توفى مساء أمس الفنان القدير عمر الحريرى بعد حياة حافلة بالفن.. كان الفنان الكبير قد تعرض لأزمة صحية طارئة منذ نحو 5 أيام نُقِل على أثرها لمستشفى الجلاء العسكرى حيث قضى بها عدة أيام ثم فارق الحياة وقد تم تشييع جنازته ظهر اليوم من مسجد أبو بكر الصديق بمساكن الشيراتون بالقاهرة.. كان عمر الحريرى واحداً من ألمع نجوم زمن الفن الجميل الذين احترفوا الفن من أجل الفن.. وكان معروفاً فى الوسط الفنى بطيبة قلبه واتصف بخفة الظل والمرح والروح الهادئة فى كل أعماله.. بدأ حياته على خشبة المسرح مع العملاق زكى طليمات والفنان يوسف وهبى وختمها على خشبة المسرح أيضاً فى مسرحية حديقة الأذكياء على مسرح الطفل. والفنان الراحل من مواليد فبراير عام 1926 واسمه بالكامل عمر محمد صالح عبد الهادى الحريرى، ومنذ طفولته عشق الفن حيث كان والده مهتماً بمتابعة الحركة الفنية الناشئة فى مصر فى أواخر العشرينيات لذلك كان حريصاً على أن يصطحب معه الطفل عمر إلى العروض المسرحية فى تلك الفترة والتى كان يقدمها جورج أبيض وعلى الكسار والريحانى كما كان مقدراً له أن يحضر العروض الأولى الناطقة فى تاريخ السينما المصرية فى الثلاثينيات من القرن الماضى .. وعندما أنهى عمر الحريرى دراسته بالبكالوريا اتجه لدراسة التمثيل فالتحق بالمعهد العالى للتمثيل العربى وتخرج فيه عام 1947 .. وبدأ مشواره بتقديم عدد من البرامج الإذاعية إلى أن التقطه الفنان المسرحى الراحل زكى طليمات فتحمس لآداءه البسيط وضمه لفرقته المسرحية وهكذا شق الحريرى البدايات الأولى فى طريق الفن من على خشبة المسرح .. وفى أحد العروض رآه الفنان يوسف وهبى فشجعه على العمل بالسينما وكان أول فيلم يظهر فيه عمر الحريرى عام 1950 وهو فيلم (الأفوكاتو مديحة). ومنذ تلك اللحظة لم يكن عمر الحريرى من هواة البحث عن البطولة المطلقة ولم يكن يشغله دائماً أن يكون نجم الشباك الأول فى أى فيلم يشارك فيه .. كان يحرص دائماً على المشاركة بكثافة وكان معروفاً عنه أنه لا يرفض أى دور فى أى عمل فكان يعشق الفن من أجل الفن وهذا ما جعله محبوباً لدى كل المخرجين فى زمن الفن الجميل .. ولم يتوقف عطاءه الفنى طيلة حياته لهذا بلغ رصيده فى بنك السينما نحو 180 فيلماً كان من بينها الأنسة حنفي، الوسادة الخالية، سيدة القصر، أغلى من عينيه ،أم رتيبة ،الرباط المقدس ،العتبة الخضراء، سكر هانم ،الناصر صلاح الدين، قاتل ما قتلش حد ، معالي الوزير، حتى نلتقى، شباب اليوم ، خالد بن الوليد، هذا هو الحب، المعلمة، سيدة القصر، مبروك، هدى، عش الغرام، قيس وليلى، أبو أحمد، وطنى وحبى، نهاية الطريق، شجرة العائلة، سر إمرأة، الخيانة العظمى، وفاء إلى الأبد، الخائنة، عريس أختى. كما بلغ رصيده فى بنك المسرح نحو 30 مسرحية كان من بينها راسبوتين مع الفنان يوسف وهبى، كما شارك مع الفنان عادل إمام فى أعمال مسرحية عديدة كان أشهرها الواد سيد الشغال وشاهد ماشفش حاجة، وأعمال أخرى تعد الآن من كلاسيكيات المسرح العربى. وفى التلفزيون شارك الفنان الراحل فيما يقرب من 80 مسلسلاً هذا إلى جانب عدد كبير من السهرات والبرامج والمسلسلات الإذاعية القصيرة. وفيما يتصل بحياته الخاصة فقد تزوج الفنان الراحل ثلاث مرات وأنجب ثلاث بنات ولهذا كان يلقب بأبو البنات. وعقب وفاته صرح الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين: خسرنا خسارة كبيرة بوفاة الفنان الرائع عمر الحريرى ولا يمكن أن ننسى أبداً الكثير من أعماله الخالدة ولن يستطع أحد أن يعوضنا عنه فقد كان فناناً ملتزماً وقادر على آداء أدواره بحرفية عالية وبراعة شديدة. وقال الفنان محمود ياسين: لقد كان أعظم إنسان ممكن تقابله فى حياتك فقد كان فناناً من طراز فريد وإنسان أيضاً من طراز فريد. أما الفنان حسن يوسف فقد أبدى أسفه وحزنه لفقد الفنان الراحل وقال: هى سنة الحياة والموت علينا حق وفراق من نحب أمر جلل ويحزن القلب ونسأل الله أن يرحمه وهو فى مثواه الأخير.