسفة الصفحة على أن الطلاق أحياناً يكون نعمة لكن يأبى بعض الأزواج أن يجعلوه كذلك، فيحولونه إلى نقمة، وكذلك المجتمع الذي ينظر إلى المطلقة وكأنها امرأة لا ضابط لها ولا رابط، وكلما سمع أحدهم أن هناك امرأة مطلقة تحسس مسدسه.. والبعض يتعامل معها كأنها طاعون أو وباء الكوليرا ومع الأسف تشارك بعض النساء في هذه الجريمة النكراء حين تمنع زوجها أو خطيبها من التواصل من قريب أو بعيد مع إمرأة مطلقة وكأن المطلقة رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.. دعونا نتفق أن لا شيء أجمل من البدايات، فالطلاق قد يكون بداية جديدة بعد الخراب. في هذا الإطار، يقول وليد خيري، في حديث خاص للشباب، أن الطلاق أصبح أمرا واقعاً تكشف عنه المعدلات والمؤشرات الرسمية، ومن ثم يجب التعامل معه بطريقة عملية، ومن هنا جاءت فكرة كورسات تأهيل المطلقات بهدف أن نقلل من الآثار السلبية التي قد تتعرض لها المطلقة نتيجة نظرة المجتمع، والمطلقات هن المستهدفات فقط من هذه الكورسات، وفلسفة هذه المبادرة تقوم على أن قرار الطلاق هو جزء من منظومة "غياب القدرة على التعايش" حيث يفقد الطرفان البوصلة التي تؤهلهما من التعايش في سلام نتيجة بعض الضغوط أو سوء الفهم المتبادل أوعدم القدرة على الحوار المشترك ومن هنا تتطورالأمور في اتجاه الانفصال. وبالطبع بعد الانفصال تواجه المطلقة مجتمعا ينظر بصورة كلاسيكية للمرأة، حيث ينظر للمرأة بطريقة دونية فهي في نظر الرجال امرأة سهلة ومستساغة ومباحة ومتاحة .. فهذه المطلقة تصبح جزءا من الإرث الثقافي السلبي كما أنها أحيانا ما تنظر لنفسها نظرة دونية عندما تتعامل مع صديقاتها أو مع أشقائها أو المجتمع المحيط بها فتشعر بشيء من عقدة النقص. وعلى المستوى العائلي أيضا تواجه المطلقة بعض الضغوط حيث أن الأسرة تضع قيودا على حركتها فيكون من الممنوع أن تخرج إلى الشارع أو أن تعمل في مكان خوفا عليها. من هنا فكرنا في إعطاء كورسات تأهيل المطلقات من أجل أن نكسر هذه المنطومة. ويضيف خيري أن الهدف من هذه الجهودأن يصبح الطلاق خطوة جديدة لحياة جديدة، وأن يصبح هذا القرار أيضا بمثابة بداية لتحرير المرأة من أسر رجل لم يحترمها، أيضا تهدف الكورسات لتدريب المرأة المطلقة على كيفية التعامل مع أولادها وصديقاتها وأسرتها والمجتمع المحيط بها وذلك وفقا للقواعد الصحيحة المتفق عليها. أيضا يجب أن تدرك المطلقة أن النهايات المأساوية أحيانا تكون بدايات سعيدة وأن الزواج إذا لم يكن سعيدا فإن البقاء فيه يعني المزيد من التعاسة ومن ثم فإن التخلص من هذه التعاسة يبدأ بمجرد الانفصال.. أيضا هناك جزء من أهداف هذه الكورسات متعلق بتشجيع المطلقة على "البحث عن الذات" حيث أننا أثناء التجارب الفاشلة نتخلى عن ذواتنا وننسى أنفسنا، فالمرأة التي تعيش حالة تعيسة أثناء الزواج تنسى نفسها تماما وتذوب في هذه الخلافات، ومن ثم فإن التحدي الذي نواجهه بعد الطلاق هو العودة للذات مرة أخرى وكيف تعرف المرأة قيمة نفسها وما هي الأشياء التي تحبها وما هي القرارات المؤجلة في حياتها وكيف تشعر بالسعادة وما هي الهوايات التي تعشقها وهكذا. ويذكر خيري أن هناك مجموعة من النصائح في كورسات الطلاق السعيد، أهمها تجنب الارتباط السريع أو الدخول في تجارب عاطفية أثناء أو بعد الانفصال مباشرة، لأن هذا التوقيت بالذات هو توقيت غير متزن تماما وقد تقع فيه المرأة ضحية للاستغلال وهنا نقول للمطلقة أن "مشرحة القلب مش ناقصة قتلة"!، والحقيقة أن هذه الكورسات هي مجرد حجر في الماء الراكد، حيث أن انتشار ظاهرة الطلاق تحتاج لأن نتعامل معها بأسلوب علمي ، وهناك بعض الدول تمنح ما يسمى ب " رخصة قيادة الحياة الزوجية" فهذه الرخصة تعد من شروط الزواج ولا يتم عقد القران إلا بها، وهذه التجربة موجودة في ماليزيا، ومهاتير محمد طبق هذه القواعد فساهم في الحد من ظاهرة الطلاق في بلاده لتهبط من 38% سنويا إلى 7% فقط. أما عن موقف المطلقات فإن بعضهن يؤيدن ضرورة وجود حماية من نوع خاص للمرأة بعد قرار الإنفصال، في هذا الإطار تقول (زينب – و)، 28 سنة، مطلقة: أخذت قرار الإنفصال قبل عام تقريبا، وخلال هذه المدة واجهت صعوبات كبيرة للتعايش مع الحياة بمفردي خاصة وأنني لم أنجب أطفالا، وكان ذلك أحد أهم أسباب الانفصال، وتعرض لمضايقات كبيرة في مجال العمل وفي محيط الأسرة، وتعرضت أيضا لمشاكل نفسية عديدة، ومن هنا تعرفت بالصدفة على بعض الصفحات على الفيسبوك التي تقدم نصائح ورعاية خاصة ودعم نفسي للمطلقات،وأعتقد أن هذه المبادرات يجب أن يتم تعميمها وأن تتبناها الأجهزة الرسمية في الدولة، لأن المطلقة بالفعل تتعامل مع الحياة بعد الانفصال وكأنها سيدة عمياء وقد تقع فريسة سهلة لأي شخص استغلالي. لم الشمل المؤسسات الدينية هي الأخرى دخلت على خط الأزمة، فقد شهدت مشيخة الأزهر نشاطاً ملحوظاً في إطار تدشينها لوحدة «لم الشمل» التى أنشأها مركز الأزهر العالمى للفتوى لرصد أسباب ظاهرة الطلاق والمساهمة فى حلها، وساهمت هذه الوحدة في علاج الكثيرمن حالات الانفصال ومنع وقوعها. في هذاالإطار، أكد تقرير صدرعن الأزهر مؤخراً أن وحدة «لم الشمل» تضم 6 أعضاء يبدأ عملهم باستقبال مكالمات المواطنين على الخط الساخن المخصص لذلك ومحاولة حل المشكلة عبر النصيحة الهاتفية وإن لم يتمكن عضو الوحدة من الحل يتم دعوة طرفى المشكلة للحضور للمشيخة للجمع بين الآراء أو يزور أعضاء من الوحدة منزل الزوجين لمحاولة حل مشكلتهما،بعدعرض موضوع المشكلة على منسق عام الفتوى. وأوضح التقرير أن جميع الخدمات التى تقدمها الوحدة مجانية والمشكلات تأخذ وقتاً من يوم إلى يومين وربما ثلاثة للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف، وأن الوحدة تتلقى قرابة نحو 40 اتصالاً يومياً لحل مشاكل زوجية، وتهدف الوحدة للوقوف على آخر الإحصائيات لمعرفة حجم المشكلة، والتعرف على أسباب انتشار ظاهرة الطلاق، ونشر الوعى الأسرى بين فئات المجتمع، ووضع حلول استباقية مثل اختيار الزوج المناسب، والتثقيف حول معاملة الزوجين، ومعرفة الحدود، وعلاجية مثل محاولة حل المشكلات الزوجيّة بالتفاهم، وتجنب لفظة الطلاق، والاحتكام إلى العقلاء من الأهل.