تحاول التنظيمات الإرهابية استغلال تطبيقات الهواتف المحمولة من أجل محاولة الوصول إلى أكبر عدد من الشباب للانضمام إليهم أو الوصول إلى بيانات.. حيث كشفت دراسة حديثة لجامعة كامبريدج أن أكثر من 70% من التطبيقات الموجودة على الهواتف الذكية، تسرب البيانات الشخصية لأطراف خارجية، بناء على حجم المعلومات التي يمكن أن تكشفها.. كما توصلت أجهزة استخبارات دولية إلى أن التنظيمات الإرهابية الشهيرة، مثل القاعدة وداعش، لديها شبكات عنكبوتية يتم تدشينها عبر تطبيقات معينة لألعاب وخدمات ترفيهية، وبشفرات خاصة، تمكنهم من التواصل وتلقى التعليمات والخطط والبرامج من خلالها، دون أن يتوصل أي شخص لهذه الشفرات وتتفق هذه الدراسة مع تقرير سابق يؤكد أن التجنيد لا يتم عبر تويتر أو فيسبوك كما يعتقد الكثيرون .. ولكنه يتم من خلال طريقتين . الطريقة الأولى هي عبر الفيديو.. فالفيديو يساوي ألف صورة والصورة تساوي ألف كلمة .. فمقاطع الفيديو التي ينشرها داعش تجذب الكثيرين إليها خصوصا أولئك ممن يمتلكون حب المغامرة .. الأمر الثاني هو عن طريق الأشخاص المتواجدين داخل حدود الدولة الإسلامية فبعد حصولهم على دروس في الايديولوجيات ومبادئ الدولة الإسلامية.. يتم إعطاؤهم هواتفهم المحمولة للاتصال بأقربائهم وعائلاتهم من خلال تطبيقات الاتصال كالواتساب وإرسال صور إليهم حول حياتهم وطريقة عيشهم وأسلحتهم فهم يرسلون إليهم باختصار حملات دعائية موجهة .. فالأمر لا يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. بل عبر تطبيقات التواصل على الهواتف الذكية. وقد كشفت التحقيقات مع عناصر من تنظيم داعش أنهم يستغلون شبكات التواصل الاجتماعي، ويتقربون من الشباب ليعرفوا ميولهم وطموحاتهم، ويلعبون على الشباب الذي يحب المغامرة وألعاب القتال، فيغزوا أفكارهم ويشجعونهم على الهجرة وترك الأهل وأنه سيكون بطلا في التنظيم كما كشفت دراسات سابقة أن داعش تستخدم بعض الألعاب الإلكترونية للتواصل بين أعضاء وحداته، حيث ينضم الأعضاء إلى معركة إلكترونية افتراضية في إحدى الألعاب ويقومون بالتخطيط والتواصل في ذلك العالم بعيدا عن أعين المراقبة المباشرة، ذلك أن الأجهزة الخادمة لتلك الألعاب موزعة في جميع أنحاء العالم، ويسهل التنقل بينها وتصعب مراقبتها. ويحاول التنظيم كذلك الاتصال باللاعبين بطرق مختلفة، مثل الدردشة معهم صوتيا أو نصيا ومحاولة تضليلهم، مثل محاولتهم تجنيد أطفال والشباب من داخل لعبة Roblox بهدف تنفيذ عمليات إرهابية داخل أراضيهم، وسجل التنظيم أيضا عروض فيديو لألعاب عنيفة (مثل Grand Theft Auto 5) وأخبرت اللاعبين بأنهم يستطيعون تكرار ما يحدث للشخصيات، ولكن في العالم الحقيقي تماما مثل عالم اللعبة، وبمجرد الانضمام إليهم. وطورت المجموعة كذلك تعديلا مجانيا للعبة «آرما 3» Arma 3 الحربية المعروفة بواقعيتها في محاكاة الأسلحة والآليات في المعارك، وذلك بهدف تدريب جنودها على سيناريوهات مستوحاة من الواقع، بالإضافة إلى التأثير على الأطفال والشباب لتمجيد دور المجموعة، وبدأت هذه التعديلات على شكل ملفات تحتوي على شخصيات تنتمي لمجموعة داعش يجب على اللاعب قتالها، ولكن بعض التابعين للمجموعة حصلوا على تلك الملفات وعدلوها ليصبح بإمكان اللاعبين استخدام تلك الشخصيات كشخصيات رئيسية، وعدلوا المراحل وأضافوا أعلامهم وشعاراتهم وملابسهم، وهم يعلبون على فكرة أن البعض يحب أن يجرب تلك الألعاب العنيفة في الواقع أما عن تطبيق" WhatsApp" فتقوم داعش بعمل جروبات ونشر أرقام التليفون على العديد من صفحات الفيس بوك أو المنتديات تحت أي مسميات إسلامية، ثم بعد ذلك يبدأون في الدعوة إلى الدخول في التنظيم، وقد صرح أحد الذين انضموا للتنظيم من قبل لصحيفة" الشرق الأوسط" أنه بعد موافقة الشباب على الانضمام لداعش عن طريق السفر إلى تركيا يتم الاتصال به عن طريق الفايبر والواتس آب حتى لا تتم مراقبة الاتصالات وتشير تقارير دولية إلى أن داعش طورت تطبيقا على الهواتف يسمح لمن يحمله بمتابعة تغريداتها على تويتر، واستخدام حسابات من يحمل التطبيق لنشر التغريدات المختلفة لتعقيد عملية التتبع. ويقول العميد خالد عكاشة- الخبير الأمني-: الجماعات الإرهابية تستخدم جميع وسائل الجذب الالكتروني من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الأتباع، بجانب المنتديات وغرف الشات التي ما زالت تستخدم كآلية للنقاش بين المتطرفين، بجانب الألعاب الالكترونية وتطبيقات الهواتف، فهم لديهم متخصصون في كل المجالات ويحاولون الوصول للشباب بشتى الطرق ويقول حسن صبري- مهندس كمبيوتر-: هناك العديد من الألعاب التي تتيح التحدث من خلالها، كما هناك ألعاب يستطيع مطورون ومتخصصون من إجراء تعديلات عليها، وهذا يحدث كثيرا، والتنظيم الإرهابي يلعب على ذلك، وهذا يؤكد أنهم لديهم مطورون ومصممون على مستوى عالي، وفي نفس الوقت يجب أن تشدد الأسر من مراقبتها على الألعاب للأسف حتى لا يقع أبناءهم في هذا الفخ