كثيرا ما نتوقف أمام أخبار هروب المشاهير من حيتان البلد أصحاب المناصب أو رجال الأعمال علي صفحات الجرائد دون أن ندري كيف حدث ذلك ومن الذي سمح لهم بالخروج من الأراضي المصرية بدون أن يخضعوا للمحاسبة ، لدرجة أنه في ظل تواجد النظام السابق كان هروب العديد من الأسماء أمرا بدهيا ومعروفا بل ومتوقعا قبل أن يحدث . ولكننا اكتشفنا مع نهاية هذا النظام أن الهروب له طرق وأصول وأساليب لابد أن تكون مبتكرة وأخري مميزة حيث تناسب الشخصية التي تشرع في الهروب بل وأن الكثيرين ممن هربوا سواء قبل أو بعد الثورة خرجوا من مصر بشكل شرعي ولكن تدور في كواليس الهروب الكثير من القصص المثيرة التي لا يمكن تصديقها والتي نكشفها من خلال السطور القادمة .. اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية لمباحث الأموال العامة سابقا يقول : المشاهير يبتكرون طرقا جديدة للهروب فمثلا هدي عبد المنعم الشهيرة بالمرأة الحديدية حينما هربت قامت بتزوير جواز سفر باسم الشغالة الخاصة بها ووضعت صورتها بالحجاب علي هذا الجواز وهربت من مصر إلي السعودية ومن السعودية إلي لبنان وساعدها في ذلك مسئول كبير لا داعي لذكر اسمه لأنه ليس علي قيد الحياة حاليا ومع بداية الانفتاح بعد أن أصبح هناك العديد من القري علي شاطئ البحر الأحمر عامة وشرم الشيخ خاصة حيث يوجد العديد من ' اللانشات ' أصبحت هناك وسيلة ناجحة لرجال الأعمال للهرب من خلالها حيث يستخدمون هذه ' اللانشات ' للوصول إلي السفن العابرة من خلال البحر الأحمر والتي يكون هناك أتفاق مسبق علي أنها سوف تأخذ الهارب في موعد ومكان محدد يتم الاتفاق عليه بالإضافة إلي أسلوب الهرب من خلال الطائرات الخاصة وهو أسلوب متبع في العديد من الدول المفترض أن أي طائرة خاصة لا تقلع من المطار إلا بإذن من هيئة الطيران المدني لكن يسهل التلاعب في هذا الأمر فمثلا يمكن اخطار الهيئة بأن هذه الطائرة عليها أي رجل أعمال غير ممنوع من السفر ويكون من عليها بالفعل هو أحمد عز والعكس . ويضيف المقرحي قائلا : أما عن الطرق التقليدية في الهرب فهي التي تكون من خلال الأسلوب البري عن طريق الدروب الموجودة في الصحراء التي توصل إلي ليبيا أو السودان بمساعدة الأعراب والمهربين فلا يوجد غير هؤلاء الذين يعرفون هذه الدروب وبالنسبة للهرب من خلال بحيرة المنزلة فهذا الطريق يتم استخدامه من خلال الخارجين علي القانون من تجار المخدرات وخلافه ولا يتم استخدامه من خلال المشاهير الذين يفضلون الطرق الشيك أما عن الطريق الأمثل في الهرب من مصر بشكل عام فيكون من خلال إسرائيل لأن من ضمن بنود معاهدة كامب ديفيد أن الإسرائيليين يدخلون سيناء بدون تأشيرة وبالتالي يكون من السهل ترتيب الأمور مع بعض الأشخاص الذين يتواجدون في هذه المنطقة الحدودية ويتم الهرب ولكن هذا الأسلوب تحديدا يحتاج إلي علاقات مع الطرف الإسرائيلي ولكن أغرب ما في الموضوع هو خروج البعض من مصر بشكل شرعي ثم يتبين أنه مطلوب مثلما حدث مع رشيد محمد رشيد ويوسف بطرس غالي والسؤال هو مادامت تعلم أنه سوف يكون مطلوبا فلماذا تركته يخرج ! فلا يوجد أحد يسأل هذا السؤال فيوجد من استغل حالة الارتباك التي كانت موجودة أثناء الثورة وهرب إلي الخارج فكان من المفترض أن يتم إغلاق الحدود والمطارات والموانئ إغلاقا تاما لمدة أسبوع ولكن للأسف هذا لم يحدث أما عن فكرة أن يستخدم البعض علاقاته في عمل خلل في سيستم الجوازات أثناء محاولته للهرب فإن أستطاع أن يتوصل لذلك فهذه لن تكون طريقة مناسبة لهربه حيث وقتها يقوم ضباط الجوازات بعمل كشف يدوي وهي الطريقة التي تم إلغاؤها في معظم مطارات العالم ولكنها مازالت موجودة في المطارات المصرية ولكن بشكل عام مازالت وسائل الابتكار في طرق الهرب مستمرة . ( تابع بقية تفاصيل التحقيق على صفحات عدد أغسطس من مجلة الشباب )