يقاس مدى وعى الإنسان فى أى مجتمع بحجم مشاركته فى العمل التطوعى وخدمة الغير فالمجتمعات التى بلا تطوع هى مجتمعات بلا حضارة والعمل التطوعى هو بذرة نقاء تثمر خيرا ومودة ورحمة وهذا بالضبط ما فعلته صفحة " أطفال مفقودة " من أول يوم أسسها فيه المهندس رامى الجبالى وزوجته مروة ماجد منذ ثلاثة سنوات بهدف مساعدة الأهالى التى فقدت أطفالها حتى أنهم إستطاعوا من خلال تلك الصفحة العظيمة طوال السنوات الثلاثة أن يساعدوا فى عودة أكثر من 950 طفل ومسن ومتأخر عقليا ومريض زهايمر كما كان لصفحة أطفال مفقودة بمشاركة مؤسسيها ومتطوعيها دورا كبيرا فى كشف العديد من الإنتهاكات التى تمارس ضد الأطفال سواء فى الشارع أو بدور الرعاية . ولأن وعد الله حق بأن لكل مجتهد نصيب وأنه سبحانه لايضيع أجر من أحسن عمله فقد تم إختيار تلك الصفحة العظيمة من إدارة فيس بوك ومؤسسها "رامى الجبالى" كأحد أهم المؤثرين فى مجتمعاتهم على مستوى العالم وذلك من بين 115 متسابق و46 دولة وأكثر من 6000 مبادرة لكونها من الصفحات التى ساهمت بدور فعال فى المجتمع المصرى وساعدت مئات الأسر فى إعادة مفقوديها . وسوف يتم تكريم الفائزين بتلك المسابقة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فضلا عن مشاركتهم فى برنامج تدريبى من يوم 6 الى 9 أكتوبر القادم بهدف التطوير والتدريب على القيادة المجتمعية بالإضافة الى مبادرتهم بالمساعدة فى التوسع بها . والمدهش أنه بالرغم من وجود تلك الصفحة طوال هذه المدة حتى أن عدد متابعيها ومتطوعيها تخطى الثلاثة مليون و300 ألف ورغم الدور المجتمعى الكبير الذى تقوم به فى مصر إلا أنه يوم أن تم تكريمها جاء التكريم من خارج مصر . آلم يعد واجبا علينا كمجتمع ودولة أن نهتم بمثل تلك المبادرات وندعمها بكل ما نملك من قوة تشجيعا للدور الكبير والهام الذى تقوم به عملا بقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام " أحب الناس الى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال الى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربته أو يقضى عنه دينا أوتطرد عنه جوعا " ولا أظن أهن هناك كربة أو ألما أشد من ألم فقد طفل أو عزيز .