مازال البحث جاريا عن الغواصة سان خوان التي طالب الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري بإجراء تحقيق جدي بشأن اختفائها قبل 11 يوما بينما فقدت عائلات أفراد طاقمها المكون من 44 شخصا كل أمل في العثور عليهم أحياء. وطالب ماكري "بتحقيق شامل" لمعرفة "الحقيقة" عن مصير الغواصة التابعة لسلاح البحرية وفقدت اثر انفجار أدى على الأرجح إلى مقتل كل أفراد طاقمها. وترفض البحرية الأرجنتينية التأكيد رسميا انه لم يعد هناك أمل في العثور على ناجين، لكن الخبراء في الغواصات يرون أن الأمل مفقود. وقالت البحرية الأرجنتينية أن احد البحارة نجا بأعجوبة وهو فني اتصالات غادر الغواصة سان خوان خلال توقفها في اوشوايا من اجل مهمة في بوينوس آيرس، قبل أن يتوجه إلى بيرو. وقال ماكري في خطاب مقتضب في مقر البحرية الأرجنتينية ان "ما حدث يتطلب تحقيقا جديا وعميقا يسمح بالتوصل إلى تأكيدات"، لمعرفة "كيف وقعت غواصة في حالة مثالية للإبحار ضحية انفجار على ما يبدو". فقدت الغواصة سان خوان في 15 نوفمبر دون أن تصدر نداء استغاثة. وصرح الناطق باسم البحرية الأرجنتينية أن عمق المحيط يتراوح بين وألف و200 متر في المنطقة التي سجل فيها الانفجار على بعد 400 كم عن سواحل الارجنتين. وأكد خبراء ان الغواصة ستتفكك إذا بلغت عمقا يزيد على 600 متر. وباتت عمليات البحث تجري في منطقة أصغر في جنوب المحيط الأطلسي. وحرصا على توزيع العمل بشكل أفضل بين السفن، قال الكابتن انريكي بالبي ان "منطقة البحث قسمت الى عشرة قطاعات يبلغ طول وعرض كل منها عشرة اميال بحرية (20 كم)"، مؤكدا انه لم تعلن اي دولة سحب سفنها من المنطقة. وستنضم طائرة وسفينة روسيتان الى فريق البحث عن الغواصة سان خوان. قال الناطق باسم البحرية الأرجنتينية "لم نتمكن من رصد الغواصة بعد". وحاول الرئيس ماكري تهدئة الجدل حول وضع الغواصة ومعدات الجيش الأرجنتيني، مؤكدا ان عمليات البحث يفترض ان تسمح "بالعثور على الغواصة في الايام المقبلة". وقال "الى ان نحصل على كل المعلومات، علينا الا ننجر للبحث عن مذنبين. قبل ذلك، علينا الحصول على معلومات مؤكدة عما حدث وكيف حدث". وأعلنت الصحف الأرجنتينية ان الحكومة تعد لحملة تطهير في سلاح البحرية من اجل معاقبة أي خلل، مشيرة الى ان وزير الدفاع لم يبلغ بعطل في البطاريات في الغواصة الا بعد خمسة ايام من الإبلاغ عنه. وتناولت انتقادات وضع الغواصة لكن البحرية ردت بانه "لا يمكن لاي سفينة أن تبحر ما لم تكن قادرة على الابحار بسلامة". وبالنسبة لاقرباء افراد الطاقم، بدأ الحداد بعدما ابلغهم سلاح البحرية ان انفجارا وقع في الموقع المحيط بالغواصة. تتركز عمليات البحث في منطقة أضيق رصد فيها الانفجار على بعد 400 كلم عن السواحل الارجنتينية. والغواصة من نوع "تي ار-1700" تعمل بالديزل والكهرباء من انتاج الماني وصنعت قبل 34 عاما. وهي تحمل على متنها "500 طن من البطاريات المصنوعة من الرصاص والحمض والتي تطلق الهيدروجين عندما تزداد حمولتها، والهيدروجين ينفجر عندما يتصل بالاوكسيجين"، كما قال غوستافو موفيسين مدير مركز العلاج الطبي من الضغط الزائد خلال الغوص في ماري ديل بلاتا. وأوضحت البحرية الارجنتينية ان أكثر من اربعة آلاف شخص و14 سفينة وعشر طائرات تعمل في المنطقة بمساعدة الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والبرازيل وتشيلي. وأعلنت روسيا عن ارسال سفينة خاصة بالمحيطات مزودة معدات للبحث في المياه حتى عمق ستة آلاف متر، باستخدام غواصتين صغيرتين.