الليمونى ، النووى ، الشبح ، الألمانى ، الغبرة .. تلك هى مسميات اشتهر بها عقار "الكبتاجون" الذى يعد واحدا من أخطر وأشرس العقاقير المخدرة فى العالم لما له من تأثير يشبه تماما تأثير الكوكايين .. ورغم أنه لم يكن منتشرا بين الشباب بصورة كبيرة إلا أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات كشفت منذ أيام عن مصنع صغير يتولى عمليات تحضيره فى جنوبسيناء..حيث تمكن بعض البدو من الحصول على طريقة تصنيعه، وأنشأوا مصنعا صغيرا فى شقة بمنطقة أبورديس، تمهيدًا لترويجه..لكن المعلومات المتوافرة حول تأثير هذا النوع من المخدرات تشير إلى أنه عقار قديم كان يستخدم فى بدايات القرن العشرين بشكل خاطىء وغير مدروس، والاسم العلمى للكبتاجون هو "فينيثايلين" وهو أحد مشتقات مادة الأمفيتامين، وهى عبارة عن مادة كيميائية منشطة، ترفع المزاج وتقلل الحاجة إلى النوم وكذلك تقلل الشهية للأكل. وتم اكتشاف المادة الفعالة به سنة 1887م فى ألمانيا وسميت بالمقويات, ومن الطرائف أنها صٌنعت فى الأساس لمكافحة الجوع. وفي العشرينيات استخدمت الأمفيتامينات كعلاج للعديد من الأمراض مثل الصرع, انفصام الشخصية, إدمان المسكرات، الصداع النصفى, وفي عام 1930 لاحظ الطبيب "بنيس" أنها ترفع ضغط الدم في سنة 1932م استخدمت لعلاج احتقان الأنف. وبعد اكتشاف مخاطر المادة الفعالة به، أدرجت منظمة الصحة العالمية عقار "الكبتاجون" كأحد الممنوعات لتأثيره المباشر على العقل، وقد أصبح تعاطيه غير قانوني منذ عام 1986، وهذا العقار مدرج على قوائم الجدول الثالث للمخدرات، وتحظر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الإتجار به تحت أى مسمى. وقد تم ضبط الاسبوع الماضي برميلً متوسط الحجم لمادة الكافيين المنبه، وبرميل متوسط لمادة بارسيتامول، ودون الخوض فى تفاصيل متكررة حول الأضرار الناجمة عن تناول هذه العقار، يبقى السؤال الأهم هو كيف دخلت المواد الفعالة للكبتاجون إلى مصر .. ؟! يقول الدكتور مكرم مهنا، رئيس غرفة صناعة الدواء بإتحاد الصناعات ورئيس مجموعة جلوبال للأدوية :إن المواد الكيميائية التى تدخل فى صناعة الأدوية ويتم استيرادها من الخارج يجب أن تمر أولا على وزارة الصحة حيث تتقدم شركات الأدوية بإذن إستيراد للوزارة لإصدار تصريح بالموافقة على مرور هذه المواد من الجمارك وعندما يتم الإفراج عنها تأتى محرزة ثم تقوم وزارة الصحة بأخذ عينات منها لتحليلها للتحقق من سلامتها الطبية، ومن ثم يجب أن تمر هذه المواد بعدة إجراءات لضمان السلامة ويحذر بالطبع إستيراد المواد التى يتم إدراجها ضمن قائمة الممنوعات أو المحظورات لكن المشكلة هى أن هناك من يقومون بتهريب بعض المواد التى تدخل فى صناعة العقاقير المخدرة ويتم تركيبها فى أماكن خاصة لترويجها بين الشباب وهذه هى الخطورة ووزارة الصحة لا تستطيع ان تتعقب هذه المشكلة بشكل كامل. أما عن الأثر الطبى للكبتاجون، فيؤكد الدكتور محمد بدر، طبيب نفسى متخصص فى علاج الإدمان من العقاقير أن الكبتاجون يفتح الباب لتعاطي الكوكايين والأفيون، ويؤدى مع الوقت لحدوث إختلالات فى المخ تشبه حالات التشنج، وأغلب من يتعاطونه يعتقدون أن له تأثيرا إيجابياعلى الحالة الجنسية وهذا غير صحيح حيث يؤدى مع الوقت لضعف الأعصاب كما يؤدي لارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب وهبوط حاد فى التنفس . ونقص كريات الدم البيضاء والأنيميا، ولهذا يجب الانتباه لمخاطره الصحية كما يؤدى لاضطرابات نفسية تقود للانتحار والوفاة. وهذا النوع من العقاقير ينتشر فى دول الخليج بصورة كبيرة خاصة بين طلاب المدارس والشباب حيث يعتقدون إنه يساهم فى زيادة نشاط المخ والتركيز وعدم الشعور بالنوم او بالجوع لفترة طويلة.