سناء نبيل.. موهبة حقيقية وصوت من زمن الكبار، تشتهر إعلامياً بحفيدة أم كلثوم، عندما تسمعها أو تتأمل ملامحها يتأكد لديك الشعور بأن هناك صلة قرابة بينها وبين كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم، تعشق أغاني التراث وخاصة أغاني الست، ولكنها تتمنى أن تقدم فنها ولونها الخاص بما يتماشى مع شكل الغناء الحديث.. ومن السنبلاوين مسقط رأسها ومسقط رأس سيدة الغناء العربي أم كلثوم أجرت معها "الشباب" هذا الحوار.. الكل يعلم أن كوكب الشرق أم كلثوم تزوجت ولم تنجب أبناء، فما هي صلة قرابتك بالسيدة أم كلثوم؟! يعود نسبي لعائلة أم كلثوم من جهة أمي، فهي حفيدة شقيقة أم كلثوم، يعني ببساطة شديدة أنا ابنة حفيدة شقيقة أم كلثوم، ورغم سلسال النسب الذي يربطني بكوكب الشرق أم كلثوم إلا أنني أخجل دائماً من التصريح بذلك، ولكن وسائل الإعلام هي التي أطلقت علي لقب حفيدة أم كلثوم. كيف ومتى اكتشفتِ موهبتك في الغناء؟ كنت أذهب في صغري إلى قصر ثقافة السنبلاوين بمسقط رأسي لشغل أوقات الفراغ ولأنني كنت أهوى التمثيل، وبالصدفة تم ضمي لكورال الأطفال للغناء في الحفلات المدرسية على مستوى المحافظة، وأول من لفت نظري ونظر والدي إلى أن صوتي حلو كان الأستاذ محمد صلاح، وهو عازف أورج بإحدى فرق قصر الثقافة الموسيقية، وعمري وقتها كان 9 سنوات، وبدأت في حفظ وغناء الكثير من أغاني أم كلثوم. من الذي دعمكِ فنياً ويقوم بتدريب صوتك منذ البداية؟ بعد أن أكد الجميع على موهبتي وحلاوة صوتي نصحني أحد الأشخاص بالذهاب إلى المايسترو سليم سحاب، والذي أعجب بصوتي منذ غنيت أمامه لأول مرة منذ 4 سنوات، أما الذي يدعمني ويدربني منذ البداية فهو الدكتور أحمد عبد الله رئيس قسم الإنشاد الديني بدار الأوبرا المصرية، وأنا أدين له فنياً بكل الفضل وأعتبره الأب الروحي. هل فرق معكِ فنياً أنك حفيدة أم كلثوم؟ بصراحة شديدة هو فرق معي إعلامياً فقط، في النهاية الفن مفيش فيه واسطة، فأنا أذكر عندما قابلت المايسترو سليم سحاب أول مرة لم أقل له إنني أنتمي لعائلة أم كلثوم إلا بعد أن أعجبه صوتي، حتى أنني عندما غنيت في أول حفلة مهمة لي على مسرح أوبرا جامعة مصر بعد تدريب 6 أشهر فقط مع المايسترو سليم سحاب، قدمني للجمهور بعمري الذي كان يبلغ وقتها 13 عاماً فقط ولم يقدمني على أنني حفيدة أم كلثوم، فاقتران اسمي بأم كلثوم يضع علي مسئولية وعبئاً كبيراً. هل تتوقف أحلامك على استرجاع أغاني التراث وإعادة غنائها، أم تنوين احتراف الغناء بالشكل الحديث؟ أتمنى طبعاً تقديم أغاني جديدة خاصة بي وتنتشر باسمي، مع الحفاظ على شكل الموسيقى الراقية، أي أنني لن ابتعد كثيراً عما أقدمه من أغاني قديمة، أو بمعنى أدق تقديم نفس الرتم ولكن بشكل غنائي حديث وخاص بي. ألم تفكري في المشاركة في أي من برامج اكتشاف المواهب الغنائية لتحقيق شهرة وانتشار أوسع؟ في الحقيقة أنا لا أبحث عن الشهرة والانتشار لمجرد الانتشار، وإلا كنت سلكت طريقاً آخر في عالم الغناء، وبرغم ذلك شاركت بالفعل منذ عامين فقط في برنامج اكتشاف المواهب الغنائية "The Voice Kids"، لكني لم أوفق في الاختبارات الأولية، وتجاهلت النتيجة تماماً وأكملت في طريقي كما أنا، وتم ترشيحي بعد ذلك لتمثيل مصر في مهرجان المقامات الدولي بأذربيجان. حدثينا عن تمثيلك لمصر في مهرجان المقامات الدولي بأذربيجان؟ تم ترشيحي للسفر مع إحدى الزميلات من قِبل الدكتورة إيناس عبد الدايم حينما كانت ترأس دار الأوبرا المصرية، وشاركت بمهرجان المقامات الدولي بأذربيجان في العام الماضي بمشاركة 22 متسابقا ومتسابقة يمثلون 11 دولة مختلفة، وخلال مشاركتي في فعاليات المهرجان الذي يقام سنوياً كنت قد ارتديت الزي الفرعوني المصري الذي ترك أثراً في نفوس الجميع، وبرغم صعوبة المنافسة حصدت جائزة أفضل صوت وأفضل أغنية وطنية في المهرجان، وتسلمت شهادة تقدير من وزير ثقافة أذربيجان، ونالت مصر المركز الثاني في الترتيب العام للمهرجان. هل جاء لك أي عروض من شركات إنتاج أو ملحنين كبار للغناء أو إحياء حفلات؟ جاءتني الكثير من العروض الغنائية بالفعل ولكنها لم تناسبني، فكلها إما تغيير لهويتي وشكلي ونمط صوتي، أو العمل بمعايير لا تتماشى معي، أما بالنسبة للغناء وإحياء الحفلات فأنا أغني للجمهور بالفعل منذ أن كان عمري 9 سنوات، وأحييت الكثير من الحفلات في مصر وفي الكويت، كما أُحيي منذ 3 سنوات الاحتفال الخاص بالعيد القومي لمحافظة الدقهلية، والذي يقام في شهر فبراير من كل عام تزامناً مع ذكرى رحيل سيدة الغناء العربي أم كلثوم. من يعجبك من مطربي الوقت الحالي؟ أحب صوت عمرو دياب وأصالة وحكيم ومعظم مطربي الجيل الحالي من الشباب، لكن عندما أود الغناء لمطرب حالي أُفضل صوت أصالة، فصوتي قريب الشبه لصوتها، وهذا لا يمنع أني أستطيع الغناء لكل المطربين. ما خطواتك القادمة على الصعيد الفني؟ كل تركيزي في الوقت الحالي ينصب على دراسة الموسيقى، فبدلاً من الالتحاق بالثانوية العامة هذا العام، اجتزت اختبار المعهد العالي للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون وتم قبولي للدراسة، وذلك حتى أستطيع أن أطوع موهبتي للأحسن، فهدفي القادم بعد سنوات وبعد دراسة الموسيقى أن أصل بصوتي وبفني إلى مكانة كبيرة في عالم الغناء