نقيب المحامين يعلن الإجراءات التنظيمية للإضراب العام عن الحضور أمام دوائر محاكم الاستئناف.. الخميس المقبل    البابا تواضروس الثاني يزور البرلمان الصربي: "نحن نبني جسور المحبة بين الشعوب"    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    ناجي الشهابي: تنفيذ حكم المحكمة الدستورية بشأن الإيجارات القديمة ضرورة دستورية    نائبة وزير الصحة تكشف موقف تطبيق الخطة العاجلة للسكان بأسوان    النائب العام يشارك في فعاليات قمة حوكمة التقنيات الناشئة بالإمارات    رئيس الجهاز: افتتاح أول دار عرض سينمائي بمدينة سوهاج الجديدة    إعلام حوثي: 3 شهداء و38 جريحًا في العدوان الإسرائيلي على اليمن    انتخاب فريدريش ميرتس مستشارًا جديدًا لألمانيا    السعودية.. مجلس الوزراء يجدد التأكيد لحشد الدعم الدولي لوقف العنف في غزة    نجم إنتر ميلان يتغنى بلامين يامال قبل مباراة الإياب    تاريخ برشلونة مع الأندية الإيطالية.. ذكريات متباينة قبل مواجهة إنتر ميلان    رئيس شباب النواب: استضافة مصر لبطولة العالم العسكرية للفروسية يعكس عظمة مكانتها    التعليم تكشف موعد امتحانات الثانوية العامة العام المقبل    أمين الفتوى: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان أما الأحكام الثابتة فلا مساس بها    مسلسل لعبة الحبار يعود بالمواجهة الأخيرة للجمهور 27 يونيو المقبل    نجوم الفن وصناع السينما في افتتاح سمبوزيوم «المرأة والحياة» بأسوان    ظافر العابدين مفاجأة فيلم "السلم والثعبان" .. أحمد وملك"    بعد اغتصاب مراهق لكلب.. عالم أزهري يوضح حكم إتيان البهيمة    الكرملين: بوتين يبحث هاتفيا مع نتنياهو الأوضاع في الشرق الأوسط    ضبط مصنعات لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى فى حملة بسوهاج    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر والدول العربية    تأجيل محاكمة 7 متهمين في خلية "مدينة نصر" الإرهابية ل 16 يونيو    «ابتزاز» أون لاين.. العنف السيبراني يتصدر أجندة المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية    رئيس شركة فيزا يعرض مقترحًا لزيادة تدفق العملات الأجنبية لمصر -تفاصيل    منها إنشاء مراكز بيع outlet.. «مدبولي» يستعرض إجراءات تيسير دخول الماركات العالمية إلى الأسواق المصرية    رئيس "شباب النواب": استضافة مصر لبطولة الفروسية تعكس مكانة مصر كوجهة رياضية عالمية    قصور الثقافة تطلق العرض المسرحي "منين أجيب ناس" لفرقة الزيتيات بالسويس|صور    نجم برشلونة يضع محمد صلاح على عرش الكرة الذهبية    رسميًا.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025    عالم أزهري: الإحرام لا يصح دون المرور بالمواقيت المكانية.. والحج دعوة للتجرد من الماديات    الشيخ خالد الجندي: عبادة الله بالشرع وليست بالعقل    رئيس هيئة الدواء يستقبل وفد الشركة القابضة للقاحات «فاكسيرا»    في يومه العالمي- 5 زيوت أساسية لتخفيف أعراض الربو    مشروبات صحية يُنصح بتناولها لمرضى السرطان    وزير الاستثمار يلتقى رئيسة البنك الأوروبى لتعزيز الاستثمارات الأوروبية فى مصر    أكاديمية الشرطة تستقبل وفداً من أعضاء هيئة التدريس بكلية الشرطة الرواندية (فيديو)    تأجيل محاكمة نقاش قتل زوجته فى العمرانية بسبب 120 جنيها لجلسة 2 يونيو    بعد رحيله عن الأهلي.. تقارير: عرض إماراتي يغازل مارسيل كولر    نائب وزير الصحة: تحسين الخصائص السكانية ركيزة أساسية في الخطة العاجلة لتحقيق التنمية الشاملة    المخرج جون وونج سون يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    جامعة كفر الشيخ تنظّم ندوة للتوعية بخطورة التنمر وأثره على الفرد والمجتمع    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    ضربة موجعة لستارمر.. رفض طلب لندن الوصول لبيانات الجريمة والهجرة الأوروبية    نصيحة وزير الشؤون النيابية لابنته بشأن العمل التطوعي    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    السيسي يؤكد ضرورة التركيز على زيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض مديونية الموازنة    عقب التوتر مع باكستان.. حكومة الهند تأمر الولايات بتدريبات دفاع مدني    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    للمرة الثالثة.. مليشيات الدعم السريع تقصف منشآت حيوية في بورتسودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يتخذ قادة داعش ألقاب الصحابة.. وكيف تطبق نظرية "الذئاب المنفردة"؟
نشر في بوابة الشباب يوم 26 - 09 - 2017

ملف أعده: وليد فاروق محمد محمد شعبان محمد فتحي محمد المراكبي
"أقصى درجات التوحش أخف من الاستقرار تحت نظام الكفر.. لأننا إذا نجحنا فيها، فهى المعبر نحو الدولة الإسلامية المنتظرة".. هذا هو شعار حركة داعش التى سيطرت علي أجزاء من العراق وسوريا تحت مسمي "الخلافة"، ورغم الهزائم الثقيلة التى لحقت بالتنظيم الأكثر عنفاً وتطرفاً في العصر الحديث.. إلي جانب الإعلان عن مقتل قائده أبوبكر البغدادي، لكن الأخطر هو الفكرة الراسخة داخل عقول الآلاف الذين فروا من العراق وسوريا لينتشروا في دول كثيرة سواء كانت بلدانهم الأصلية أو أماكن أخري ينتظرون فيها حتى صدور أوامر جديدة، والتفجير والقتل والحرق والذبح والتمثيل بالجثث مجرد خطوات بسيطة لطريق طويل يحيط به الجحيم من كل جانب.. وفي نهايته لن توجد سوي انهار الدماء تسبح فيها أفكار تكفيرية عابرة لكل الحدود .. وفي هذا الملف سنتوقف مع هذا التنظيم العنكبوتي من بدايته.. ومروراً بواقعه الحالي، والأهم هو ما ينتظره في المستقبل.

من وراء "التوحش"؟
اعتبر البعض أن الممنوعات والسلوكيات التى ألزمت بها "دولة داعش" مواطنيها هي خلاصة قوانينها مثل منع ارتداء الفتيات للجينز والبلوزة أو غلق محلات الحلاقة ومنع تقصير الشعر.. أو حتى تطبيق عقوبة الإعدام علي تارك الصلاة، لكن الحقيقة أن هذه مجرد تعليمات.. بينما الدستور الحقيقي لهذا التنظيم أعمق وأخطر من ذلك بكثير.. وهذا ما يؤكده كتاب "إدارة التوحش" والذى يعتبر المرجع الفكرى الرئيسي لكل عضو في داعش .. وحسب اسمه الإنجليزي "Management of Savagery "، ومؤلفه اسمه " أبو بكر ناجي"، وهو في الأصل يشرح فكر واستراتيجية تنظيم القاعدة من خلال 110 صفحات، وغير معروف نهائياً تاريخ تأليفه .. فقد كان محاطاً بسرية حتى عثرت عليه السلطات السعودية خلال إحدي المداهمات في معاقل المتطرفين عام 2008 .. وهو تزامن مع التحولات التي شهدتها الحركة السلفية الجهادية بالتحول من مقاتلة "العدو القريب" المتمثل بالنظم السياسية العربية والإسلامية التي تعتبرها "مرتدة"، إلى مقاتلة "العدو البعيد" المتمثل في الغرب .. وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ومؤلف الكتاب شخصية غامضة .. فأجهزة الأمن في سوريا والعراق تؤكد أن أبو بكر ناجي أحد مؤسسى جماعة التوحيد والجهاد في العراق .. وهو التنظيم الذي تحول فيما بعد إلي تنظيم داعش، بينما تري أجهزة الأمن الأمريكية أنه ليس الاسم الحقيقي للمؤلف .. لكنه غالباً الإرهابي " سيف العدل " – مصري الأصل - منسق الشئون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم القاعدة، بينما يرى آخرون أن الكتاب قام بتأليفه " محمد خليل الحكايمة " هو مصري الأصل وقيادى فى القاعدة ، والمفاجأة عقب قراءة عدة صفحات من الكتاب أنه يعتمد بشكل كبير علي النظرية الأمريكية الخاصة ب " الفوضي الخلاّقة "، ويركز علي ضرورة استدراج الولايات المتحدة لحروب خارج الأراضي الأمريكية، لتفريق قواتها وإضعافها، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وحسب الكتاب فإنه يتعين علي المجاهدين إذا سيطروا علي منطقة ما أن يقيموا فيها إمارة لتطبق الشرع ورعاية مصالح الناس .

مراحل التمكين
هناك "أمهات للكتب" في عالم الجماعات المتشددة منذ الإعلان عن تكوين "الجبهة العالمية الإسلامية للجهاد ضد اليهود والصليبيين" عام 1998 والتى عرفت باسم "القاعدة" عن طريق أسامة بن لادن وبعض قيادات تنظيم الجهاد فى أفغانستان وعلى رأسهم أيمن الظواهرى، ومن هذه الكتب "الجامع فى طلب العلم الشريف" و"فرسان تحت راية النبى" و"الدعوة إلى المقاومة الإسلامية العالمية" و"الكواشف الخفية" وتستمد جميع تلك المؤلفات فكرتها الرئيسية فى تكفير الحاكم والمحكوم من كتابات الإخواني سيد قطب، لكن خطورة كتاب "إدارة التوحش" إنه يتم تطبيقه حرفياً الآن، فاستراتيجية إقامة الدولة الإسلامية حسبما يعرض الكتاب تمر ب 3 مراحل .. الأولى – نعيشها الآن - مرحلة "النكاية والإنهاك"، وقبل الإشارة إلي نصوص الكتاب نلفت لضرورة ملاحظة كيف يتم تطبيقها حرفياً في مظاهرات الإخوان وعبر العمليات الإرهابية بسيناء، فحسب دستور داعش فإن هذه المرحلة الأولي تشمل "إنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لها بعمليات وإن كانت صغيرة الحجم أو الأثر -ولو ضربة عصا على رأس صليبى- إلا أن انتشارها وتصاعديتها سيكون له تأثير على المدى الطويل"، كما تتضمن هذه المرحلة جذب شباب جدد للعمل الجهادى عن طريق القيام كل فترة زمنية بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس "مع العمل علي إخراج المناطق الحدودية عن سيطرة أنظمة الردة"، وحدد دستور داعش عدة أهداف طلبت استهدافها في المرحلة الأولى لإقامة الدولة الإسلامية، فكانت علي رأسها الأهداف الاقتصادية خاصة البترول، وأماكن السياحة مع تبني استراتيجية عسكرية تعمل على تشتيت جهود قوات العدو وإنهاك واستنزاف قدراته المالية والعسكرية، يتزامن معها استراتيجية إعلامية – لاحظ دور الإنترنت وصفحات الفيسبوك والفضائيات - تركز علي فئتين، فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منهم للانضمام للجهاد والقيام بالدعم الإيجابى والتعاطف السلبى ممن لا يلتحق بالصف، الفئة الثانية "جنود العدو" أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهم إلى الانضمام لصف المجاهدين أو على الأقل الفرار من خدمة العدو .. ويقول الكتاب :"لابد من تنويع وتوسيع ضربات النكاية في العدو الصليبي والصهيوني في كل بقاع العالم الإسلامي بل وخارجه إن أمكن، بحيث يحدث تشتيت لجهود حلف العدو ومن ثم استنزافه بأكبر قدر ممكن فمثلاً: إذا تم ضرب منتجع سياحي يرتاده الصليبيون في إندونيسيا، سيتم تأمين جميع المنتجعات السياحية في جميع دول العالم بما يشمل ذلك من شغل قوات إضافية أضعاف الوضع العادي وزيادة كبيرة في الإنفاق، وإذا تمت تصفية اثنين من الكتاب المرتدِّين في عملية متزامنة ببلدين مختلفين فسيستوجب ذلك عليهم تأمين آلاف الكتاب في مختلف بلدان العالم الإسلامي.. وهكذا تنويع وتوسيع لدائرة الأهداف وضربات النكاية التي تتم من مجموعات صغيرة ومنفصلة، مع تكرار نوع الهدف مرتين أو ثلاث ليتأكد لهم أن ذلك النوع سيظل مستهدفاً، ولابد من تشتيت قوى النظم السياسية الحاكمة في العالم العربي، بإجبارها على توزيع قوى الأمن لديها.. ووقتها سيبدأ التراخي وخلو الأطراف والمناطق المزدحمة والشعبية من القوات العسكرية أو وجود أعداد من الجند فيها بقيادة هشة وضعيفة القوة غير كافية العدد من الضباط وذلك لأنهم سيضعون الأكفاء لحماية الأهداف الاقتصادية ولحماية الرؤساء والملوك، ومن ثم تكون هذه القوات الكثيرة الأعداد أحياناً والهشة بنياناً سهلة المهاجمة والحصول على ما في أيديها من سلاح بكميات جيدة، وستشاهد الجماهير كيف يفر الجند لا يلوون على شيء، ومن هنا، يبدأ التوحش والفوضى"، وحسب الكتاب .. إذا تمت المرحلة الأولي فسيأتي الدور علي المرحلة الثانية وهي "إدارة التوحش" التى تسبق إعلان الدولة الإسلامية، وفي الطريق للمرحلة الثالثة " التمكين " يحذر الكتاب من " الاستسلام العاطفي " للدعاية الإعلامية التى تتكلم عن " الحفاظ على النسيج الوطني أو اللحمة الوطنية أو الوحدة الوطنية، فعلاوة على أن هذا القول فيه شبهة الوطنية الكافرة، إلا أنه يدل على أنهم لم يفهموا قط الطريقة السُننية لسقوط الحضارات وبنائها" .. فلا يوجد شيء اسمه "وطن" في مفهوم داعش .. أو اي تنظيم مرتبط بها.

خطة الدفاع
وماذا ينتظرهم إذا تعرضوا لهزائم مثلما الحال الآن ؟ دستور داعش لم يتجاهل التحديات التى يمكن أن تواجه المراحل السابقة، والغريب أنها تحدث الآن بشكل واضح، فيقول المؤلف في أجزاء متقطعة من الكتاب " فى مرحلة إدارة التوحش سنواجه مشكلة غارات العدو -الصليبي أو المرتد- الجوية على معسكرات تدريب أو مناطق سكنية في نطاق المناطق التي نديرها، ومع وضع تحصينات دفاعية وخنادق لمواجهة تلك المشكلة إلا أنه ينبغي كذلك أن نتبع سياسة" دفع الثمن " في مواجهة إجرام العدو، وهي تجعله يفكر ألف مرة قبل مهاجمة المناطق المدارة بنظام إدارة التوحش، وأفضل من يقوم بعمليات دفع الثمن هم المجموعات الأخرى في المناطق الأخرى، والتي لم يقع عليها العدوان، وفي ذلك فوائد عدة أهمها، إشعار العدو أنه محاصر ومصالحه مكشوفة، فلو قام العدو بعمل عدائي على منطقة في جزيرة العرب أو في العراق فتم الرد عليه في المغرب أو نيجيريا أو إندونيسيا سيؤدي ذلك إلى إرباك العدو، وربما الكلام السابق هو ما يبرر العمليات الانتحارية التى يقومون بها في أوروبا .

كيفية تجنيد الشباب
التجنيد هو كلمة السر في وصول داعش إلى عقول الشباب.. مستغلة كل الوسائل الممكنة من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الشباب.. وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وحتى المواقع الإباحية والألعاب الالكترونية.. وفي كتاب" بحثوا عن الجنة فوجدوا جهنم" للفرنسية دنيا بوزار، والمترجم لمختلف اللغات، أكدت فيه أن أداة التجنيد في 90% من الحالات هي الانترنت، من خلال الشبكات الاجتماعية التي تلعب دورا أساسيا، وكذلك المواقع الجهادية التي تقنع الشاب الذي يشعر أن العالم ينبذه بأن هناك عالماً آخر يعطيه مكانة مميزة، كما أن المواقع الجهادية لا تتوانى عن تصوير أعمال القتل والذبح، كما لو أنها لعبة فيديو، لا تترتب عليها عواقب، كما تستغل هذه الألعاب إضافة إلى بعض أفلام السينما الرائجة وخصوصا أفلام الأكشن، والتي تتسم بالعنف، لإقناع الشباب بأنهم مدعوون إلى لعب دور إنقاذي كبير، ويقول متخصصون في تحليل لهذه المواقع أنها تعمل على تذويب الهوية الفردية واستقطابها نحو التطرف والسيطرة على الشباب داخل ال" chatting room" خلال مهلة تتراوح بين 6 و8 أشهر وفقا لشخصية الشاب أو الفتاة، وبالتالي فإن الجهاديين يستخدمون أكثر وسائل التواصل حداثة لجذب الشباب،، كما يحاول التنظيم الإرهابي الوصول إلى أكبر تجمعات الشباب على الانترنت.. ولذلك وتحت شعار" الضرورات تبيح المحظورات" لجأت تلك التنظيمات إلى المواقع الإباحية، وما يقوم به أنصار تلك التنظيمات هو الدخول لأحد المواقع الإباحية بصور فتيات أو شباب، ويعرضون الاتصال بال" cam" أو كاميرا الكمبيوتر، وما أن يفتح الشاب الكاميرا يجد دروسا في الجهاد وعرض لكتبهم الجهادية، كما يقومون بعرض رسائلهم ضمن فيديوهات في مواقع إباحية على أنها فيديوهات إباحية ولكن يفاجأ الشباب أنهم أمام فخ إرهابي، ويستغلون علامة" +18" لجذب أكبر عدد من الشباب.

ألعاب الكترونية
حاولت داعش تجنيد الشباب بشتى الطرق مستغلة التكنولوجيا.. لدرجة أنها كانت تجند الأطفال أيضا.. وذلك من خلال الألعاب الالكترونية وتطبيقات الهواتف.. فتحاول تضليل الشباب للالتحاق بها.. وأصبح أعضاء التنظيم يتواصلون صوتيا بعضهم مع بعض، ومع اللاعبين في عالم الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت.. ويستخدمون تقنيات حديثة وقديمة وحيلا للهروب من احتمال العثور عليهم أو معرفة الحوار الذي يدور بينهم..فتستخدم داعش بعض الألعاب الإلكترونية للتواصل بين أعضاء وحداته، حيث ينضم الأعضاء إلى معركة إلكترونية افتراضية في إحدى الألعاب ويقومون بالتخطيط والتواصل في ذلك العالم بعيدا عن أعين المراقبة المباشرة، ذلك أن الأجهزة الخادمة لتلك الألعاب موزعة في جميع أنحاء العالم، ويسهل التنقل بينها وتصعب مراقبتها.
ويحاول التنظيم كذلك الاتصال باللاعبين بطرق مختلفة، مثل الدردشة معهم صوتيا أو نصيا ومحاولة تضليلهم، مثل محاولتهم تجنيد أطفال والشباب من داخل لعبة Roblox بهدف تنفيذ عمليات إرهابية داخل أراضيهم، وسجل التنظيم أيضا عروض فيديو لألعاب عنيفة (مثل Grand Theft Auto 5) وأخبرت اللاعبين بأنهم يستطيعون تكرار ما يحدث للشخصيات، ولكن في العالم الحقيقي تماما مثل عالم اللعبة، وبمجرد الانضمام إليهم.

الخليفة المقتول
هناك كتاب اسمه " مد الأيادي لمبايعة البغدادي " ألفه " أبوهمام الأثري " أحد أعضاء تنظيم داعش، ولجأ التنظيم من خلال الكتاب للترويج لخليفته المقتول مؤخراً أبو بكر البغدادي وحث التنظيمات الجهادية والإرهابية الأخرى على مبايعته ، ووصل الأمر في الكتاب لدرجة تشبيه البغدادي بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ووصل التلفيق أيضاً لوصف الكتاب للبغدادي بأنه من آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقال بالنص :" الشيخ المجاهد، والعابد الزاهد، أمير المؤمنين، وقائد كتائب الدين، البغدادي أميراً للمؤمنين في العراق والشام وتجب له البيعة، وهو إمام متغلب وجبت طاعته، وذلك لأنه إمام مجاهد وزاهد وعابد وقرشي من آل البيت، وفقيه عالم "، واستشهد بأقوال العلماء كابن كثير، والترمذي، والبخاري، في فضل أهل البيت، وضرورة محبتهم، وحسب الكتاب فإن البغدادي حاصل علي شهادة البكالوريوس والماجستير في الدراسات القرآنية والدكتوراة في الفقه، وتدرج في الجهاد خطيباً ومقاتلاً وقاضياً في دولة العراق الإسلامية حتى انعقدت له بيعة أهل الحل والعقد لتولي إمارة العراق، ثم العراق والشام، وسيّر الجيوش من العراق إلى الشام عندما استعر فيها قتل المسلمين، ويرى مؤلف الكتيّب وجوب الخضوع للبغدادي وبيعته، وتوقيره، بل ويستشهد بكلام أبومحمد العدناني، وهو من قادة الدولة، بالتقرب إلى الله بغسل قدمى البغدادي وتقبيلها !! وربما هذا ما يبرر كيف كانت صدمتهم وانهيارهم بمجرد مقتله .

داعش .. والإخوان
حالة حب من طرف واحد .. هذا هو التوصيف السريع للتشجيع الخفي الذى يتبناه الإخوان لكل ما تقوم به " داعش " من جرائم، بل وظهور رايات داعش السوداء في تظاهراتهم، إلي جانب علاقات التنظيم " المحظور " بالجماعات الإرهابية بسيناء مثل انصار بيت المقدس والتى أعلنت صراحة تبعيتها الفكرية والتنظيمية لداعش .. بينما علي الجانب الآخر نجد دستور داعش يعتبر جماعة الإخوان " بدعية علمانية عفنة "، كما يقول عن حركة حماس – الإخوانية – أنها تعاني من " قصور في بث المنهج العلمى الصحيح بين أتباعها، ولهذا فإنهم أمام أحد مصيرين إما ضياع الثمرة في النهاية وسقوطها في يد المرتدين العلمانيين والقوميين، أو إقامة دولة شبيهة بدولة البشير والترابى بالسودان "، لكن بالعودة لكتاب " إدارة التوحش " وهو المرجع الرسمي لداعش .. نجد مؤلف الكتاب متأثراً في شرحه بأساليب التربية الإسلامية بكل أدبيات الإخوان، بل ويقول بالنص :" رحم الله سيد قطب القائل :" إن هذا القرآن لا يكشف أسراره إلا للذين يخوضون به المعارك، والأهم من كل ذلك هو اعتراف شيخ الإخوان يوسف القرضاوي بأن أمير تنظيم داعش المقتول "أبو بكر البغدادي" كان إخوانياً وينتمي إلى الجماعة .. لكنه أراد الزعامة فذهب إلي داعش، وهو ما يفسر كيف يعتبر كثير من المفكرين " داعش " امتداداً طبيعياً لأفكار سيد قطب التى كان يتمني تطبيقها بقوة السلاح .

سيناريوهات النهاية
داعش فقد ما لا يقل عن 50 ألف مقاتل، وتتحدث الكثير من التقارير أن من تبقى على قيد الحياة من تنظيم داعش فى العراق لا يتجاوز الألف وفى سوريا الأعداد لا تتجاوز بضعة آلاف .. مما يعنى أن التنظيم قد فقد ما يقرب من 80% من قوته العسكرية.. وهذا ما يفرض الكثير من السيناريوهات المطروحة.. فى هذا الشأن يرى ماهر فرغلي، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية المتطرفة أن تنظيم "داعش" الإرهابي أمامه ثلاثة خيارات؛ الأول أن يقوم بحل نفسه وسقوط الخلافة ويحل دولته بالكامل وتفكيك كل الهياكل التنظيمية التابعة له، وهذا الخيار من المستحيل مطلقا مع التنظيمات الراديكالية العقائدية والأشد أصولية مثل "داعش". أما الخيار الثاني فهو التوجه نحو الأذرع والأفرع، عن طريق إرسال عناصره إلى هذه الأفرع وتدعيمها والبدء في تنفيذ عمليات مسلحة كبيرة مثل فرع التنظيم في شبه جزيرة سيناء وليبيا وشباب الصومال وغيرها، وهذا الخيار يقوم به التنظيم فعليا حيث يدعم الأفرع المختلفة، أما الخيار الثالث فيتمثل فى الذهاب إلى الصحراء والاختباء في المدن بين المدنيين والتحول إلى خلايا عنقودية مسلحة، وهذا هو المرجح أن يقوم به التنظيم وأن يتحول من فوق الأرض إلى تنظيم تحت الأرض مرة أخرى بمعنى أن يعود للعمل السرى .. ويقوم بعمليات انتقامية وهذا ما صرح به المتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني قبل مقتله، وأن هذا ما كتبه التنظيم على مواقعه من التحول إلى الخلايا نظرا لأن التنظيم هو بالأساس سري مغلق، وتم تشكيله على أساس مخابراتي، وهذه السرية تسهل على التنظيم التحول إلى حروب الخلايا وحروب العصابات والعمليات المنفردة وغيرها.

نساء داعش
ظاهرياً .. يعتبر وجود " الجميلات " بمثابة إغراء للشباب للانضمام للتنظيم لكتابة أسمائهم ضمن الجداول الزمنية لما يسمى ب "جهاد النكاح " .. لكن حسب شهود عيان في مدينة " الرقة " السورية فإن أدوار النساء داخل تنظيم داعش لم تكن تقليدية مثل الزواج والطبخ وتنظيف البيوت والاهتمام بالأطفال والرجال، فهم عنصر رئيسي في نقل الأموال وتجنيد الجهاديات والقيام بعمليات انتحارية ومراقبة الأسواق وجمع الضرائب، وهناك أسباب كثيرة لانضمام الفتيات لداعش سواء اقتناعاً منهن أو بأساليب الترهيب والترغيب، مثلاً بعض السوريات والعراقيات كن ينضممن لصفوف داعش لاعتقادهن بأن هذا سيجعلهن محصنات ضد الاعتداءات، ويستغل التنظيم ما تواجهه النساء المسلمات في المجتمعات الغربية من حالة اغتراب .. فمعظم المنحدرات من أصول غربية المنضمات ل "داعش " يأتين من أسر ملحدة أو متشددة ترفض اعتناق أبنائها للإسلام، كما أن "المجاهدات" يجدن في الزواج من " محارب " فكرة رومانسية جذابة، حتى أنّ بعضهن وجدن أن قطع الرؤوس لا يخلوا من سحر المغامرة ،وبالتالي عودة هؤلاء من سوريا والعراق لن يكون " توبة " .. فعلي الأقل ستظل الفكرة بداخلهم، والأخطر إنهن قد يتحولن إلي إرهابيات .. وقصص كثير من الداعشيات تتفوق علي خيال أكبر المؤلفين .. فالتوءم البريطانيتان سلمى وزهرة من أصل صومالي، كانا يعيشان في لندن وفجأة اختفيا ثم ظهرا في سوريا .. وأطلقت إحداهما اسم "أم جعفر" على نفسها وحالياً تتدربان على استخدام القنابل اليدوية وبنادق الكلاشينكوف، أما المغربية " فتيحة المجاطي " فهي تقريباً تحتل منصب " السيدة الأولي " في دولة البغدادي .. فهي تقود الجناح النسائي بتكليف وتنسيق مع أكبر قيادات التنظيم .


أطفال داعش .. قنابل المستقبل!
أحد علامات المستقبل الأسود صنعها داعش فى قلوب وأدمغة الأطفال الصغار الذين استفرد بهم التنظيم وحولهم لمشروع إرهابيين جدد.. وحسب دراسة نشرتها صحيفة الواشنطن بوست فإن استخدام تنظيم داعش للأطفال في هجمات انتحارية كان جزءا من استراتيجية أوسع لزراعة جيل من المتشددين في سن المدرسة وتلقينهم فكر التنظيم .. فالتنظيم درب الصغار على القتل بذبح "دمى" وفخخ التلاميذ بأحزمة ناسفة في الفصول، وعدد كبير من الاطفال فى العراق وسوريا وليبيا جندهم التنظيم الإرهابي.. وفى العراق كان يتم تعليم الأطفال مناهج إرهابية، وصنفت الدراسة 60% من الضحايا الأطفال ب"مراهقين"، أي الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 16، ولم يكن هناك أحد أكبر من 18 عامًا، وكان بعض هؤلاء الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 8 و9 سنوات، وفقًا للباحثين في جامعة ولاية جورجيا المشاركة في الدراسة. فإن التنظيم أمر المعلمين بإحراق الكتب القديمة التي تمتلئ بالشعر والأغنيات، وحكايات عن تاريخ العراق، ولم تسلم مادة الجغرافيا من عبث التنظيم، فقد أزال الحدود بين سوريا والعراق، ليعطي انطباعًا بعظمة إمبراطوريته، واعتبروا الأكراد والشيعة "كفارًا" وجب قتلهم.. كما وضع صور القنابل والمتفجرات فى الكتب الجديدة بالمدارس. هؤلاء الأطفال الصغار الناجين من التنظيم أصبحوا مرضى بفيروس التطرف الذين يهددون المستقبل ما لم يتم استيعابهم مبكرا .

داعش وإسرائيل
دولتان كانتا بمأمن من داعش: قطر وإسرائيل .. حيث إنه طيلة الأعوام الثلاثة الماضية لم يقم التنظيم بتوجيه أية ضربات ضد الدولتين رغم أنه تقريبا نفذ عمليات إرهابية فى كافة الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية .. بما يضع علامات استفهام عديدة حول علاقة التنظيم بالدولتين! .. بالنسبة لإسرائيل حدث ما هو مثير إذ كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، عن أن تنظيم "داعش" أطلق النار مرة واحدة بالخطأ فقط باتجاه الجولان المحتلة ثم اعتذر عن ذلك على الفور، وهو ما أثار الرأى العام العربى عندما اعتذرت داعش عن ضرب منطقة تعتبرها إسرائيل جزءا منها! .. الأغرب أن أحد قيادات التنظيم ويدعى نضال النصيرى أعلن أن تحرير فلسطين ليس من "أولويات الجهاد المقدس" لدى داعش.. أما الصحفي الألماني، يورجان تودنهوفير، والذى ظل فترة متواجدا بالقرب من داعش فقد أكد فى شهادة له أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يخشاها الإرهابيون.. وأن داعش فى قناعاته يرى أن الله لم يأمرهم بقتال إسرائيل، وفى بيان صدر عن قيادة التنظيم فى 2014 أعلن داعش "أن الله في القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين. وأضاف نحن لم نتلق أوامر بقتل الإسرائيليين واليهود، الحرب ضد العدو الأقرب أولئك الذين يتمردون على الإيمان هم أكثر أهمية لنا الآن، أوامر الله لنا فى القرآن الكريم محاربة المنافقين لأنهم أشد خطورة من الكافرين".
والأكثر إثارة ما ذكره موقع "فيترانس توداي" الأمريكي، في تقرير له وهو :"إن المذابح التي ينفذها داعش مشابهة للمذابح التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، إن داعش هو جيش من المرتزقة تابع لإسرائيل، لأنه لم يقم بمهاجمتها، بل وتستقبل مستشفيات إسرائيل أيضا جرحى التنظيم، الذين يصابون في سوريا"!
أما عن دولة قطر فتؤكد الكثير من الشواهد والدلائل أن هناك علاقة خفية تربط بين التنظيم وهذه الدولة، حيث بات من المؤكد أن هذه الدويلة قدمت الدعم المالى واللوجستى للكثير من التنظيمات الإرهابية المسلحة .. وتداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وثيقة صادرة عن تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا يكشف الدور القطرى الخفى فى دعم عناصر التنظيم المتطرف بالأسلحة التى تدخل فى صناعة المتفجرات والمفخخات لاستهداف المدنيين الأبرياء. الوثيقة تحمل عنوان "تعزيزات" وتؤكد أن قطر سلمت المتطرفين مادة "نترات الأمونيا" لاستخدامها فى العمليات العسكرية ضد الجيش السورى فى عدد من جبهات القتال.


الداخلية تواجه بالضربات الاستباقية
لا يستقيم الحديث عن تنظيم داعش الإرهابي أو أي جماعة تعتنق الأفكار التكفيرية الهدامة الإرهابية بدون التطرق للتعامل الأمني ومدي جاهزيته لمواجهة تلك الجماعات والتنظيمات والأفكار علي المستويين المحلي والدولي، خاصة وأن دور الأمن ومجهوده بجميع بلدان العالم سيتضاعف خلال الأيام القادمة بعدما أنسحق داعش في الموصل، وبدأ العديد من عناصر التنظيم يفكرون في العودة لبلادهم، وجميع التنظيمات والحركات والجماعات الإرهابية لا تنفصل عن الإخوان سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، بهذا الشرح البسيط بدأ اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمي السابق لوزارة الداخلية حديثه عن شكل التعامل الأمني مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وخاصة العائدين من العراق، وأوضح أن أمريكا لجأت إلي صناعة تنظيم داعش عقب ثورة 30 يونيو 2013، و كان هدف إدارة باراك أوباما وقتها هو إرباك المنطقة، وإحداث حالة فوضى كبري خاصة في مصر التي تعتبر دره العقد العربي الذي إن فرط فرط العقد بأكمله، هذا ما انتبهت إليه الأجهزة الأمنية المصرية بكافة مستوياتها حتى في ظل حالات الفوضى التي أعقبت ثورة 25 يناير كانت الأجهزة الأمنية متواجدة بالشارع وجميع المحافظات تجمع معلومات وترصد تحركات الجماعات الإرهابية بشتى انتماءاتها وأفكارها، حتى حانت لحظة المواجهة في 30 يونيو 2013.
المخطط كان واضح وصريح والصفقات بين الأمريكان وداعش كانت تتم في العلن، لكن نحن فقط لم ننتبه، فأمريكا استغلت البيئة الداخلية في العراق وحالة الانقسام والفوضى الموجودة هناك، وتم الإفراج عن الإرهابي أبو بكر البغدادي و4 آخرين من سجن جوانتانمو والحجة وقتها هو أن ذلك تم في إطار صفقة للإفراج عن الجندي الأمريكي المخطوف في العراق من قبل تنظيم داعش، وبعد الإفراج عن البغدادي ورفاقه الأربعة دخلت داعش الموصل ودارت معركة حامية بينهم وبين الجيش العراقي أنسحب فيها الجيش العراقي تاركين أسلحتهم الثقيلة والشخصية ليستولي عليها التنظيم الإرهابي وبعدها يستولي علي الموصل لتكون نقطة انطلاق وقاعدة للتنظيم الإرهابي في كل بلدان العالم، أكد اللواء هاني عبد اللطيف أنه حتى الآن الإرادة الدولية لمواجهة الإرهاب غائبة وليست حقيقية لآن المصالح مختلفة، فمصر وأجهزتها الأمنية تحارب علي جبهة مواجهة الإرهاب بمفردها، هذا ما يدل عليه الحملات الكبرى التي تشن يوميا علي الإرهاب في سيناء، وأعداد الشهداء الذين يسقطون من رجال الجيش والشرطة بكل ربوع مصر، وكشف المتحدث السابق باسم الداخلية أن الوزارة وجميع أجهزتها يوجهون ضربات موجعه للتنظيمات الإرهابية الدولية التي تعمل علي الأراضي المصرية، فسياسة الوزارة في مواجهة الإرهاب قائمة علي سياسة الضربات الاستباقية لتلك التنظيمات، فمصر بها مواجهة حقيقية للإرهاب، وبالنسبة لمن يتحدثون عن العائدون من داعش بعد انهزام التنظيم في الموصل فهو أمر لا يقلق أجهزة الأمن المصرية، فجميع من سافروا للانضمام إلي تلك التنظيمات سواء في سوريا أو العراق تم رصدهم وهناك قائمة ترقب لوصولهم، وحتى إن فكروا دخول البلاد بشكل غير شرعي عن طريق الحدود مع ليبيا أو السودان فسيتم رصدهم أيضا أو علي الأقل سيكون لدي الأجهزة الأمنية علم وخبر بوصلهم، فالتنظيمات الإرهابية التي تعمل في مصر مخترقة من قبل الأمن المصري، وهناك خريطة وصورة كاملة لجميع الجماعات الإرهابية التي تعمل في مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.