"نقطة نيمو"..هل تمنيت يوما الهروب لابعد نقطة على وجة الارض؟ وتعرف اين تقع هذه النقطة؟ وماذا تسمى ؟

مع ضغوط الحياة نشعر فى بعض الاوقات اننا نتمى الفرار من كل شئ والهروب لابعد مكان على وجه الكرة الارضية ولكن هل فكرت يوما ما اين هى ابعد نقطة على كوكب الارض؟ وماذا تسمى ؟
إذا كنت من عشاق الامواج وتستطيع ان تحافظ على توازنك فى المحيطات لا يوجد مكان اروع من هذه النقطة وسط المحيط الهادئ والتى تعتبر ابعد مكان فى العالم ويسمى هذا المكان كما كان يطلق علية اسم قطب المحيط المتعذر الوصول الية .
و لأن هذا الاسم الرسمي صعب النطق فقد تم اطلاق اسم اخر لهذه البقعة باسم "بوينت نيمو" (نقطة نيمو) على اسم الكابتن نيمو وهو ذلك البطل الشهير الذي ابتكرته الكاتب جول فيرن لقبطان يجوب البحار ويتصف بسمات تختلف عن تلك التي يتسم بها الأبطال الروائيون فهو شخصية غامضة ابن مهرجا هندى وعالم عبقرى يطوف فى اعماق البحار فى غواصتة التى بنيت بقطع من جميع انحاء العالم ويبدو ان الاسم ملائماً لتلك البقعة التي لا يزورها احد إلا نادراً ف"نيمو" تعني باللغة اللاتينية "لا أحد"
وتقع "نقطة نيمو" في قلب مثلث متساوي الأضلاع تماما تشكله سواحل ثلاث جزر تبعد عن كل منها أكثر من ألف ميل نحو 1600 كيلومتر
وتعتبر جزيرة دوسي الضلع الشمالي للمثلث و جزيرة موتو نوي صغيرة المساحة وهى الضلع الشمالي الشرقي للمثلث أما الضلع الجنوبي فهو جزيرة "ماهِر" امام سواحل القارة القطبية الجنوبية..
وتعتبر "نقطة نيمو" بقعة غريبة ومميزة فلطالما تجادل الخبراء حول الادله الجغرافية المتعلقة بإيجاد النقطة التي تتوسط المحيط، لكن الأمر لم يُحل بشكل كامل سوى باستخدام التقنيات الحديثة لتُكتشف منطقة "قطب المحيط المتعذر الوصول إليه" رسمياً في عام 1992
ومن شدة بعد هذه النقطة عن اليابسة يعتبر رواد الفضاء في الغالب أقرب تجمع بشري لها. فالمحطة الفضائية الدولية تدور حول الأرض على ارتفاع لا يزيد على 258 ميلاً (416 كيلومتراً)، بينما يقع أقرب موقع مأهولٍ على البر لها على بعد يفوق 1670 ميلاً (قرابة 2700 كيلومتر). والعجيب والغريب فان المنطقة المحيطة ب"نقطة نيمو" معروفة جيداً للعديد من الوكالات الفضائية..
وقد استخدمت الكثير من وكالات الفضاء مثل الروسية والأوروبية واليابانية استخدموا هذه النقطة ك"مكبٍ للنفايات" الخاصة بهم نظراً لأنها النقطة الأقل سكاناً على سطح الأرض والخالية أكثر من غيرها من طرق الملاحة البحرية.
ويُعتقد أن أكثر من مئة من المركبات الفضائية التي خرجت من الخدمة، تقبع حالياً في "مقبرة المركبات الفضائية" بدءاً من أقمارٍ صناعية وسفن شحن فضائية وصولاً إلى المحطة الفضائية "مير" التي انتهت مدة خدمتها
وتوجد العديد من الشائعات حول ماهية الكائنات الحية التي ربما تكون موجودة في "نقطة نيمو " وهذا كما جاء فى تقرير ل "بى بى سى"
فقبل اكتشاف هذه البقعة بستة وستين عاماً اختار كاتب الخيال العلمي هوارد فيليب منطقة قريبة بشكلٍ مخيف من نقطة نيمو ليعتبرها الموطن المفترض للكائن الأسطوري الخرافي، الذي سماه كوثولُّو، وتصوّره على شكل مخلوقٍ يتألف وجهه من عدد من المجسات.
وفي عام 1997 سجّل علماء المحيطات ضوضاء غامضة على بعد أقل من 1240 ميلاً (نحو ألفيّ كيلومتر) إلى الشرق من "نقطة نيمو" مما أحدث قدراً كبيراً من الإثارة وبعض الفزع والخوف كذلك..
وكانت هذه الضوضاء، التي أُطلق عليها اسم "بلوب"، أعلى دوياً حتى من الأصوات التي يصدرها الحوت الأزرق، مما أثار تكهنات بأنها قد تكون صادرة عن وحش بحري غير معروف