تجربتها جديدة ومبتكرة.. فهي بحكم عملها كمرشدة سياحية حاولت أن تساهم ولو بجزء بسيط في الترويج للسياحة المصرية سواء داخليا أو خارجيا، فكرتها تبدو بسيطة، لكنها في نفس الوقت تحمل جزءا من الصعوبة، لأنها اصطدمت ببعض العادات والتقاليد..أسماء عبد الرؤوف أو كما يسمونها "سمكة" وهي أول مدربة "صيد سمك" للبنات، وهي أيضا صاحبة أول فريق صيد مصري للبنات فقط.. أسماء عبد الرؤوف حاولت بكل جهدها تنشيط السياحة بطريقة جديدة، من خلال زيارة الأماكن والمناطق السياحية والأثرية التي لا يعرفها المصريون، أو المجهولة بالنسبة لهم، ولا تحظى بأي تركيز عليها، رغم أن الكثير من السائحين الأجانب كانوا يأتون لمصر لزيارة هذه الأماكن، لأنهم يعرفون أنها كنوز سياحية، لكن للأسف نحن لا نعرف هذه القيمة، ومن الضروري أن نهتم بها ونركز عليها..وفكرة صيد السمك بالنسبة للبنات كانت واحدة من الأفكار التي حاولت من خلالها إلقاء الضوء على نوع مختلف من السياحة لا يعرفه كثيرون وهو سياحة "الويك إند" في مصر، وأهمية اقتطاع يومين في الأسبوع، وعدم التفكير في العمل، لأنها تساعد في زيادة النشاط وتجديد الفكرة، وتعطي قدرة على الإبداع في العمل بعدها، فالفكرة أن نغير أماكن قضاء الإجازة، واستبدال المقاهي والكافيهات، بزيارة الأماكن السياحية، والقيام بنوع مختلف من السياحة فيه فوائد عديدة سواء على المستوى الشخصي أو بالنسبة للبلد بشكل عام.. وهي في النهاية مبادرة غير مكلفة، ويمكن لنسبة كبيرة من المصريين المشاركة فيها.
وتعود أسماء للحديث عن سياحة صيد الأسماك، وهي بالأساس نوع من الرياضات المعروفة في الدول الأوروبية وأيضا نوع من الهوايات المنتشرة بين الشباب والبنات في كل دول العالم المطلة على البحار والمحيطات..ونحن في مصر نتميز بشواطئ طويلة سواء في البحر المتوسط، أو البحر الأحمر، الذي يعتبر وجهة للعديد من السياح لممارسة هواية الصيد، وذلك لأنه يتمتع بمناخ ذي درجات حرارية معتدلة خلال فصل الشتاء، وحارة خلال فصل الصيف، ويحتوي على أكثر من 1200 نوع من الأسماك منها 42 نوعاً من الأسماك التي تعيش في المياه العميقة من البحر..
وتنتقل أسماء عبد الرؤوف للحديث عن رحلتها مع صيد السمك، وكانت بدايتها أثناء مرافقتها لأحد الأفواج السياحية في البحر الأحمر، ولاحظت انتشار أدوات صيد السمك على المركب، ومن هنا فكرت في تعلم صيد الأسماك، ومع الوقت اكتشفت أن هذه الهواية لا تمارسها البنات في مصر، وأنها مقتصرة على الرجال فقط، رغم أنها يمكن اعتبارها نشاطاً سياحياً وترفيهياً ورياضياً، وفي نفس الوقت هواية منتجة، يمكنها أن تدر دخلا لمن يمارسها، ولكن أسماء عبد الرؤوف فكرت أن تنشر هذا النوع من السياحة بشكل كبير بين البنات، ونجحت بالفعل في تكوين أول فريق للبنات وقامت أسماء عبد الرؤوف بتدريبها وتعليمها كيفية صيد الأسماك.
وعن كيفية تعلم البنات لصيد الأسماك، تؤكد أسماء عبد الرؤوف، أن أي بنت يمكنها أن تتعلم صيد الاسماك بسهولة، وفي وقت قصيرة، يكفيها فقط أن ترافق أسماء في رحلة واحدة من رحلات الصيد، حيث يتم تأجير مركب ل8 أفراد، بالإضافة ل4 أفراد هم طاقم المركب، ويتم تأجير عدة صيد السمك من المركب نفسها، وخلال هذه الرحلة يتم تعليم البنت كيفية الصيد واستخدام طعم الصيد، وعملية الصيد والطريقة السليمة للامساك بالسنارة، وكيفية سحب الأسماك من المياه، وفي البداية يمكن أن تستخدم البنت ما يسمى "لينسة" بدلا من السنارة، وهي عبارة عن بكرة خيط وسن سنارة وثقل حديد، ويمكن بعد ذلك استخدام السنارة، أما فيما يخص الطعم، فهو أيضا متوفر على مراكب الصيد التي يتم تأجيرها وأسعاره مناسبة، ولا توجد مشكلة في العثور عليه، ويختلف الطعم حسب مكان الصيد، ففي الغردقة يكون الطعم عبارة عن كاليماري أو سردين، أما في العين السخنة فيكون نوع الطعم جمبري صغير أو سردين.
وتؤكد أسماء أن أنواع السمك التي يتم اصطيادها مميزة جدا، وتتميز بمذاقها المميز، كما أنها غالية الأسعار، وأكدت أنها بعد كل رحلات الصيد، عندما تذهب لتنظيف السمك الذي اصطادته عند بائعي الأسماك يطلبون شراءه وبأسعار جيدة جدا..
طورت أسماء عبد الرؤوف فكرتها، وأصبحت هناك رحلات صيد تمتد ل4 أيام بالبحر الأحمر، مدتها 4 أيام، حيث يتم تأجير المركب بالوجبات الثلاث بالمشروبات، بالطعم وأدوات الصيد بالإضافة إلى الثلج لحفظ السمك، بحوالي 2000 للفرد الواحد، خلال هذه المدة، ولا تكون الرحلة مقتصر على الصيد فقط، فهناك وسائل ترفيهية أخرى مثل الغطس.
مؤكدة أنها كما قالت إن صيد السمك ليس مجرد هواية أو ترفيه، فهو أيضا هواية منتجة، فحصيلة صيد ال4 أيام من السمك في هذه الرحلات، قد تصل إلى 10 آلاف جنيه للفرد الواحد.
أما فيما يخص فرق الصيد التي كونتها أسماء عبد الرؤوف، فقد كونت فرقا من البنات المتدربات معها، ونجحت في تكوين أول فريق يضم بنات، وهذا العدد مناسب لأن حمولة مركب الصيد هي 8 أفراد فقط، ثم توالت تكوين فرق صيد السمك من البنات اللواتي تقوم أسماء عبد الرؤوف بتدريبهن على صيد السمك، حتى وصلت أعدادها إلى حوالي 5 فرق حتى الآن، وهي ليست تابعة لأي اتحاد رياضي، لأن الاتحاد في مصر يقتصر على الرجال فقط، ولا تشارك به السيدات.
الفرق الخمسة التي كونتها اسماء عبد الرؤوف تحمل أسماء مختلفة، ولكنها جميعا تدخل تحت نطاق أو مسمى "فريق صيد سمكة"، ويتم اختيار أفضل البنات في الصيد لتكون قائدا للفريق، ويتم تنظيم مسابقات بين هذه الفرق، ويحسب الفائز على حسب عدد وأحجام السمك الذي يتم اصطياده، والوقت المستغرق لاصطياد السمكة، أما الخطوة التالية التي ترتب لها أسماء عبد الرؤوف في الفترة المقبلة، فهي إقامة مسابقة مع فرق أجنبية، وهو ما قامت به، وتم الاتفاق مع مجموعة من البنات الألمان والسويسريين، لتكوين فرق والمشاركة في المسابقة التي تنظمها أسماء عبد الرؤوف، وهو ما يعد نوعاً من أنواع تنشيط السياحة في مصر، وتحفيز الأجانب على العودة لمصر أخرى.