أنا طالبة في المرحلة الجامعية تعرضت لمواقف حزينة أثرت بي ويسببها عانيت خوف وضيق وقلق وتفكير طويل وأفكر دائماً بمقربين لي ولكنهم ماتوا وأفكر بأناس مرضو وتوفوا حيث فقدت شهيتي وخسرت وزني وأشعر ببرودة الأطراف وعندما أستيقظ من النوم أحس بضيق شديد وألجأءالى البكاء بعدها أشعر بالراحة. كيف أتخلص من هذا الوضع؟ أكرمك ربي وأعزك ومنحك السعادة التي تستحقينها، وأطالبك بشدة بانتزاع نفسك من قاع الأحزان، والاستمتاع بتنفس الإشراق، والتفاؤل، واحتضان السعادة والحياة، وتذكر بأنك في سن الشباب الجميل، ومن الظلم الفادح لنفسك، الاستسلام لهذه الأحزان. لذا لا بد من استجماع قدراتك النفسية بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع وصلاة ركعتي الحاجة؛ لكي يعينك الرحمن على العيش بحياة أفضل تستحقينها، قولي لنفسك دائمًا: التي أقضيها في الحزن وفي التفكير السيئ تؤذيني نفسيًا وصحيًا، وتحرمني من الاستماع بكل مباهج الحياة المشروع وتحرمني أيضًا من الفوز بالزواج، وتكوين حياة سعيدة، فمن الذي يسعده الزواج من فتاة استسلمت للحزن. صدقيني أحترم معاناتك ولكنني أثق تمامًا أنه يكفيك ما نالك من الحزن بسبب المواقف التي تعرضتِ لها، وأن من الذكاء وضع حد لهذه المعاناة، وتذكر بأنك لا تستطيعين العودة للماضي لتغيير ما حدث ،ولكن بإمكانك تمامًا السيطرة على الحاضر بعد الاستعانة بالخالق عز وجل بالطبع، وصنع أفضل ما يمكنك والاستمتاع بكل المباهج المشروعة في الحياة، وفتح صفحة جديدة وبذا فقط تتغلبين على أحزان الماضي، بإشراقات الحاضر، مما يرشحك للفوز بحياة رائعة وبمستقبل جميل للغاية، لا بد أن تسعي بكل قواك لاكتسابه، وبذا تنتصرين على أحزان الماضي. أما استسلامك للأحزان فهو هزيمة ثقيلة، تضاعف من أحزانك، وهو ما أرفضه لكِ، وأثق في ذكاءك التي سيقودك بإذن الله إلى حياة أفضل. أرجوكِ اقرئي هذا الرد عدة مرات يوميًا، وقبل النوم وفور الاستيقاظ، وقولي لنفسك دائمًا: أنا أفضل وأذكى وأغلى من أن أبدد أي لحظة أخرى في عمري في أية أحزان. وفقك ربي وأسعدك.