(هناك تنظيم سري في وزارة الداخلية متخصص في الاغتيالات والاختطاف ، وهذا الجهاز هو المسئول عن اختفاء الصحفي رضا هلال والاعتداء علي عبدالحليم قنديل ، وأمن الدولة كان يتجسس علي كل المواطنين والاعلاميين والضباط وأنه كان يحاول أن يجد ثغرات لكل الشخصيات العامة للسيطرة عليهم ) .. كان هذا جزء من المعلومات التي أدلي بها محمود عبدالنبي الضابط في المباحث العامة المصرية لجريدة الوفد منذ حوالي شهرين ، وقد تم تحويله للنيابة العامة بناء علي بلاغ من وزارة الداخلية بتهمة افشاء أسرار العمل والادلاء بمعلومات غير دقيقة عن وزارة الداخلية ، ومنذ يومين تم فصل المقدم محمود عبدالنبي من الخدمة ، وقد اتصلنا به لنعرف تفاصيل التحقيق معه وقرار فصله . في البداية هل أزمتك مع وزارة الداخلية بدأت مع حوارك لجريدة الوفد ؟ لا ...أنا من زمان عندي مواقف من ما يحدث في الداخلية وتقدمت باستقالتي عام 2005 لأني كنت أرغب في الترشح لأنتخابات مجلس الشعب عن حزب الغد ولكن والدي وهو كان لواء في الداخلية ضغط علي وكل زملائي وقالوا لي الوزير منزعج جدا ولازم تسحب استقالتك وبالفعل سحبتها بناء علي ضغطهم علي . ولكن البعض اتهمك بالمبالغة في المعلومات التي أدليت بها وحولت علي أثرها للتحقيق ؟ أنا لم أقل إلا 15% من المعلومات التي لدي ولا أستطيع أن أقول الحقيقة كاملة لأنها سوف تعرض حياة الضباط زملائي للخطر ، ولكن البعيد عن العمل الشرطي يتصور أني أبالغ ولكن كل الضباط يعلمون أن هذه هي الحقيقة وأبشع من ذلك ، لأن قطاع أمن الدولة كان يسيطر علي البلد من خلال تصيد الأخطاء للشخصيات العامة والسيطرة عليهم . ولكن المعلومات التي تحدثت عنها لا يمكن أن يعرفها الا ضابط في مكتب الوزير ؟ لا المعلومات التي قلتها حقيقية سواء عن التنظيم السري لحبيب العادلي أو قتل رضا هلال ، ووزير الداخلية يعرف ذلك جيدا وأنا عرفت كل هذه المعلومات من ضباط أمن الدولة الذين كنت أتعامل معهم بصفتي ضابط مباحث وأخرج معهم في مأموريات وللعلم هناك ضباط أمن دولة محترمين ويخافون علي البلد ولكنهم خايفين يظهروا . وماذا حدث بعد نشر الحوار وكيف تطور الموضوع للفصل ؟ أنا أريد أن أوضح أنني لم أدلي بهذه المعلومات لتحقيق شهرة ، ولكني قلتها لتصلح الداخلية من نفسها ولأني أعرف أن هناك ضباطاً أشرف مني ولديهم معلومات تصلح حال وزارة الداخلية ولكنهم خايفين ، وللعلم أن لم يوجه لي أي استدعاء من مكتب وزير الداخلية ولكن جاء التحقيق من النيابة العامة مباشرة وعرفت بالأمس أنه تم انهاء خدمتي في حركة الضباط الأخيرة التي حدثت منذ شهر يوليو ولكنهم لم يخبروني حتي تضيع علي فرصة التظلم خلال 60 يوماً من القرار . ولكن ألم تشعر بالخوف والقلق علي مستقبلك من هذه التصريحات ؟ أنا قلت بعد الثورة خلاص مبقاش في خوف وأن لازم الناس تعرف كل حاجة عشان حال الداخلية يتصلح وقلت خلاص أنا هكلم حد من الصحفيين اللي أعرفهم نتيجة طبيعة شغلي وأقول أي معلومات عندي خاصة وأني شعرت بأن الثورة قامت في كل مكان إلا وزارة الداخلية ، والضباط يقولون علي الثوار بلطجية وصيع وأن دي مش ثورة ولا حاجة وأن كل حاجة هترجع زي ما كانت ، وأنا لما شعرت بأن الوضع كما هو قلت لازم أتكلم ووجدت أن كل ائتلافات ضباط الشرطة الذين يظهرون في التليفزيون " تبع " الداخلية والوزير ، ووقتها قعدت مع بعض الضباط وعملنا ائتلاف ضباط ولكن شرفاء . علي ذكر الائتلاف .. البعض اعترض علي اسم ائتلاف ضباط ولكن شرفاء لأنه يعتبر كل الضباط ليسوا شرفاء ؟ أولا أنا دخلت الائتلاف وهو كان اسمه كده وهم ناس محترمون ولكني تركتهم منذ حوالي شهر لأني اختلفت معهم حول ترشيح المستشار أشرف البارودي وزيراً للداخلية وهو شخص محترم ولكني ضد وجود شخص من خارج الوزارة سواء كان وكيل نيابة أو حقوقياً ليكون وزير داخلية لأن الضباط لن يسيطر عليهم الا ظابط ، والداخلية فيها كفاءات كثيرة ولكنهم يحتاجون الي فرصة حقيقية . وما موقف زملائك من قرار فصلك ؟ ائتلاف ضباط ضد الفساد وقفوا بجانبي وقاموا بعمل صفحة لي علي الفيس بوك ضد ما حدث معي . وماذا سوف تفعل الآن بعد فصلك من الوزارة ؟ سوف أقوم برفع قضية ضد الوزارة لأني لم أفعل أي شيء مشين ليتم فصلي من الوزارة ، وعموما أنا خلال فترة التحقيق معي تم انتدابي للتحقيق في قضية مقتل سعاد حسني في وزارة العدل وأنا أخبرت مساعد وزير العدل باسم الضابط الذي نفذ اغتيال الفنانة سعاد حسني ولكن واضح أنه تعرض لتهديد ولم يتصل بي من وقتها مع العلم أنه يعرف أن هذا الضابط هو الذي قام باغتيالها ولكني لا أعرف لماذا لم تستكمل اجراءات التحقيق ، وعموما أنا سوف أظل علي موقفي في نقد الوزارة حتي أحصل علي حقي وتقوم وزارة الداخلية بدورها .