بعد انقضاء شهر رمضان هل سترجع السُمنة من جديد على من خففوا من أوزانهم ؟

يستقبل المسلمون غدا أو بعد غد عيد الفطر السعيد بفرح وحفاوة،بعد أن صاموا شهر رمضان فكيف لا وهو شهر العبادات والتقرب لله تعالى، وشهر فرض فيه الصيام وانزل فيه القرآن حيث كانوا يصمون ما يقارب ستة عشر ساعة يومياً، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، فكيف يقضي من يعاني من التخمة هذه الساعات الطويلة وهو ممتنع عن تناول أي نوع من أنواع الطعام والشراب ؟ فالكثير من يعانون السمنة والبدانة استغلوا هذا الشهر الفضيل من أجل نقص أوزانهم لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيتبعون بعد انقضاء شهر رمضان برنامجا غذائيا معينا لمواصلة تخفيف أوزانهم أم سيرجعون إلى مشاكل السمنة وتناول كل ما هب ودب من أصناف الطعام والشراب !!!

ضعفي سبب سمنتي
تروي لنا إيمان التي تبلغ من العمر 32 عام، رواية وصول وزنها الى هذا الحد . لم أكن وأنا صغيره سمينة، بل على العكس تماماً كنت ضعيفة جداً لدرجة انني كثيراً ما أنحرج من ضعفي، فكان كل من يراني يحكي لي عن ضعفي الزائد عن الحد . فقررت أن أسمن حتى لا أعاني من الإحراج بسبب الضعف، وأصبحت أستخدم وصفات كي أسمن، مثل " حبوب زيت السمك "، باليوم كنت أخد 2 حبه، واشرب باليوم 3 لتر ماء، وأتناول حلويات، و شكولاته، ومربي بشكل كبير ودائم .
إلى أن سمنت ووصل وزني حاليا ل 140 كيلو . لكن عادت الناس تحكي لي لما انتي سمينه ، فاحترت كتير من كلام الناس .
وتتابع إيمان قائلة لقد فكرت كثيراً التخلص من وزني الزائد، وذهبت إلى مركز للمعالجه بالاعشاب الطبية، عند الدكتوره مني الكلاني، وكانت تعطني وصفات بالاعشاب، و توصف لي تمارين لتخفيف الوزن، وبالفعل نزل وزني ل 100 . لكن بعد فتره طويله تعبت و شعرت بالملل من الروجيم ، ولم أتحمل البعد أكثر عن الاكل، حالياً ألتزم بالروجيم فقط عندما يكون عندي مناسبة، أو فرح بضعف فترة المناسبة لعند انتهائها، و بعدها أعود مثل ماكنت .
أما بالنسبة لقضاء يومي في الايام العادية لا أستطيع أن أبتعد عن تناول الطعام، سواء كنت في البيت، أو العمل، أو اثناء زيارة . في كل مكان أذهب اليه اتناول الطعام . لكن عند دخول شهر رمضان المبارك يجب عليا أن أبتعد عن تناول الطعام، لكن لأنني أحب تناول الأكل أشعر بأن الصوم متعب جداً، لهذا أقضي طول الليل وأنا أتناول الاكل، حتي ما أجوع بالنهار، وهذه حالتي طول رمضان، ولكن رمضان يساعدني كثيراً بالتخيف من وزني .
رمضان في اول ايامه متعب
أما حنان من سكان مدينة رفح، تقول أن بداية إرتفاع وزنها بدأت من الصف السابع الابتدائي، وكثرة تناولها للطعام هو العامل الرئيسي في ارتفاع وزنها، والجلوس في المنزل دون عمل ساهم أيضاً في ارتفاع وزنها، إلى إن وصل ل 135 كيلو . وهذا الوزن يسبب لها الكثير من المضايقات في الحياة، وإحراج من قبل الناس، وتشعر بضيقة نفسية من هذا الوزن، ولاسيما بين الاقارب . ومن ناحية اخرى يسبب لها الوزن الزائد مشاكل جسدية، فلا تستطيع السير لمسافات طويلة، لشعورها بالتعب وألام في الرجلين، وألام الظهر . فحاولت التخلص من وزنها الكبير، لكن دون جدوى . وترى حنان أن وزنها يزداد بشكل كبير في شهر رمضان على الرغم من صيامها طول فترة النهار، وتضيف حنان قائله أنها تعاني خلال شهر رمضان، في أول يومين فقط تشعر فيهما بجوع وعطش شديدين، يستمر من الصباح إلى المساء . وباقي الأيام يصبح الوضع طبيعي طول وقت النهار، لكن تبدأ المعاناة مع دخول موعد تجهيز مائدة الافطار، وتصبح تنتظر بالدقائق إنقضاء فترات الصيام .


عملي يساعدني كثيرا
محمد، 21 عاما، البالغ من الوزن 120 كيلو، يعمل ممرضاً في احدى مستشفيات القطاع، حدثنا عن كيفية قضائه فترات الصيام في شهر رمضان . فيرى محمد أن عمله كممرض يساعده على قضاء وقت الصيام، دون الشعور بألم وعذاب الجوع . ويتنمى العمل كل يوم في وقت الصيام بالمستشفى، حتى تنقضي فترات الصيام، ويضيف أن اليوم الذي لايكون فيه عمل يقضي معظم فترات النهار بالنوم . وعند سؤالنا له عن سبب زيادة وزنه أجاب سبب الزيادة جينات وراثية بالعائلة، بدأت بالظهور عندما كان في المرحلة الابتدائية، وحاول التخلص من هذا الوزن بممارسة التمارين الرياضية، ونجح بالتخلص منه، لكنه أهمل ممارسة التمارين عند وصوله للثانوية فعاد وزنة يزداد من جديد . ويرى محمد في الوقت الراهن أن هذا الوزن لايسبب له أي مضايقات في الحياة ويعتبره شئ طبيعي تعايش معه فأصبح جزءاً منه .