انتهت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر السادس للشباب ، والذي يعقد على مدار يومين بمشاركة 3 آلاف شاب وشابة ويشهد 7 جلسات داخل جامعة القاهرة ، وشهد المؤتمر زخماً وحالة من التواصل والحوار البناء بين نحو 3 ألاف شاب وشابة ورجال الدولة تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي . وقد اجتمع الرئيس السيسي ، بالمجلس الأعلى للجامعات، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم ، وأكد خلال الاجتماع أهمية دور الجامعات في بناء شخصية الشباب المصري، مشيرًا إلى دورها المحوري في إطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر في الوقت الحالي، وذلك باعتبار الجامعات ركنًا أساسيًّا في بناء الدولة العصرية الحديثة كما أكد الرئيس أهمية دور الجامعات في الارتقاء بمستوى طلبة الجامعات وتنمية مكارم الأخلاق لديهم باعتبار الجامعات امتدادًا للمدرسة والبيت المصري، فضلًا عن تشكيل الوعي عند الطلاب وغرس قيم الوطنية والانتماء، وتأهيلهم لاستكمال مسيرة العمل الوطني، وتوعية الشباب بما تواجهه مصر من مخاطر وتحديات مختلفة تهدف إلى النيل من مفهوم الدولة. وأعلن الرئيس السيسي انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب من تحت قبة جامعة القاهرة أعرق وأقدم الجامعات المصرية ، وعرض القائمون على فعاليات المؤتمر الوطنى السادس للشباب، فيلم تسجيلى، بعنوان "أهل العلم"، والذى يستعرض تاريخ التعليم فى مصر، مع عرض عدد من النماذج المشرفة مثل نبوية موسى محمد بدوية هي أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، وهدى شعراوى قائدة الحركة النسائية فى مصر، وأحمد لطفى السيد وزير المعارف وأول رئيس لجامعة القاهرة. وألقى الرئيس كلمة في حفل افتتاح المؤتمر توجه في بدايتها بالتحية والاحترام والتقدير والإعجاب إلى حضور مؤتمر الشباب السادس وكل المصريين، لافتا إلى أن البطل الحقيقي لكل ما يتم إنجازه هو الشعب المصري، مطالبا الحضور بتحية الشعب ، وقال الرئيس "دايما القوات المسلحة بنتكلم عليها لأن في علاقة خاصة بينها وبين شعبها، ودايما بتبقى موجودة في الموضع اللي الشعب المصري بيطلبه منها، وعشان كده مهم نأكد على المعنى القوى ده، هنا في أعرق معهد علمي وتعليمي في مصر، إنه يشهد من شباب مصر إعلان ترقي الفريق محمد زكي إلى رتبة الفريق أول". وقام مجموعة من الشباب المنظمين لمؤتمر الشباب السادس، بتعليق رتبة الفريق أول على كتفي وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، أمام الرئيس السيسي والحضور ، وقال الرئيس السيسي، إن "الحوار والتواصل هما الطريق لبناء مجتمع قوي، ويقيني في شباب مصر العظيم، وبقوة شبابها ستحيا مصر دائما بإذن الله.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر". ثم حضر الرئيس السيسي جلستى "إستراتيجية بناء الإنسان المصرى" و"إستراتيجية تطوير التعليم وناقشت الجلسة الأولى جهود الدولة بمختلَف قطاعاتها في هذا الصدد، مع عرض لرؤية الشباب لكيفية بناء الإنسان المصرى مجتمعيا وثقافيا وصحيا ورياضيا وتعليميا ووأشار الرئيس إلي أن التحدي الكبير هو بناء الإنسان، وهو تحدي الإنسانية كلها، وتابع قائلاً " انتو مصدقين ان فيه حالة استهداف حقيقية لينا ولا لا؟ خلال سنوات طويلة ماضية تم استهداف الانسان المصري بكل ما تعنيه الكلمة، ونتيجته أصبحت صعبة علينا، احنا مستعدين ندفع فاتورة الإصلاح ده ولا لأ؟" ، وقد وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي حديثه إلى جموع المواطنين المصريين عندما تحدث عن بناء الإنسان حيث قال " أنا بقول الكلام ده لكل موظف وكل مدرس وكل رجل دين وللبرلمان، عملية بناء الإنسان المصري هي عملية مجتمعية وليست عملية حكومية" . كما تناول أيضا السيد الرئيس الحديث عن نسب الطلاق داخل المجتمع المصري وأثر تلك المشكلة على المجتمع بشكل عام حيث قال ” قولوا القوانين والتشريعات، طب انتوا شايفين القضايا المجتمعية اللي عندنا، يعني مثلا قالوا نسب الطلاق 44%، يعني كل 100 حالة زواج يحصل فيها تقريبا 50% طلاق، إذا كان بيقولوا في 9 مليون طفل بدون أب وأم بشكل مباشر، وفي كمان 15 مليون طفل بدون أب وأم بشكل غير مباشر، يعني انفصال غير موثق خفي، هل تتصدوا كمجتمع ولا لأ!”. وخلال جلسة "إستراتيجية تطوير التعليم"،تم شرح رؤية الدولة لتطبيق منظومة التعليم الجديدة، والتحديات التي تواجهنا، وسبُل تحقيق تلك الإستراتيجية، وانعكاسها على الأسرة والمجتمع ، كما وجه الرئيس السيسي العديد من الرسائل للمصريين داعيا الجميع للتكاتف وتوحيد الصف لمواجهة التحدي واستمرار بناء الدولة المصرية. ولعل اختيار جامعة القاهرة كمكان لعقد المؤتمر كانت له دلالة واضحة ، وكما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي فإن " هذا المعهد العلمي العريق يجمع بين أصالة التاريخ وعراقة العلم، هو إحدى منارات الوطن المضيئة " ، وهو يؤكد على اهتمام الرئيس بعنصري "العلم" و"الشباب" ، وخلال اليوم الأول حرص الرئيس السيسي علي توجيه عدة رسائل ، منها تأكيده الدائم على دور الشباب وأن مصر ستحيا وتتقدم بعقولهم وسواعدهم ، وكذلك أهمية التحرك السريع لبناء الإنسان وإعادة صياغة الشخصية المصرية التي تم استهدافها على مدى سنوات مما أثر بشكل كبير على مجتمعنا، وأن بناء الإنسان المصري هى مهمة المجتمع وليست الحكومة بمفردها لافتا إلى أن إصلاح الخطاب الديني مهم وضروري، وكذلك شدد الرئيس على ضرورة أن نقتحم مشكلاتنا ولا نرضي بأنصاف الحلول حينما قال "إحنا مستعدين ندفع فاتورة إصلاح ده ولا لا؟ إنتم عايزين تعليم حقيقي ولا عايزين ولادكم يبقى معاهم شهادات وبس؟ لو عايزين تعليم حقيقي دي رحلة طويلة وقاسية، وفيها معاناة مش على قد الدارس أو الطالب .. لا ده أسرته كمان " ، كما أشار الرئيس لأن الحوار والتواصل هما الطريق لبناء مجتمع قوي، وأيضاً من الرسائل المهمة التي وجهها الرئيس تأكيده على أن تماسك المجتمع يحميه من الضياع ، وأنه فعل كل ما بوسعه ليقيم الترابط الوطنى بين أبناء المجتمع كما كان من أبرز نتائج اليوم الأول المؤتمر السادس للشباب ما أعلنه الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى من إطلاق بنك الابتكار المصري من أكاديمية البحث العلمي للعلوم والتكنولوجيا، وهو أكبر منصة حكومية للابتكار المصري، وجاء هذا مع استعراض الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم خلال المؤتمر لإستراتيجية الدولة لتطوير نظام التعليم مع استعداد الدولة لإطلاق النظام التعليمي الجديد، في سبتمبر 2018 بدءًا من مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي ، بالإضافة لنظام تعديل نظام الثانوية العامة وكذلك ما تحدث فيه الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة عن دور الوزارة فى إستراتيجية بناء الشباب المصرى ، وتأكيده أن اختيار القيادات أصبح مبنيًا على الاجتهاد وكيف نقلت مؤتمرات الشباب صورة إيجابية عن مصر فى العالم، وكذلك مطالبته للشباب بأن يكون طموحا ولا يستمع للشائعات لأن التطوير سيأتى من خلال خلق إنسان يحافظ على الرياضة ويتذوق للفن ويهتم بالثقافة والإطلاع ويشارك فى المجتمع وقادر على مواجهة التحديات.