أكدت دار الإفتاء المصرية ، أنه يستحب صوم يوم الحادي عشر من المحرم مع يوم عاشوراء لمن لم يصم اليوم التاسع من هذا الشهر الحرام المعروف بتاسوعاء ؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 431): [وَإِنْ لَمْ يَصُمْ مَعَهُ - أي عاشوراء - تَاسُوعَاءَ (فَصَوْمُ الْحَادِيَ عَشَرَ) مَعَهُ مُسْتَحَبٌّ ... عَلَى أَنَّ الشَّافِعِيَّ نَصَّ فِي "الْأُمِّ" وَ"الْإِمْلَاءِ" عَلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ الثَّلَاثَةِ ، وَنَقَلَهُ عَنْهُ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ وَغَيْرُهُ ، وَيَدُلُّ لَهُ خَبَرُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ:«صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا»] اه . كما أكدت دار الإفتاء : على ضرورة صيام اليوم العاشر من محرم المعروف بعاشوراء ، لأن صيامه سنة فعلية وقولية عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ويترتب على فعله تكفير ذنوب سنة ماضية ، لقوله "صلى الله عليه وسلم" :«َصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه" ، وكذلك صيام يوم تاسوعاء الذي قبله لأن صيامه سُنة أيضًا ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه ، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» ، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . أخرجه مسلم في "صحيحه". وأرجعت دار الإفتاء ، الحكمة من تقديم صيام تاسوعاء على عاشوراء ، وذلك لمخالفة اليهود في اقتصارهم على صيام اليوم العاشر من محرم ، ولوصل يوم عاشوراء بصوم ، وللإحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر . لافته إلى أنه يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء ؛ لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، قال ابن عيينة : قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرًا . وأضافت دار الإفتاء : أما غير التوسعة مما يحدث من مظاهر لم ترد في الشرع ؛ كضرب الجسد وإسالة الدم من بعض الشيعة بحجة أن سيدنا الحسين رضي الله عنه قتل في هذا اليوم ، فهي بدعة مذمومة لا يجوز إتيانها . والله سبحانه وتعالى أعلم