بولا وجيه شاب عمره 17 سنة إلا أن التجارب التى مر بها فى حياته أثقلت خبرته وجعلته فعليا وكأنه فى الأربعين من عمره ، إرادته القوية وعدم إستسلامه لسمنته المرضية وخوفه على صحته ومستقبله وضحك الناس عليه كل هذا جعله يأخذ قرار رغم شدة خطورته إلا أنه لم يكن هناك مفر منه وبالفعل إستطاع بولا أن يخس من 250 كيلو الى 121 كيلو.. عن هذا القرار يحكى بولا فى حوار خاص للشباب تجربته مع لعنة السمنة وكيف تخلص منها . متى بدأت مشكلتك السمنة معك ؟ بدأت منذ أن كان عمرى أربع سنين فقد كنت طفل له مواصفات خاصة لايأكل ولا يتكلم وقد حاول والدى معى بأن يساعدنى على تقبل الأكل الذى كنت أعيش على حد الكفاف منه دون فائدة ونفس الشىء بالنسبة للكلام حتى تعرف على مديرة أحد الحضانات وحكى لها قصتى فطلبت منه أن أدخل الحضانة عندها وهم سيتولوا مسئولية أن أكون مثل باقى الأطفال وبالفعل ذهب بى الى تلك الحضانة وهناك كانوا يعاملونى معاملة خاصة جدا حتى فى الأكل لم يقدموا لى نفس الوجبات التى كانت تقدم لباقى الأطفال وإنما كانوا يأخذونى لأكل بمفردى ويقدمون لى فطار مخصوص فول وطعمية وحلويات وآيس كريم والكارثة الأكبر أنهم كانوا يعطونى القهوة وأنا فى هذا السن الصغير ومع الوقت بدأت شهيتى للطعام تختلف تماما لدرجة أنه أصبح محور حياتى حتى جاء وقت دخولى المدرسة وهنا بدأ والدى يشعر أننى تجاوزت مرحلة أن أكون طفل طبيعى خاصة أننى عندما كنت فى كى جى وان كنت أرتدى ملابس طفل فى الصف الخامس الإبتدائى . آلم تؤثر تلك السمنة على صحتك فى هذا السن الصغير ؟ هى لم تفعل شىء سوى التأثير على صحتى فعندما بلغت تسع سنوات كانت السمنة عندى وصلت لمرحلة سيئة جدا مما أصابنى بتشوهات فى الساق وكان لابد لأن أركب جهاز فى ساقى حتى يحافظ على إستقامة العظام إضطررت على إثره أن أبقى فى السرير لمدة عام ونصف وبالرغم من إنى كنت شبه ميت إلا أن تلك الفترة هى التى غيرت حياتى حيث أنى بدأت فيها أقرأ فى علوم التنمية الذاتية وكنت أصغر شخص يكتب فى هذا المجال فى معظم المواقع الإلكترونية منها اليوم السابع وكايرو دار وبعد أن بدأت أخرج من البيت مرة أخرى ترأست مجلة إسمها "طيف ملاك" كانت مختصة بأخبار الكنيسة ثم بدأت أدرس فى مجال البرمجة اللغوية العصبية حتى حصلت على دبلومة فيها وأنا فى سن صغير جدا وكنت أعطى محاضرات فى هذا المجال ومرة أثناء محاضرة كان المفروض فيها أننى سأقف على كرسى لأمثل موقف معين إلا أن الكرسى لم يحتملنى وإنكسر لمائة قطعة ووقعت على الأرض وطبيعى جدا أن الناس ضحكت على وعندما جاء بعضهم ليساعدنى أن أقف رفضت وحاولت أن أستوعب الموقف وأحوله لصالحى وبالفعل هذا ما حدث إلا أنى خرجت من تلك المحاضرة وأنا متخذ قرار بأنى لابد أن أخس . وكيف فقدت كل هذا الوزن فى تلك المدة القصيرة ؟ لم يكن هناك بد من الجراحة ففكرة الريجيم كانت مستحيلة خاصة أن معدتى كانت وصلت الى مرحلة مخيفه من التضخم فقد كنت أتناول أكثر من 12 وجبة فى اليوم وبالتالى لم يكن هناك حل سوى إستئصال جزء من المعدة وكانت بالنسبة لحالتى عملية خطيرة جدا ونسبة إنى أموت فيها كانت 95% ومع ذلك قلت لنفسى أنى سأشتغل على ال 5% الباقية لأنه طالما كان هناك أمل فلماذا لا أتمسك به وبالفعل دخلت الجراحة وأنا على يقين إنى سأخرج منها أحمد عز وقد كان فعندما دخلت العملية كان وزنى 250 كيلو وبعدها بخمسة عشر يوما وصلت الى 195 وهذا طبعا غير طبيعى لدرجة أن الدكتور قال لى أنت حالة لابد أن تدرس فى الكتب وذلك لإنى لم أتناول أى شىء طوال تلك الفترة سوى السوائل وكان المفروض إننى أفقد من 50 الى 60 كيلو فى السنة إلا أننى بفضل الله وبقوة إرادتى إستطعت أن أفقد 124 كيلو فى سنة وأسبوع من تاريخ إجراء الجراحة . وهل إمتنعت عن الطعام نهائيا طوال تلك الفترة أم غيرت من نظامك الغذائى؟ لا طبعا لم أمتنع عن الطعام وإنما كنت كلما أتناول طعامى أقنع عقلى الباطن أو منطقة الاوعى أن ما أتناوله هذا هو ما أحبه لدرجة إنى كنت أشعر بطعم ما أحبه بالضبط عن طريق الاوعى حتى لو كنت أتناول سلطة . وماذا عن تأثير فقدان كل هذا الوزن على صحتك ؟ الحمدلله أنا دائما فى طريقى الى الأفضل ولا توجد أى مشكلة سوى الجلد الزائد فأنا وزنى الفعلى الأن هو 100 كيلو أما ال 21 فهذا هو الجلد المترهل نتيجة فقدان هذا الكم الكبير من الوزن وهذا أيضا يحتاج الى جاحة لكنى لن أجريها الأن حيث إنى اوشكت على السفر لدراسة طب الأسنان وهذا الأمر يحتاج منى الى تفرغ . تعتقد هل هى الإرادة أم الخوف على صحتك السبب وراء هذا التغيير الكبير فى حياتك ؟ الإثنين فأى شىء فى الدنيا لو تملك منا ولم نستطيع أن نتخلص منه فمعنى هذا إننا فشلنا لذا فقد خلق الله النفس البشرية على سبع أعمدة لو أهملنا فى إحدهما لأختل ميزان النفس كله ومن ثم فعيلنا أن نوازن بين صحتنا وعملنا وحياتنا الأسرية حتى نستطيع أن نعيش حياة سوية وتلك القناعة هى التى خلقت بداخلى إرادة قوية جعلتنى أغير كل حياتى لذا فأنا أنصح أى شخص يعانى من مشكلة سواء كانت سمنة أو غيرها آلا يستسلم لتلك المشكلة ويتمسك بإرادته ويقينه أنه أقوى منها ومن ثم سيشعر بطاقة وقوة غير عادية تجعله أقوى من تلك المشكلة أو من أى شىء أخر.