تمكن أربعة سجناء ألمان ،من الهروب من داخل أحد سجون العاصمة برلين كانوا يقضون فيه عقوبتهم. وقالت السلطات الألمانية إن الأربعة قاموا بحيلة غريبة، حيث خرجوا من فتحة بسور سجن في حي شارلوتنبيرج في برلين، وهم يحملون قضبان من الصلب كعمال بناء ويرتدون ملابسهم. واستولى السجناء الأربعة على القضبان الحديدية من موقع بناء داخل السجن - وأظهروا ،وفقا لما قالته السلطات، قدرة كبيرة على الدهاء لدرجة أن فعلهم هذا يرقى إلى مرتبة هروب سينمائي من السجن الذي يسمى بلوتسينزيه ببرلين. وتجري السلطات عملية بحث منذ الظهيرة عن السجناء الأربعة الهاربين دون أدنى نجاح. ولم تدل الشرطة بأية تفاصيل عن عملية البحث أو عن هوية الجناة أنفسهم، إلا أن صحيفة "برلينر تسايتونج" نشرت خبرا عن الحادث . وقال ميشائيل رايس ،من إدارة شؤون القضاء بمجلس شيوخ برلين، إن الرجال نقبوا فتحة في جسم السور بين فتحتي تهوية لتعينهم على الهرب، وتمكنوا من الخروج إلى الساحة الخارجية وتجاوزوا حاجزا من الأسلاك الشائكة. أضاف رايس أن السجناء الأربعة كانوا يعملون بورشة داخل السجن وقاموا بأداء عملهم في الصباح، ويبدو أنهم ابتعدوا عن موقع عملهم برهة ،ونقبوا فتحة في سور السجن، وبدا حاجز الأسلاك الشائكة من الجهة الخارجية على ما يرام. لا، كما لم تتضح ماهية الوسائل والأدوات التي استخدموها لعملية النقب ولا كيفية تمكنهم من الإفلات من القائمين على حراستهم. ألقى حزب ميركل باللائمة في ذلك على مسؤول العدالة بمجلس الشيوخ في ولاية برلين، وهو من حزب الخضر، حيث قال رئيس كتلة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في برلين إن الحادث "نموذج هائل" لفشل السيناتور ديرك بيرينت. وقالت الكتلة إنه "فيما مضى كان مسؤول العدالة يضع منصبه تحت تصرف المجلس جراء مثل هذه الأحداث". ليست هذه المرة الأولى التي يتسبب فيها سجن حي شارلوتنبيرج الذي يحوي حاليا 362 نزيلا، في إثارة الصحافة بمثل هذه الأحداث، حيث قام أحد نزلائه في سبتمبر الماضي في إشعال النار بإحدى مراتب السجناء ما أدى إلى تدخل كبير من قوات الإطفاء. يرتبط موقع هذا السجن بماض مزر حيث أعدم القضاء النازي في سجن بلوتسينزي المجاور للسجن، الذي وقع به الحادث حوالي ثلاثة آلاف شخص من بينهم أشخاص ممن شاركوا في محاولة قتل أدولف هتلر في يوليو .1944 ويوجد نصب تذكاري يعيد إلى الأذهان ذكرى هذه الجرائم النازية إلى اليوم.