مسجد الروضة الذي قام الإرهابيون بقتل المصلين فيه بالأمس هو مسجد تابع للطرق الصوفية.. وبالتحديد الطريقة الجريرية.. وهي الطريقة التي تعاديها التنظيمات الإرهابية في سيناء منذ فترة.. حيث قام الإرهابيون في 19 نوفمبر 2016 بخطف الشيخ سليمان أبو حراز البالغ من العمر 98 عاما وهو أحد كبار مشايخ الطرق الصوفية وقاموا بقتله، ومن قبلها وبالتحديد في نوفمبر 2016 قام تنظيم داعش باستهداف ضريح الشيخ سليم أبو جرير بقرية مزار، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة بوسط سيناء، ونشر تنظيم داعش في نشرته الإخبارية الأسبوعية مقابلة مع قائد "شرطة الأخلاق" في سيناء في ذلك الوقت قال فيه إن "أولويتهم الأولى هي مكافحة مظاهر الشرك بما في ذلك التصوف"، والعام الماضي هدد التنظيم جميع الصوفية في البلدان العربية، واصفا إياهم بالمشركين، ويجب قتلهم. والطريقة الجريرية الأحمدية نشأت في طنطا، وأسسها الشيخ أحمد البدوي، ويعد الشيخ عيد أبو جرير هو المؤسس الأول للصوفية في سيناء، ويعتبر الأب الروحي للطرق الصوفية في سيناء، وسجلت الطريقة الجريرية لأول مرة في القانون المصري عام 1976 وسجلت برقم 118 لسنة 76، ويوجد الكثير من مساجد والزوايا الجريرية في محافظات مصر وخاصة طنطا. وقال الشيخ سعد حامد آل جرير- شيخ الطريقة الجريرية- في تصريحات صحفية إنهم تلقوا تهديدات من الإرهابيين بسبب مواقفهم الثابتة مع الدولة، مؤكدًا أن رجال سيناء وطنيون ولا يوجد بينهم أي خائن، لافتًا أن هذا الحادث لا يرضى عنه أحد، والذي يستهدف ضرب الاستقرار فى مصر؛ لذا علينا جميعًا مواجهة هذا الإرهاب الغاشم. ويكفّر تنظيم داعش أتباع الطرق الصوفية و يعتبرهم خارجين عن الملّة. كما أنه يكنّ العداء للقرى والقبائل المتبعة للصوفية في سيناء لأنها تدعم الجيش و الشرطة في الحرب على الإرهاب. وجذور الصوفية في سيناء ظهرت بشكل علني حينما انتقل الشيخ الصوفي أبو أحمد الغزاوي من غزة إلى سيناء، وحلّ في جوار صديقه وتلميذه عيد أبو جرير، شيخ عشيرة الجرارات من قبيلة السواركة فشهد عام 1954 نشأة أول مقر للطريقة العلوية الدارقوية الشاذلية. وحمل أبو جرير رسالة أستاذه، فعمل على نشر زوايا الطريقة في منطقة الجورة بالشيخ زويد، والعريش حتى بلغ قرية الروضة بين العريش وبئر العبد.