بدأت إدارة القصور والآثار بشركة المقاولون العرب اليوم أعمالها فى مبنى المجمع العلمى، وكانت لجنة فنية تابعة للشركة قد عاينت المبنى وقررت الإبقاء عليه وعدم هدمه أو تنكيسه بعد التأكد من سلامة المبنى من الناحية الفنية .. ولهذا قررت اللجنة ترميم المبنى وهو الإجراء المتبع فى جميع القصور والمبانى التاريخية .. وحسب ما ذكره لنا عدد من الهندسين فى الموقع أن العمل يجرى حالياً من أجل تفريغ المبنى من الداخل وإزالة بقايا الأسقف المعلقة والركام الموجود فى قاع المبنى كما يتم أيضا إزالة النوافذ الخشبية وبقايا الأبواب الداخلية حيث سيتحول المبنى من الداخل إلى ما يشبه المربع الفارغ تماماً ثم تقوم شركة المقاولون العرب بعد ذلك بإعادة بناءه من الداخل وتدعيم حوائطه الخارجية المتبقية بدعامات خرسانية. وكان عمال شركة المقاولون العرب قد استخرجوا اليوم أجهزة تكييف لم يصبها الحريق كما استخرجوا أدراجاً حديدية كان يتم فيها حفظ الكتب. وعلى ما يبدو أن عدم هدم المبنى بات خطوة مريحة للوسط الثقافى المهتم بالآثار والتراث حيث سيعود المجمع العلمى فى ثياب حديثة ولكن بنفس روحه القديمة وحول جهود الترميم الآن يقول الدكتور محمد صبرى الدالى رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية والترميم بدار الكتب والمسئول عن ترميم تراث المجمع فى تصريح خاص للشباب: تم أخيراً إنقاذ الكتب التى وصلت إلى دار الوثائق من الرطوبة والبلل وهى أخطر مرحلة لأننا لو كنا تباطئنا قليلاً كانت ضاعت هذه الثروة المتبقية من المجمع وحالياً لا يمكن الحديث عن أى أرقام وما تنشره الصحف حول إنقاذ 40 ألف كتاب أمر غير صحيح لكن الدقيق أننا بالفعل أنقذنا كمية محترمة هائلة من الكتب والتى أصبحت فى حالة جيدة بعد عمليات التجفيف التى أنهيناها وجارى حالياً إنهاء هذه العملية وإنقاذ الكتب من الفطريات والبكتريا التى تخلفت عن المياه والرطوبة وقد حصلت دار الوثائق القومية على قائمة بما كان يحتويه المجمع وبعد انتهاء العمليات الأولى سيتم مقارنة هذه القائمة بما تم انقاذه وعليه سيتم الإعلان عن عدد الكتب التى تم إنقاذها وكمية الثروة التى احترقت وهذا الأمر سابق لأوانه الآن. لكن الكتب السليمة عملنا لها نظام خاص وكل كتاب أخذ رقم مسلسل وباركود حتى تتم عمليات الحصر بسهولة. وأكد الدكتور محمد صبرى الدالى أنه تم تجفيف ما تبقى من كتاب وصف مصر من أجزاء كما يتم حالياً جمع القصاصات والأوراق الممزقة منه حتى يتم جمعها فى أجزائها ولا نعلم على وجه الدقة أيضاً حجم ما تبقى من الكتاب ويتم حالياً الاستعانة بخبراء الترميم وتشكيل لجان علمية رفيعة المستوى لحصر التراث المتبقى كما أعلنت جهات كثيرة دولية على دعم عمليات الترميم التى نقوم بها. ومن جانبه أعلن الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار أن هناك تنسيقاً بين الوزارة والمكتبة الوطنية بباريس من أجل تزويد المجمع العلمى الحديث بنسخ أخرى بديلة عن النسخ المحترقة ودعم بناء المبنى ، كما أعلن الوزير أيضاً أن المجلس العسكرى قام بتكليف شركة المقاولون العرب لإعادة ترميم المبنى والتأكد من سلامته واتخاذ قرار نهائى بشأن تنكيسه أو الإبقاء عليه كما أعلن أن القوات المسلحة طالبت الشركة بسرعة إنجاز المشروع. وفى الإطار ذاته تم الترحيب بمبادرة الشيخ سلطان القاسمى وعدد آخر من رجال الأعمال الذين أعلنوا عن استعدادهم للتبرع لبعث الحياة فى المجمع العلمى من جديد.