- رسالة داعش لهم قبل التفجير: احلقوا لُحاكم وارتدوا الملابس الغربية، واستخدموا العطور وشفروا هواتفكم! - أحد تكنيكات التخفى: ارتداء القميص الأحمر أو الأصفر مع البنطلون الأسود، يجعلهم موضع شبهة! - عقيدتهم: لا عصمة للدماء ولا وجود للأبرياء، وإن لم تجدوا سلاحا فادهسوهم بسياراتكم! - التفجير والطعن والدهس والصراخ والسم .. أحدث أدوات القتل - ماهر فرغلى: من يتم تجنيدهم كذئاب منفردة يعانون من مشكلات إنسانية واجتماعية ونفسية وسياسية و أمنية - مصطفى حمزة: استخدام خطاب دينى مشوش لتجنيد الشباب المصرى والتوحش لاستقطاب الأوربيين - اللواء هانى عبد اللطيف: لا يوجد ذئاب منفردة والعمليات الإرهابية يقف وراءها الإخوان - المؤامرة بدأت ب30 ألف إرهابى دخلوا سيناء فى عهد مرسى وسيارات الرئاسة كانت تنقل زعماء التطرف! - اللواء شوقي صلاح: أشخاص غير متوازنين نفسياً، والعدوانية سمة تميز شخصياتهم، ويعانون من فراغ فكرى بعد دقائق فقط سينفجر الحزام الناسف.. الجسد سيفنى ويتحول إلى أشلاء فى أقل من ثانية، أما الروح فستذهب إلى العالم الآخر، إلى الجنة الموعودة والنساء الفاتنات وثمار الفاكهة القريبة من الأرض، هكذا يتقدم "ذئاب الإرهاب المنفردة" نحو الأبرياء لقتلهم دون رحمة، فهم أشباح يعانون من إضطرابات نفسية واجتماعية وفكرية وعدوانية، لهذا يسهل استقطابهم! .. هذا ما حدث فى سلسلة تفجيرات الكنائس الأخيرة، حيث روج تنظيم داعش الإرهابى لما يسمون بالذئاب المنفردة باعتبارهم أحدث ابتكارات القتل الجماعى وتهديد الدول والأنظمة.. خاصة بعدما نجحوا فى تنفيذ سلسلة هجمات عنيفة فى أوروبا.. فهم أشخاص يختفون فجأة عن الحياة بعدما يسقطون فى براثن التطرف، بعضهم مرصود أمنيا وله سجل سابق من الانضمام للجماعات المتطرفة والبعض الآخر أصبح إرهابيا بالصدفة بعدما قادته قدماه إلى الجحيم عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. حيث يتم تجنيدهم عن بعد تمهيدا لغزو عقولهم وسحقها وإعادة تشكيلها .. هنا فقط يغيب العقل ومن ثم يتحول الإنسان إلى مجرد حزام ناسف يتجه نحو الهدف بالريموت كونترول! .. السطور التالية تكشف حقيقة ما يسمون بالذئاب المنفردة، وكيف يتم صناعتهم؟
انتماء عن بعد! فى البداية تعود النشأة الحقيقية للذئاب المنفردة لتنظيم القاعدة الإرهابى، ففى عام 2010 أعلن هذا التنظيم صراحة عن هذه الإستراتيجية لاستهداف المنشآت المدنية ودور العبادة، ثم أخذ تنظيم داعش الإرهابى الفكرة وقام بتطويرها وإطلاقها فى الدول التى فشل فى الانتشار بها وخاصة دول أوروبا، وإذا رجعنا لإصدارات وبيانات التنظيم على الإنترنت تتضح معالم هذه الفكرة، ففى بيان حمل عنوان "الأمن والسلامة" قدم التنظيم الإرهابى لأنصاره من الإرهابيين المنفردين أو "The Lone Wolff"وفقا للتسمية الإنجليزية عدد من النصائح لما يجب فعله منعا لاكتشافهم، وتضمنت النصائح ما يلى: "احلقوا لحاكم وارتدوا الملابس الغربية، واستخدموا العطور العامة والعادية التي تحتوي على الكحول وشفروا هواتفكم ، وأي ذئب منفرد يجب أن يحاول الانصهار والاندماج في المجتمع المحلي، بحيث لا يبدو مثل المسلمين، وهذا يعني أن يحلقوا لحاهم ويرتدوا ملابس غربية وكذلك عدم الصلاة في المساجد بشكل منتظم .. حاولوا أن تكونوا دائما مثل أي سائح عادي أو مسافر تقليدي وحاولوا أن تكون ألوان الملابس متناسقة، فارتداء القميص الأحمر أو الأصفر مع البنطال الأسود، يجعلكم موضع شبهة ولا داعي لأن ترتدوا ملابس جديدة، لأن ذلك قد يثير الشبهات والبعض من الإخوة يميلون إلى شراء ملابس جديدة بالكامل، وهذا يجلب انتباه الآخرين وبقوة".! واستخدم زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي مصطلح الذئاب المنفردة ربما لأول مرة بوضوح في منتصف نوفمبر 2014 خلال دعوته إلى استهداف المواطنين الشيعة في السعودية، كما توعد داعش عبر مؤسسة (دابق) الإعلامية في يوليو 2016 بحرب جديدة فى بيان تحت عنوان "الذئاب المنفردة"، وذلك لتنفيذ المزيد من الهجمات على المصالح الغربية في كل مكان، وبلغت حدة التطرف فى هذا البيان حيث قال :"إن استهداف من يسمى بالمدنيين أحب إلينا وأنجع.. لا عصمة للدماء ولا وجود للأبرياء، وإن لم تجدوا سلاحا فادهسوهم بسياراتكم". وأخطر الأساليب التى يعتمدون عليها هى التفجير بالحزام الناسف والطعن والدهس بالشاحنات وهو ما فشلت دول عظمي مثل فرنسا وأمريكا وبريطانيا في التصدي له مؤخرا، لأن الذئب المنفرد كما يطلقون عليه، تكون لديه حرية التحرك لتنفيذ التعليمات، وهو ما يصعب علي الأجهزة الأمنية رصده، قبل تنفيذ عمليته وضرب أهدافه، هذا بخلاف تنوع وسائله في القتل. وعادة ما يعيش هؤلاء الإرهابيون فى أوكار بعيدة عن أعين الأمن لحين يتم اعدادهم للعمليات وهذه الأوكار هى التى تحتضن أسرار تكوينهم وامدادهم بالأفكار والمعتقدات الخاطئة.
وما حدث فى مصر لم يكن بعيدا عن هذا المخطط العالمى، فقد كشف تنظيم "داعش" الارهابي النقاب عن مخطط استهداف الاقباط وعدد من الأديرة والكنائس في مصر من خلال "الذئاب المنفردة" وذلك عن طريق تسريب خرائط تفصيلية لبعض الأديرة والكنائس المصرية عبر صفحة خاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي.. كما حرض على استهداف المنشآت العامة. مما دفع مرصد الفتاوى بدار الإفتاء المصرية فى بيان له للتأكيد على أن المعلومات الواردة عن منفذي العمليات الإرهابية باستخدام تكتيك "الذئاب المنفردة" بأن هؤلاء الذئاب هم في أغلبهم من الأفراد الذين يتعرضون لضغوط حياتية كبيرة تسبب لهم مشكلات نفسية واجتماعية قد تصل إلى حد الاكتئاب، بالإضافة إلى كونهم بعيدي الصلة عن العلوم الدينية والشرعية، وهو ما يجعل منهم وسيلة سهلة وهدفًا لدعاية التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تستثمر هذه المشكلات الحياتية والضعف العلمي والديني لتجعل من تلك الذئاب آلات قتل جماعي. سراب الجنة! صناعة الذئاب المنفردة وإعدادهم للعمليات الإنتحارية دفع الكثير من الخبراء فى الحركات الإرهابية للبحث عن حل هذا اللغز، حيث يقول ماهر فرغلى، الباحث فى شئون التيارات الإسلامية: إن جميع من سقطوا فى براثن التنظيمات الإرهابية وتم تجنيدهم كذئاب منفردة يعانون من مشكلات إنسانية واجتماعية ونفسية وسياسية أو أمنية، والمشكلة السياسية هى الأخطر خاصة لدى الجيل الحالى، حيث يشعرون أن لديهم احتياجات لا يلبيها لهم النظام السياسي فيظنون أن الإسلام الذى تأتى به الجماعات المتطرفة هو الحل أو هو المدينة الفاضلة، ومن ثم يتم سحبهم رويدا رويدا بحيث يخضعون لما يشبه التنويم المغناطيسي تحت رياح الجنة الوهمية التى يصورونها لهم.. فمثلا وليد بدر، الذى فجر نفسه فى موكب وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، قبل أن يفجر نفسه بدقائق، قال :إنه ترك أولاده الصغار من أجل ريح الجنة؟ أما محمد على السواركة فكان يسلم على أصحابه وهو يضحك ملء فمه، قبل أن يفجر نفسه فى مديرية أمن جنوبسيناء حيث كان يظن أنه سيذهب بعد التفجير إلى الجنة أيضا، وكذلك عبدالرحمن الغرابلى، طالب كلية الإعلام بجامعة الأزهر، الذى انتخب شفيق فى المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وفجأة تحول إلى مسئول إعلامى لجماعة بيت المقدس، حتى قُتل فى سيناء! هكذا يتم إعداد هؤلاء الإنتحاريين عبر مجموعة طويلة من مراحل الإقناع، حيث يضعون الشخص تحت الاختبار ويحيطونه بدائرة من الأشياء بحيث يتم إلغاء عقله، ثم يوهمونه بأن الإسلام شامل وأنه لن يعود إلا من خلال التنظيم وبعد أن يعتنق هذه الأفكار يقومون بتكليفه للقيام بالعمل المطلوب. والمفترض فى صفات من يقومون بمثل هذه العمليات الانتحارية أنهم غير متوازنين نفسياً، ولديهم حالة واضحة من الخلل فى شخصياتهم، مثل الميل للانعزالية والبعد عن الأهل والأصدقاء. نبتة إخوانية أما مصطفى حمزة، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية فيقول :إن الذئاب المنفردة هى إستراتيجية اعتمد عليها تنظيم داعش الإرهابى لأنها فى الأساس سلهة التجنيد والإعداد عن بعد دون ملاحقة أمنية للتنظيم نفسه، كما أنه لا توجد تكلفة فالذهاب إلى سوريا الآن لم يعد متاحا، ومن ثم أصبحوا يعتمدون على الشباب المتحمس والجاهل فى نفس الوقت لإعدادهم بحيث يكونوا أذرعا للتنظيم لدى الدول الأخرى، وهذه الإستراتيجية أحدثت ترويجا إعلاميا للتنظيم الذى يتعرض لخسائر فادحة الآن فى سوريا والعراق، والمقصود من ورائها فى مصر عمل صدى إعلامى دولى ودفع الرأى العام العالمى للاعتقاد بأن الدولة مخترقة من داعش أو غير قادرة على حماية الأقباط وجعل المواطن فى النهاية يفقد الثقة فى الحكومة، وتهدف من جانب آخر لإرباك أجهزة الأمن فى سيناء وجعلها تخفف من تمركزها هناك حتى يتحقق غرض الإرهابيين فى تخفيف الضغط عليهم، هذا بالإضافة لدفع الأمن لاتخاذ إجراءت تأمين طارئة. علما بأن الذئاب المنفردة يتم استخدامهم خصيصا لاستهداف المنشآت المدنية غير المؤمنة تأمينا كاملا. وحول ما وراء كشف التنظيم عمن يقومون بعمليات انتحارية يضيف حمزة أن المعلومات التى ينشرها التنظيم عن عناصره الانتحارية غير دقيقة، فهناك تضارب فى الكُنى والألقاب، وهناك ميل للتضليل فالتنظيم يستخدم أكثر من كُنية ولقب لعملائه. المؤامرة الكبرى ومن الناحية الأمنية هناك أبعاد أخرى تكشف عن المؤامرة الكبرى لجماعة الإخوان الإرهابية والتى تتخفى وراء مسميات لا أصل لها، حيث يرى اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي السابق لوزارة الداخلية، أنه لا يوجد شيء اسمه "الذئاب المنفردة"، فهي مجرد مسميات تطلقها الجماعات الإرهابية من حين لآخر لبث الرعب في نفوس الناس، وإيهامهم بأن هناك تشكيلات وجماعات إرهابية متعددة تعمل علي الأرض، وأن الدولة مخترقة من الجماعات الإرهابية. وأوضح عبد اللطيف أن جميع الجماعات الإرهابية التي تُطلق علي نفسها مسميات مثل "حركة حسم" و"كتائب حلوان" و"جيش الدولة الإسلامية" و"جيش ولاية سيناء" ما هي إلا أسماء سمتها جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات التكفيرية لإبعاد أي تهم عنهم، فبعد نجاح ثورة 30 يونيو والإطاحة بمحمد مرسي، كانت جماعة الإخوان حريصة علي بث الفوضى بالشارع المصري، وتنفيذ أكبر كم من العلميات الإرهابية لكن تحت مسمى وألوية جماعات أخرى حتى تظل محافظة علي صورتها الخداعة أمام الشعب، وشعارهم الكاذب أنهم "ليسوا دعاة عنف"، لكن تاريخ جماعة الإخوان ملوث بدماء المصريين الأبرياء، بدليل شعارهم الذى هو عبارة عن سيفين. وأشار المتحدث السابق للداخلية أن جميع الجماعات الإرهابية الموجودة فى العالم خرجت من تحت عباءة جماعة الإخوان، فتنظيم القاعدة وداعش وجميع التنظيمات الإرهابية الكبيرة نواة تكوينها تم في رحم جماعة الإخوان، ففي النهاية تختلف المسميات لكن مصدر الجماعات الإرهابية داخل وخارج مصر واحد وهم جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية بشتى تشكيلاتها وأنواعها. وكشف اللواء عبد اللطيف أن ما يحدث الآن في مصر من عمليات إرهابية باستهداف الشخصيات العامة، وتفجير الكنائس، وقتل المواطنين المصريين العزل من السلاح، كل هذه العمليات يقف وراءها الإخوان فهم ليسوا براء منها بشكل أو بآخر، فالتنسيق لتلك العمليات يتم مع جماعة الإخوان، ودخول 30 ألف إرهابي من التنظيمات الإرهابية المختلفة المدعومة من مخابرات إقليمية ودولية إلى شمال سيناء وانتشارهم من العريش حتى رفح لتنفيذ أهداف سياسية كانت وراءه جماعة الإخوان، وحدث هذا إبان حكم محمد مرسي، والأجهزة الأمنية كانت ترصد سيارات رئاسة الجمهورية وهي تتوجه إلي شمال سيناء، وعقد لقاءات بين مبعوثين من محمد مرسي ومكتب الإرشاد وزعماء التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، وكان زعماء تلك التنظيمات وفي مقدمتهم محمد الظواهري مسئول تنظيم القاعدة في مصر وشقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة يستقلون سيارات رئاسة الجمهورية داخل شمال سيناء. وتابع عبد اللطيف قائلا: "ما يحدث الآن من عمليات إرهابية هو استكمال لمخطط الفوضى الذي أعلن عنه محمد البلتاجي أحد قيادات جماعة الإخوان وعضو مكتب الإرشاد بعد ثورة 30 يونيو"، موضحا أن مخطط الفوضى للقضاء علي ثورة 30 يونيو قد فشل، فالآن الرهان علي إفشال دولة 30 يونيو. ويري المتحدث السابق للداخلية أن التغيير التكتيكي والنوعي في العلميات الإرهابية الذى يتم الآن في مصر والمتمثل في قتل المسيحيين، وتفجير الكنيسة البطرسية في ديسمبر الماضي، وتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ومارجرجس بطنطا هو نوع من أنواع الفشل واليأس الذي وصلت إليه الجماعات الإرهابية الموجودة بمصر بمختلف مسمياتها وقبلاتها التي تعمل لحسابها، فإحداث فتنة طائفية في مصر، وشق صف الشعب، واستعداء الخارج هي الكروت الأخيرة، والمعركة المتبقية للجماعات والتنظيمات الإرهابية. ويطالب اللواء عبد اللطيف بسرعة تطوير المنظومة الأمنية بشكل أكبر مما هي عليه الآن، لسرعة القبض على الهاربين المتهمين في وقائع تفجيرات كنيستي الإسكندرية وطنطا، لأن هروب هؤلاء يعني أن الشارع المصري به حوالى 16 قنبلة احتمال تفجيرها قد يتم في أي وقت، وهذا يعني أنه من المتوقع أن تكون هناك عمليات إرهابية خلال الفترة القادمة، لذلك ليس من الفطنة الحديث الآن عن أي خلل بالمنظومة الأمنية، فرجال الشرطة في هذا التوقيت يحتاجون أكبر دعم معنوي من الشعب، فالكلام اليوم يجب أن يكون عن تطوير ودعم جهاز الشرطة فقط مثلما حدث في الفترة من 14 حتى 31 أغسطس 2013 والذى تم فيها إحباط الشرطة لمخطط الفوضى والانفلات الأمني الذي قامت جماعة الإخوان بتنفيذه عقب ثورة يناير 2011 وأرادت أن تعيده بعد فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة الذي استشهد فيه 114 من رجال الشرطة، وأصيب 10 آلاف آخرين في 14 يوما فقط. وسائل قتل غير تقليدية! من جانبه يرى اللواء الدكتور شوقي صلاح، الخبير الأمني وعضو هيئة التدريس بكلية الشرطة، إن"الذئاب المنفردة" هم أشخاص غير معلومين للجهات الأمنية، يقومون بالأعمال الإرهابية بشكل فردي سواء بدافع ذاتي أو من خلال تجنيد تنظيم إرهابي لهم، لذلك تتسم العلميات الإرهابية التي يقومون بها دائما بعنصر المفاجأة. ويستخدم "الذئب المنفرد" غالباً أسلحة غير تقليدية لتنفيذ هجماته في حدود الإمكانيات المتاحة له، كاستخدام الشاحنات في دهس الأشخاص، مثلما شاهدنا مؤخرا في بعض العواصم الأوروبية. وأوضح الخبير الأمني أن من أهم سمات شخصية الذئب المنفرد أنه يتحول بشكل مفاجئ إلى الأيديولوجيات الإرهابية، ويتفاعل سريعا مع طريقة وتفكير التنظيمات الإرهابية، حتى أنه يقدم على تنفيذ عمليات انتحارية يفقد فيها حياته دون أدنى تفكير، والتحليلات الاجتماعية والنفسية التي تجريها الأجهزة الأمنية على منفذي العمليات الإرهابية توضح أن معظم هؤلاء يكونوا عادة أشخاصا غير متوازنين نفسياً، والعدوانية سمة تميز شخصياتهم، ويعانون من فراغ فكرى يهيئهم لقبول أي فكر منحرف يتماشى مع طبيعة ميولهم العدوانية، كما أنهم يتحولون بشكل سريع من مرحلة القول للفعل الذي قد يصل لمستوى ارتكاب عملية انتحارية دون أدنى تفكير. وأشار اللواء شوقى صلاح أن من أمثلة الجرائم التي ارتكبت وفق نمط الذئاب المنفردة حادث الدهس الذي وقع في فرنسا أثناء الاحتفال بيوم الباستيل 14 يوليو الماضي، والذي راح ضحيته 85 شخصا بالإضافة إلي مئات المصابين، والذي نفذه الإرهابي محمد لحويج بوهلال، الشاب ابن الثلاثين عاما، تونسي الأصل فرنسي الإقامة، موضحا أن أجهزة الأمن الفرنسية لم يكن لديها ملف عن هذا الإرهابي، ولا أي معلومات، وأن هذا الحادث نمط جديد من الجرائم الإرهابية لم يكن معروفا قبل ذلك، ويعتمد علي الشخص الواحد وعنصر المفاجأة كما قال "برنار كازنوف" وزير الداخلية الفرنسي وقتها: "إن الجاني لم يكن معروفاً للأجهزة الأمنية المنوط بها متابعة أنشطة المتطرفين الإسلاميين". وأكد الخبير الأمني أن الهجمات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية لها عدة أشكال، أخطرها تلك التي تقوم بها العناصر كبيرة العدد والعتاد، والتي يطلق عليها "التشكيل"، وهدف هذا النوع هو إحداث خسائر كبيرة في جانب الكيانات التي تتم مهاجماتها، ومن أمثلة هذه الاعتداءات الهجوم علي نقطتي تفتيش بمنطقة كرم القواديس، الذي قام به تنظيم "بيت المقدس" في شمال سيناء في 24 أكتوبر 2014، ونفذه العشرات من العناصر الإرهابية مستخدمين السيارات المفخخة، والبنادق والرشاشات الآلية. وهناك نوع آخر من منفذي العمليات الإرهابية وهم الخلايا العنقودية وذلك النوع يكون أقل عددا من التشكيلات، مثل المجموعة التي نفذت عملية اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام، حيث أثبتت أجهزة التحقيق قيام عناصر من تنظيم الإخوان يقدر عددهم ب 14 عنصراً بالتعاون مع حركة حماس للتخطيط والإعداد لتنفيذ الهجوم المشار إليه. وتابع عضو هيئة تدريس كلية الشرطة قائلا: " من التصنيفات العددية والأمثلة المشار إليها للجماعات الإرهابية يتضح الفرق بين التشكيلات الإرهابية والمجموعات العنقودية والذئاب المنفردة"، فهدف كل هؤلاء في النهاية هو إحداث الفوضى وتنفيذ أكبر قدر من عمليات الدمار والتخريب والقتل، لكن طريقة وأعداد المنفذين لكل عملية تختلف.