أغلبنا يعرف بائع الروبيكيا الرجل الذى يدور شوارع القاهرة ليستلقط رزقه من "خرج البيوت" أو الكراكيب القديمة التى نستغنى عنها وبالمناسبة بائع الروبيكيا هذا موجود فى العالم كله وغالبا ما يأخذ منها ما يحتاجه ويبيعه ثم يرمى الباقى حتى جاء المهندس إبراهيم أبو جندى وهو مهندس شاب خريج الجامعة الأمريكية بفكرة جديدة ومختلفة تماما حيث قرر يستخدم مخلفات البيوت وما يستغنى عنه بائع الروبيكيا فى تصميم فرش البيت وخاصة غرف النوم والمكاتب والقرى السياحية وأطلق على فكرته تلك "موبيكيا " . حكاية إبراهيم أبو جندي خريج الجامعة الأمريكية الذى يستخدم "الكاوتش" في تصميم عفش البيوت نطلى الكاوتش بمادة عازلة وأوان براقة حتى يتانسب مع ديكور البيت فرش البيت بالمخلفات المعاد تدويرها يوفر أكثر من 70% من فرشه بالشكل العادى كيف بدأت فكرتك ؟ أولا دعينى أؤكد على أن فكرة إعادة تدوير أو تصميم الأشياء القديمة أصبحت من أكثر الأفكار إنتشارا فى العالم كله حيث أنه أصبح من غير الطبيعى أن نحتفظ بأشياء أو "كراكيب " أو قطع موبيليا قديمة لانحتاجها ولا نستخدمها ومع ذلك تأخذ حيز من مساحة البيت خاصة أن أغلب بيوتنا فى مصر مساحتها ليست كبيرة كما أنها تصدر طاقة سلبية فضلا عن خطورتها فى المكان حيث إنها فى حالة حدوث أى مشكلة أو حريق لاقدر الله تكون من أكثر الأشياء التى تساهم فى زيادة نسبة الخسائر لأن أغلب تلك المواد سريعة الإشتعال وخاصة الكاوتش فيكفى أن أقول لك أنه حدث حريق فى فريجينا بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1983 لأكثر من 3 مليون قطعة كاوتش ظلت الحكومة هناك تزيل فى أثار هذا الحريق حتى عام 2002 لذا فمن أكثر المواد التى رأيت أنه لابد أن يعاد تدويرها وإستخدامها هو الكاوتش لأنه من المواد التى لو لم نعيد إستخدامها بشكل صحيح لتحولت لمادة ضارة لذا فكرت فى كيفية إعادة إستخدام أغلب الأشياء التى نستغنى عنها بما فيها الكاوتش بالشكل الذى يجعلنا نستفيد منه عمليا وإقتصاديا. أنت مهندس تصميم معمارى .. فما علاقة ذلك بإعادة تدوير المخلفات ؟ أنا فعلا درست التصميم المعمارى ولكنى أساسا من بورسعيد وبعد تخرجى من كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية قررت إننى لن أعمل بالهندسة لذا أنشأت مركز ثقافى فى بورسعيد ولكنى لم يكن معى إمكانيات مادية لأشترى عفش جديد أفرش به المركز ففكرت فى أستخدم الكاوتش وصناديق البيبسى لأصنع منها العفش وأثناء تنفيذ الفكرة شعرت أنها " ندهتنى" وإن الأمر لن يتوقف عند تصنيع فرش المركز الثقافى فقط وتوطد عندى هذا الإحساس عندما وجدت الإعجاب فى عيون الناس بالفكرة خاصة عندما تم تنفيذها من مخلفاتهم التى كانوا يستغنوا عنها . وما هى المواد التى يمكن أن يعاد إستخدامها ؟ أى شىء قديم سواء كان بلاستيك أو خشب أو كاوتش ففكرة موبيكيا تقوم على إعادة تصميم كل ما هو قديم بالطريقة التى تجعله يبدو وكأنه جديد وليس هذا فقط إنما مبتكر ومختلف أيضا وبروح مصرية . الكاوتش من الأشياء التى تبدو صماء الى درجة كبيرة فكيف تحولونها الى مادة مطيعة بهذا الشكل ؟ أولا نحن لانأخذه كما هو إنما نضع عليه مواد عازلة ثم نطليه بألوان براقه يعنى مثلا عندما أردنا أن نصنع منه كرسى أو "بوف " قسمنا فرده الكاوتش إثنين بنسب معينة ثم وضعنا بينهم حله غسالة ولأن الكاوتش مادة مرنة فهو يعطى إحساس بالراحة عند الجلوس عليه . أظن أن أغلب خامات المخلفات وخاصة الكاوتش عندما يتم الإستغناء عنها تكون مستهلكة تماما وليست نظيفة .. فما هو سياق التعامل مع تلك الخامات حتى تصبح صالحة للإستخدام مرة أخرى ؟ هذا حقيقى فعلا فكل الخامات التى نستخدمها سواء كانت البلاستيك أو الكاوتش لها خطوات محددة قبل أن يعاد تدويرها وأهم تلك الخطوات هو تطهيرها يعنى لو خشب "مسوس" نبدأ فى إستخرج السوس منه ومعالجتة ولو إطارات كاوتش يتم وضعها فى مواد معينة حتى يتم تطهيرها تماما ثم تطلى بمادة عازلة وأخيرا تلوينها على حسب الديكور الذى ستستخدم فيه يبدو من تصميماتك أنك تحاول إحياء شكل معين من الموبيليا وخاصة ما هو مصمم على التراث العربى والإسلامى ؟ هذا حقيقى فعلا فأنا جزء من دراستى فى كلية الهندسة هو العمارة الإسلامية لذا أحاول إحياء بعض التصميمات التى كانت تستخدم فى الموبيليا فى العصر الإسلامى وكل التصميات المرتبطة بالشكل العربى و الإسلامى تم تصنيعها من صناديق البيبسى القديمة وصناديق الفاكهة والإسفنج مأخوذ من مراتب قديمة يعنى كل العناصر المستخدمة أعيد تدويرها مرة أخرى . أظن أن التصميم من المخلفات يحتاج الى خيال من نوع خاص .. فالأمر يبدو أنه ليس سهلا؟ صحيح لأن المصمم العادى يرسم الموديل أو التصميم مرة واحدة أما نحن فنتخيل الشكل مرتين الأول من خلال المواد التى سنستخدمها والثانى كيف سيتم تصميم تلك المخلفات بحيث تعطينا فى النهاية قطعة أثاث مختلفة ومميزة . كيف تحصلون على المواد التى تستخدموها فى تلك التصميمات خاصة أن بعضها ليس متوفر بسهولة مثل حلل الغسالات والمراتب القديمة ؟ نحن فى موبيكيا نتعامل مع أكثر من موزع روببكيا خاصة أن أغلب المواد التى نستخدمها ليست لها أهمية عندهم مثل البلاستيك فهو من المواد التى غالبا ما يتم حرقها وكذلك حلل الغسالة فبائعى الروبيكيا يأخذون منها قطعة نحاس معينة أما الحلة نفسها فليس لها أى إستخدام عندهم ولكن عندنا نصنع منها ترابيزات وكراسى. يبدو من كلامك أن لك خبرة طويلة فى هذا المجال ؟ نحن بدأنا منذ سنة بالضبط فبداية تنفيذ الفكرة كانت فى إبريل 2016 أما الخبرة فجاءت من خلال إنى عشت ثلاثة شهور تقريبا فى مناطق بيع وتجارة الخردة حتى أستطيع أن أصنع أول " كولكشن " لموبيكيا لأن قطع الأثاث التى نصنعها غالبا ما تتكون من أكثر من عنصر وكل واحد فيهم ليس له علاقة بالأخر وإنما فى النهاية يجب أن يكون هناك تناسق بين مقاساتهم . بالرغم من أن أشكال الموبيليا تبدو رائعة إلا إنها قد تكون مناسبة أكثر للقرى السياحية والكافيهات وليس البيوت .. فهل هذا حقيقى؟ هى فعلا مناسبى للقرى السياحية والكافيهات شرط أن يكون المكان كله مصمم بفكرة إعادة تدوير المخلفات خاصة أن فرش أى مكان بتلك الأفكار يوفر أكثر من 70% من الميزانية المقرره له عن ما لو كان تم فرشه بالشكل التقليدى أما فيما يتعلق بالبيوت فلا توجد أى مشكلة فى فرشها بهذا الشكل خاصة للشباب فى بداية حياتهم ونحن بالفعل صممنا غرف نوم بالكامل من المواد المعاد تدويرها . معنى هذا أنه لو جاء لك شباب فى بداية حياتهم يرغبون فى أن يفرشوا بيتهم بهذا الشكل تستطيع أن تصممه لهم ؟ نعم فنحن فنحن نستطيع أن نصمم فرش بيت بالكامل من إعادة تدوير المخلفات ويكون فى منتهى الجمال والتميز فضلا عن الكواليتى فالناس معتقدة أن الموبيليا المصنعة من المخلفات قد لاتكون بنفس قوة الخشب ولكن الحقيقة أن العكس هو الصحيح فالكاوتش الذى يبقى سنين محتك بالأرض والأسفلت فى أقسى درجات الحرارة طبيعى جدا أنه يعيش أكثر من الخشب هذا طبعا بالإضافة الى التوفير ففرش البيت بهذا الشكل يوفر ثلاثة أضعاف الميزانية المقررة للفرش العادى . وهل يمكن إعادة تدوير الخشب أيضا ؟ نعم فنحن نستطيع أن نصمم غرفة نوم أو سفرة قديمة من جديد بصميم مودرن يعنى مثلا ممكن نحول أى غرفة قديمة فى بيوت جدودنا الى شكل مختلف تماما بحيث تبدو وكإنها جديدة تماما . كيف تسوق لفكرتك ؟ حتى الأن عبر الفيسبوك ومن خلال بعض المعارض وقد جاءت إلينا بعض وكالات الأنباء العالمية لتسجل معنا مثل وتصور الفكرة كما أننا ننوى المشاركة فى بعض المعارض الكبيرة خارج مصر وداخلها قريبا حتى نستطيع أن ننشر الفكرة على نطاق أوسع .