هل ستحقق دعوة الشيخ محمد حسان للقوى الإسلامية المختلفة بالتحالف معا سواء كانوا إخوانا أو سلفيين الغرض منها ، وهو نصرة الإسلام على حد تعبيره ؟! هذا السؤال هو ما توجهنا به للدكتور عبد الرحيم على الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية حيث قال .. فكرة التحالف قائمة بالفعل وبعض المشايخ حاولوا فيها من قبل من خلال بعض الرموز الكبيرة مثل الشيخ أحمد المحلاوي الذى أجتمع بهم مؤخرا في الفيلا الخاصة بأحد الشخصيات الإسلامية الكبيرة بأكتوبر, و قد كان من بين الحاضرين ممثلين عن الجماعات السلفية والأخوان وحتى الجمعيات السلفية التي لا تعمل في السياسة من أجل هذا التحالف والوحدة بين مختلف هذه التيارات. ويضيف قائلاً : لكن الوضع علي الأرض مختلف .. فالصراعات بين الأخوان والسلفيين خلال المرحلتين الأولي والثانية من الانتخابات كانت واضحة ، خاصة في مرحلة الإعادة عندما يكون هناك مرشح للأخوان أمام مرشح سلفي ، وهو ما دعا العديد من المشايخ إلي الدعوة للتحالف فيما بينهم , وبالتالي دعوة الشيخ محمد حسان جاءت لتكون القوى الإسلامية قوة واحدة ضاربة ، وليس الشيخ محمد حسان فقط هو من يتبنى فكرة التحالف بل أن هناك آخرون مثل الشيخ محمد حجازي والمحلاوي وحتى الشيخ يوسف القرضاي نفسه ، فهم يرون أنه ليس من المصلحة العامة العليا وجود طرف ثاني بينهم حتى في الكتلة المتحالفة مع الأخوان ، لكن إذا لم يتحقق التحالف الذي يسعون إليه الآن فنحن أمام أمر آخر وهو الحساب بعد البرلمان ، أي بعد أن يكون كل واحد منهم حجز نسبته ، ومن هنا يبدأ التفاوض ، ولكنني أري أن تحالف الأخوان مع الكتلة هو أفضل من التحالف مع السلفيين , ورغم ذلك حتى في حالة التحالف لا يوجد أي قلق فلن تكون هناك معضلة لأنهم ليسوا بمفردهم في الملعب ، ولكن الشعب المصري رغم أنه صانع هذا القرار إلا أن هناك حالة من الغضب عندما شاهدوا هذا الاكتساح من جانب التيارات الدينية ، خاصة عندما شعر العديد من المواطنين إزاء التصريحات النابعة من القيادات الإسلامية أن هناك قطاعات عديدة ومهمة من المؤكد أنها سوف يلحق بها الضرر ، ومنها السياحة مثلا التي تمثل 20 % من إجمالي الدخل المصري ، كما أنه قد تكون لديهم وجهة نظر في كامب ديفيد قد تتحول الأمور إلي حدود ساخنة ويتحول الموقف في الغرب خاصة أن مصر تحتاج إلي دعم من صندوق النقد الدولي وقد تجلب لنا التدخل الأجنبي. ويكمل قائلاً : لكن علي الجانب الآخر نحن أمام قوي ليبرالية وأقباط ويسارية لا يمكن أن تكون قوى صامتة وستكون عنصر ضاغط ، وفوق كل هذا لدينا وعد قاطع من المجلس العسكري أن مدنية الدولة خط أحمر لا يمكن المساس به فضلا عن أن الشعب المصري وطنيين وليبراليين ويساريين وأقباط وليس تيارات أسلامية فقط, وهذه القيود يدركها الأخوان أكثر من السلفيين ، ولذلك هذا التحالف صعب التحقق ، ولا تكفي رغبات السلفيين والإخوان لصنعه خاصة وأن الإخوان لا يخوضون بمفردهم لعبة الانتخابات ، وحلفاء الأخوان يدركون جيدا حجم التحديات الموجودة ولكن إمكانيات اللجوء إلي التحالف من أجل وطن ليبرالي أقرب منها إمكانيات التحالف لتحويله إلي وطن إسلامي, ولكن الحالة الوحيدة التي يمكن أن يتم فيها التحالف بين الأخوان والسلفيين وهي إذا احتدمت المعركة بينهم وبين المجلس العسكري بشأن الدستور القادم وأصبح هناك خلاف علي الجمعية التأسيسية ، ولو المعركة وصلت إلي الذروة سيقبل الأخوان بقبول التحدي ويتحالفون مع السلفيين ، ويبق وقتها السؤال الأهم : ماذا لو تحالف الأثنان معا ؟! والإجابة هي أن البلد ستحرق ونعود إلي نقطة الصفر وتعم الفوضى مرة أخري.