في مصر حوالي 3 مليون مدمن.. هذا العدد الكبير بالتأكيد يغري البعض لاستغلال ذلك وعمل بيزنس في علاج هؤلاء المدمنين.. وهذا ما جعلهم يؤسسون مراكز أو بيوت لتأهيل المدمنين تحت مسمى مراكز ال"هاف واي" أو منتصف الطريق.. والمنتشرة في أوروبا منذ فترة طويلة ووجدت رواجا في مصر مؤخرا.. ولكن أصحاب النفوس المريضة حولوا بعض تلك المراكز إلى أوكار للنصب على هؤلاء الشباب المدمن.. ويتعرض المدمن للتعذيب بداخلها.. وفي نفس الوقت هناك مراكز حقيقية تقدم العلاج الصحيح.. نستعرض كل ذلك في السطور التالية.. نصب وأشياء أخرى محمد حسين علي- مهندس كمبيوتر- أراد أن يعالج نفسه من الإدمان، ولكنه وقع في شباك وكر لعلاج الإدمان والنصب، حيث يقول: توجهت لإحدى مراكز الإدمان المسمى بالهاف واي أكثر من مرة، وكانت تجربة سيئة جدا ربما تكون أصعب من الإدمان نفسه، حيث أنهم قالوا لي أني سأجد الرعاية الصحية وأنه مرخص من وزارة الصحة، ودفعت 5 ألاف جنيه، وكل من كان يعمل فيه مدمنين سابقين، وطلبوا مني أن أختار مشرف من هناك، وبالفعل اخترت أحدهم وحكيت له كل تفاصيل حياتي، وطلب مقابلة زوجتي بحجة تعليمهم طريقة التعامل معي، وحدثت مشاكل بيني وبين زوجتي بعد ذلك وتم الطلاق، واكتشفت بعد ذلك أن هذا المشرف كان مسجل في الشرطة مخدرات وتزوج زوجتي، وأنه كان سبب الطلاق حتى يتزوجها، وبشكل عام ما يحدث في تلك المراكز هو أنه يوجد برنامج يأتي من الخارج لعلاج الإدمان، ويعتمد على أن المعالجين يكونوا المرضى السابقين حيث أنهم الأفضل للمشاركة في علاج المدمنين، لأنهم يشعرون بهم وبحالتهم أكثر، وهذا هو أساس مراكز الهاف واي، وما رأيته أنه يكون هناك مدمن سابق يحاول إقناع أي مدمن أو أسرته بالعلاج في المركز الذي يعمل به، ويحصل على المقابل، وإذا كان المريض لا يريد أن يذهب معهم فيخدروه أو يرسلوا إليه بلطجية للقبض عليه، ويبدأ العلاج بثلاث ألاف إلي خمسة ألاف جنيه، ويعاملوا المدمن معاملة سيئة ويكبلوه، ويكون هناك الضرب والتعذيب وهناك حقن تسبب تشنجات عصبية، وحدث أمامي مع بعض الحالات، وطلبوا مني أن أعمل معهم، وعشت تلك القصة، ولكني وجدت أن الأمر به تعذيب وأن الفلوس الذي أكسبها من وراءهم حرام ومتاجرة بعذاب الآخرين، فلا يوجد في تلك المراكز إعادة تأهيل أو أي إشراف طبي، ونادرا ما يأتي أي طبيب للإشراف، ونجد أن المشرفين والمعالجين مسجلين وسوابق، بجانب مراكز الديتوكس والتي يتم فيها سحب المخدر من الدم، ولدي أصدقاء كان يتم ربطهم في الشجر ويأكلوا أقذر أكل في تلك الأماكن، ولديهم مبدأ "كسر المدمن" حيث أنهم يروا أنه يجب أن يعاني المدمن معاناة قوية حتى لا يعود للإدمان، ويتعرض للكهرباء والربط في السرير وكل أشكال التعذيب بهدف ألا يفكر في العودة للمخدرات مرة أخرى، فأرجو إنقاذ الشباب التي تريد التعافي من الإدمان والضرب بيد من حديد علي أولئك الذين يستغلون مصائب الناس مركز خيري للمحتاجين! "هاف واي خيري للمحتاجين.. من يريد التبرع يتصل بي.. ويجوز دفع أموال الزكاة والصدقة".. هذا الإعلان موجود على صفحة علي الفيس بوك.. ليعلن عن مركز خيري لعلاج الإدمان.. تحدثنا مع صاحبه ومديره محمد خليل حيث يقول: كنت مدمن سابق والحمد لله شفيت، وعملت بعدها في مراكز خاصة لعلاج الإدمان، ووجدت أن التكلفة عالية وتصل إلي 5 ألاف جنيه في الشهر، ولذلك أردت أن أقدم خدمة لبعض المدمنين الذين يريدوا العلاج ولكنهم لا يجدوا تكاليفه وخصوصا من المناطق العشوائية، فأنا كنت أريد العلاج من قبل ولم يكن معي فلوس لكي أعالج في تلك المراكز، فعملت مركز خيري للعلاج في الزقازيق حيث أني وجدت أن الإجراءات في القاهرة كانت صعبة، وعملت كل الإجراءات بشكل أسهل في الزقازيق، وأنا معالج إدمان، ونطبق برنامج عالمي اسمه "N A" يتكون من 12 خطوة لعلاج الإدمان، والمريض يدفع لنا 800 جنيه فقط، ومعنا أخصائي وهناك طبيب يتابع الحالات، وحاليا أجهز لعمل مقر آخر في القاهرة، ولكننا لا ننصب على أي مريض، ويجد لدينا كل الرعاية والعلاج 5 آلاف جنيه لا يكفي ويقول د. أحمد جمال أبو العزايم- استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان-: كل المراكز الخاصة الخاضعة لإشراف وزارة الصحة يقوم عليها أطباء أكفاء متخصصين وأخصائيين نفسي واجتماعي لديهم مؤهلات ورخصة مزاولة ومعالجون وممرضون متخصصون وحاصل بعضهم على دورات في الخارج، أما عن تلك المراكز غير المرخصة فالمقابل الذي يحصلون عليه والذي يصل إلي 5 آلاف جنيه شهريا مقابل علاج مريض الإدمان فهو مبلغ قليل جدا بالنسبة للمراكز الحقيقية التي يقوم عليها أطباء وتخضع للرقابة والتفتيش، ولكن هذا التدني في المقابل المادي لتلك المراكز غير المرخصة يرجع إلي وجود مخالفات بجانب أنها لا يقوم عليها متخصصون، فهم يعملون بطريقة النصب والخداع على المرضي والنزلاء، ويجب التحقيق مع أصحاب جميع المراكز التي تم إنشاؤها بدون تراخيص وخارج مظلة رقابة الأمانة العامة للصحة النفسية، وإغلاق أي مركز لا تنطبق عليه شروط أمانة الصحة النفسية خاصة في ظل الحرص على حق المريض في العلاج من الإدمان، فلا يجوز بأي حال من الأحوال تعريض المريض أي كان للتعذيب والادعاء بأن هذا علاج حتى لو كان علاج من الإدمان، وعلى وزارة الصحة، والأمانة العامة للصحة النفسية أن يقومان بالرقابة والتفتيش على أي مركز لعلاج الإدمان ويكون مرخصا، ولكن هناك تقصير في الرقابة على المراكز الطبية خاصة في ضبط المخالف منها