قررت وزارة الأوقاف ، أمس السبت ، أن يكون موضوع خطبة الجمعة المقبلة عن :“الإسلام والعلم“ ، وقد علق الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف ، على هذا الأمر قائلاً : أن قيمة العلم إنما تشمل التفوق في كل العلوم التي تنفع الناس في شئون دينهم أو شئون دنياهم , فقد جاء قول الله عز وجل : ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ“ في معرض الحديث عن العلوم الكونية , حيث يقول سبحانه : “ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ “ . وتابع وزير الأوقاف : أن المراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شئون دينهم ودنياهم ، في العلوم الشرعية أو العربية , أو علم الطب , أو الصيدلة , أو الفيزياء , أو الكيمياء , أو الفلك, أو الهندسة , أو الميكانيكا أو الطاقة , وسائر العلوم والمعارف , وأرى أن قوله تعالى : “هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” , وقوله تعالى : “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْلَا تَعْلَمُونَ” , أعم من أن نحصر أيًّا منهما أو نقصره على علم الشريعة وحده , فالأمر متسع لكل علم نافع ، وقد قالوا التعلم قبل التعبد , ليكون التعبد على هدى , وقال الحسن البصري (رحمه الله) : العامل على غير علم كالسّالك على غير طريق ، والعامل على غير علم يفسد أكثر ممّا يصلح . وأوضح وزير الأوقاف : أن العلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه , ولذا رأينا سيدنا موسى عليه السلام يقول للعبد الصالح : “هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّاعُلِّمْتَ رُشْدًا” , وقد قدم النص القرآني صفة الرحمة على صفة العلم حيث يقول الحق سبحانه: ” فَوَجَدَا عَبْدًامِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا” , فالعلم ما لم يكن رحمة لصاحبه وللناس أجمعين فلا خير فيه . وأضاف وزير الأوقاف : وإذا كنا نؤمن بقيمة العلم وأنه الطريق الوحيد للعبور بنا إلى بر الأمان فإن هذا الطريق ينبغي أن يكون جادًّا , وأن نعطيه حقه من الجد والاجتهاد , والسهر والدأب والتعب , وأن نحتضن النوابغ والأكفاء والمجتهدين ونوفر لهم المناخ المناسب . كما إن علينا أن نأخذ بأسباب العلم ونعمل بمقتضياته ، فحسن التوكل على الله عز وجل لا يتنافى مع حسن الأخذ بالأسباب .