- من المحاذير الشرعية لكرة القدم المآسي.. والدليل جمهور الزمالك! " طاعون العصر ومنبع الضلالة ومنجم الجهالة ومنها نشأت سحائب الغواية، وإليها تقاد خبائث العماية حيث سلوك اللاعبين في الملاعب وحركاتهم الخرقاء الحمقاء وقفزاتهم الحيوانية، غير مشابهتهم لعادات اليهود والنصارى والكفار في الاحتفال والرقص ومظاهر الحزن والفرحة".. هذا الكلام ليس على داعش أو أي كبائر.. ولكنها رؤية بعض السلفيين لكرة القدم.. وهذا هو المنهج الذي يأخذونه من كتاب" حقيقة كرة القدم دراسة شرعية من خلال فقه الواقع" للشيخ ذياب الغامدي.. وقد كشف عنه الكاتب ياسر أيوب في مقال له منذ فترة عندما تحدث عن إقامة حزب النور السلفي لدورة رمضانية لكرة القدم.. حيث قال: لابد أن نتوقف ونتساءل: هل تخلى حزب النور عن كثير من أفكاره وقواعده القديمة وترك كتب البشر وتعاليمهم شبه المقدسة ليصبح أكثر اقترابا من الناس.. أم أنه مجرد تكتيك وتظاهر وخداع وما فى القلب يبقى فى القلب والعقل لا يجرى تغييره أو مراجعته؟.. فحزب النور السلفى الذى يقيم الآن دورات لكرة القدم ويحتفي ويحتفل بهذه اللعبة.. كان طول الوقت سابقا يراها حراما.. والكتاب الذي أصبح هو المرجع الأساسي لرؤية السلفيين الدائمة لكرة القدم.. فهو كتاب.. حقيقة كرة القدم دراسة شرعية من خلال فقه الواقع.. وهو كتاب ضخم يتجاوز عدد صفحاته الثلاثمائة، ويحرص السلفيون دائما على عدم تداول هذا الكتاب خارج أوساطهم وأروقتهم باعتباره الكتاب الكاشف لرؤيتهم لكرة القدم.. أو المرجع الذي يتم الاقتباس منه للشواهد والدلائل والأحكام اللازمة لتحريم الكرة وتصويرها على أنها ضد الله وعبادته وضد الإسلام وشريعته وقد وجدنا هذا الكتاب على العديد من المواقع والمنتديات الدينية التابعة للسلفيين.. والكتاب طوال صفحاته يعرض الأسانيد التي يدعي مؤلف الكتاب أنها تؤكد أن كرة القدم لعبة حرام، ويعتمد المؤلف على الآية الكريمة" وذَرِ الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا دِيْنَهُم لَعِبًا ولَهْوًا، وغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيا"، بجانب الحديث الشريف« كُلُّ شيءٍ يَلْهُو بِهِ ابْنُ آدَمَ فَهُوَ باطِلٌ، إلاَّ ثَلاثًا : رَمْيَهُ عَنْ قَوْسِهِ، وتأدِيبَه فَرَسَهُ، ومُلاعَبَتَهُ أهْلَهُ، فإنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ» ويؤكد المؤلف أنه لمن الخزي والعار أن تغفل أمة المسلمين عن لعبة كهذه وتغض الطرف أو تكمم الأفواه عن بيان مخاطرها على أبناء المسلمين بيانا ناصعا، ويضيف أنها نعرات جاهلية وصيحات صبيانية وحركات خرقاء وقبل هذا وبعده تصفيق وتصفير وهمز وغمز وسب ولعن، ويتساءل: أفلا يستحي الرياضيون من واقعهم المشين وهم بعد في خوضهم يلعبون؟!، ويؤكد أن الغاية من كرة القدم وثمارها هو العداوة والبغضاء والسب والشتم والصد عن ذكر الله وقتل الأوقات وإلهاء الشعوب عن قضاياهم بل حتى عن مصيرها وذكر أن كرة القدم لعبة أجنبية دخيلة على بلاد المسلمين، ودخلت هذه اللعبة اللاهية بلد المسلمين عن تمرير مخططات يهود اللعينة عن طريق الاستعمار الصليبي، ودخول السفارات والجاليات، وعرفت مصر اللعبة عن طريق قوات الاحتلال، وأكد أن الدليل على أن تلك اللعبة مخطط يهودي هو أن تنظيم الدوري في مصر بدأ سنة 1948 وهي السنة التي اجتاح فيها اليهود فلسطين! وأغرب ما ذكره هو أن من محاذير تلك اللعبة والدليل على أنها حرام المآسي، واستشهد بما حدث في مباراة للزمالك قائلا: أورد بعض ما حفظه لنا التاريخ في ذاكرته السوداء من هذه المآسي حيث اقتحم حوالي 80 ألف متفرج ملعب نادي الزمالك القاهري الذي كان لا يتسع لأكثر من نصف العدد وذلك خلال مباراة حبية ضد تشيكوسلوفاكيا، وقد أدى التدافع إلى دوس 48 شخصا تحت الأقدام وإصابة عدد مماثل بجروح ورضوض خطيرة وقد كان يقصد مباراة الزمالك الودية مع نادي دوكلا براغ التشيكي سنة 1974، وتوفى بالفعل هذا العدد بسبب تدافع الجماهير وسقوط السور الحديدي لاستاد حلمي زامورا، وكان الملعب يتسع ل45 ألف فقط ولكن حضر أكثر من 80 ألف مشجع وهذا ليس غريبا على السلفيين.. فالشيخ ياسر برهامي أفتى من قبل بأن مباريات كرة القدم تلهي المسلمين عن القيام بواجباتهم، كما تتضمن محرمات، وقال "حكم مشاهدة مباريات كرة القدم مأساة أنا في قمة الغيظ منها"، لافتا إلى أنها لا تحرم إلا بضوابط معينة إذا كانت تتضمن إلهاء عن فعل واجب أو تتضمن فعلا محرما كالعصبية أو كشف للعورات أو حب وموالاة للكفار والمنافقين، أو متضمنة أي محرم وغالبا ما تتضمن محرمات". ويشير إلى أن تحريمها مقيد وغالبا الأمور المحرمة تقع وحاصلة، مضيفًا: "إلهاء الشعوب والأمم عما ينفعها بهذا اللهو نوع من تدمير هذه الشعوب، فأنا لا أدرى من أين يأتون بالوقت؟". ويقول "برهامى": "مباريات الكرة نوع من الإلهاء الشديد وتغييب العقل عما يحتاجه المسلم من انتباه لأمر دينه وبناء لشخصيته، مضيفًا:" من انشغل بها بالتأكيد سوف يحصل نوع من أنواع الخلل". واختتم بالقول: "أؤكد أن عامة من ينشغل بهذا واقع في المحرمات". كما أن الشيخ عبد المنعم الشحات- المتحدث باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية- قد صرح من قبل وقال إن كرة القدم حرام شرعا، وأنها لعبة دخيلة على المسلمين ومستقاة من الغرب، وأن الرياضات الثلاث الوحيدة التي أحلها الإسلام هي الرماية والسباحة وركوب الخيل، وأكد أن كرة القدم أصبح يطبق فيها نظام الاحتراف مثل الغرب تماما، حتى بات لاعبو كرة القدم يتقاضون أجورا أكبر من العلماء الذين لا يجد الكثير منهم قوت يومه، وطالب بأن يتم تخصيص الأموال والميزانيات التي تصرف على لعبة كرة القدم على مسابقات تحفيظ القرآن الكريم