أكد الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف ، أن وزارة الأوقاف تسعى جادة خلال هذا الشهر الكريم لزيادة عد ملتقياتها الفكرية اليومية البالغة أكثر من 700 ملتقى على مستوى الجمهورية إلى نحو 22 ألف ملتقى فكري لكي يستفيد المواطنين من تلك الملتقيات دينيًا ودنياويًا ، موضحًا أن الوزارة قامت بعمل مسابقة لاختيار أحسن الأصوات بالتنسيق مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، كما تم عمل مسابقة للقراء الموفدين الذين يمثلون مصر في مختلف دول العالم ، وللأئمة الذين يصلون التراويح بجزء كامل . وقال وزير الأوقاف عقب افتتاحة مساء أمس السبت لملتقى الفكر الإسلامي بالحسين ، وألقاء أولى الندوات به عن مكارم عن مكارم الأخلاق ، بحضور الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب ، و الدكتور أحمد عجيبة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، و الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، وفضيلة الشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات وعلماء وزارة الأوقاف ، وحشدًا غفير من الجمهور رجالاً ونساء وشبابًا : أن الإنسان يعرف بأخلاقه ، فإذا أردت أن تعرف إنسانًا فاسأل عن أخلاقه أولاً ، فصاحب الأخلاق الحسنة لا يقع أبدًا في مهالك السوء مثل سيىء الخلق ، فقد أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية ، ولم يختلف على ذلك دين من الأديان أو ملة من الملل ؛ لأن مكارم الأخلاق أمر ثابت ومتفق عليه ، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" . وأوضح وزير الأوقاف : أن الشرائع قد تختلف في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان ، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا للتعايش لم تختلف في أي شريعة من الشرائع ، حيث يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " ، موضحًا أنه لا توجد شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، أو أباحت عقوق الوالدين ، أو أكل السحت ، أو أكل مال اليتيم ، أو أكل حق العامل أو الأجير ، أو أباحت الكذب ، أو الغدر ، أو الخيانة ، أو خلف العهد ، أو مقابلة الحسنة بالسيئة ، بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية ، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب ، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها . وتابع وزير الأوقاف : وبما أننا في شهر الأخلاق فقد قسم العلماء الصوم إلى ثلاثة أنواع ، الأول : صوم العوام ، وهو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، الثاني : صوم الخواص وهو أن تصوم الجوارح عن المعاصي ، فيكف الإنسان لسانه عن الغيبة والنميمة ، وعينه عن النظر إلى ما حرم الله ، وأذنه عن سماع ما يغضب الله ، ويده عن أذى الناس ، وهو ما يتسق مع المعنى العام للإسلام الذي يعد الصيام أحد أركانه ، أما أولئك الذين يصومون عن الحلال ويفطرون على ما حرم الله من المال الحرام أو الطعام الحرام ، أو بالنيل من خلق الله غيبة ونميمة فما صاموا ولا انتفعوا بصيام ، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وأما النوع الثالث: فهو صوم خواص الخواص الذي لم يقف عند الترفع عن المعاصي فقط وإنما الاجتهاد والتعب في تحصيل مكارم الأخلاق وعلو الهمة فيها ، فهو كف القلب عن الهمم الدنية والشواغل الدنيوية والإقبال على الله عز وجل بالكلية ، والتحلي بكل مكارم الأخلاق والترفع عن السفاسف الأمور في الدنيا ، فهؤلاء هم من يعرفون للشهر قدره ، ويدركون له عظيم مكانته , فهم الذين عرفوا , وهم أولى الناس بالتعرض فيه لنفحات ورحمات الله تعالى . وأضاف وزير الأوقاف : أن الشعب المصري بطبيعته محب للأخلاق ويسعى لمكارمها ، ومما أضعف الأخلاق في الآونة الأخيرة أن الجماعات المتطرفة وظفت الدين توظيفا سياسيًا وكانت لا تعنيهم الأخلاق بقدر ما يعنيهم تسويق أنفسهم سياسيًا ومجتمعيًا ، ولكن بعد استردادنا للخطاب الديني من أيدي هذه الجماعات المتطرفة ، وضعنا الأمور في نصابها ، وجعلنا من ترسيخ مكارم الأخلاق أولوية دعوية في خطابنا ، وهذه رسالة أئمة وزارة الأوقاف .