أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن القدس لن ترجع إلينا بالعبارات الرنانة أو الخطب الزائفة فإن كنا صادقين - وأحسب أننا كذلك - لا بد أن تتحول محبتنا للقدس الشريف إلى برامج عمل تتوجه إلى وجدان المسلم قبل غيره، فدائمًا ما تكون أزمتنا في المقام الأول هي أزمة وعي وفهم ، لذا يجب أن تعود القدس لمكانتها المستحقة في وعينا وفي ثقافتنا العربية والإسلامية من خلال مناهج التعليم والثقافة والتربية . وشدد فضيلة المفتي، في كلمته التي ألقاها اليوم الثلاثاء في ندوة "القدس تراث لا ينسى" التي نظمها الأزهر الشريف بالتنسيق مع وزارة الثقافة ، على ضرورة ألا نقع في خطأ الفصل بين ما يدور حولنا من أحداث وفتن وحروب أهلية وبين قضية القدس الشريف ، فلا شك أن ما يدور حولنا من أحداث له ارتباط وثيق بهذه القضية المباركة ، ذلك أن عملية الإضعاف المتتالية والمتكررة للدول العربية والإسلامية وبث روح الفتنة والتناحر بينها هو من أكبر الأسباب التي تباعد بيننا وبين استعادة القدس . وأثنى مفتي الجمهورية ، على أن الجهود المباركة التي يقوم بها الأزهر تجاه القدس والتي تحمل للعالم رسالة مهمة مفادها أن للقدس من يحرص على تراثه وهويته ، وأن قضيته لا يمكن التفريط فيها ، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في ظل اعتداءات صارخة على المسجد الأقصى تحاول سلب أحقية العرب والمسلمين في القدس الذي ما يزال في حاجة ماسة لبذل الكثير من الجهود ، فجميع الأبحاث والدراسات التاريخية تؤكد أن مدينة القدس عربية خالصة ، كما أن كل ما مر بهذه المدينة عبر تاريخها ليؤكد على هويتها العربية ، في الوقت الذى نرى فيه حكومة الاحتلال الصهيوني تنقب وتبحث عن أثر واحد يؤكد أحقيتهم في القدس . وأضاف فضيلة المفتي: "إننا لنرى عيانًا كيف حل الإرهاب والعنف والقتل والتخريب في بعض دول الجوار محل الأمن والأمان والاستقرار ، لأجل استجابة نفر من أبناء الأمة لحديث الفتنة والوقوع في شركها ، وكيف تكالب عليها الخوارج من كل حدب وصوب ، فأشاعوا القتل والدمار والتخريب باسم الإسلام والإسلام من ذلك براء". وفي ختام كلمته حذر مفتي الجمهورية: الأمة من خطر الوقوع في فخ مخططات التقسيم والحروب الأهلية التي تتسبب في إنهاك الأمة ، مؤكدًا أنه لا بد من العمل على توحيد الصف ولم الشمل وتحقيق الاستقرار والأمن والوحدة والتنمية وكل ما يقوي أمتنا سياسيًا واقتصاديًا وعلميًا وحضاريًا ، فلا شك أن هذه كلها أسباب مقدورة متاحة تقرب بيننا وبين تحقيق حلم كل المسلمين ألا وهو استعادة الأقصى الشريف .