العالم يبحث عن علاج الأمراض حتى ولو وسط صفحات الروايات.. هذا ما توصلت إليه إنجلترا.. حيث أطلقت مؤخرا برنامجا جديدا يمكن من خلاله للأطباء أن يصفوا بعض الروايات والسير الشخصية وكتب التطوير الذاتي للمراهقين بصفتها علاجات أو جزءا منها في بعض الحالات.. كالأمراض النفسية أو المستعصية أو الغريبة.. ويتوجه هذا البرنامج الذي يقوم على تعاون بين جمعيات ومؤسسات ثقافية عديدة مع الهيئة الطبية القومية في المملكة المتحدة إلى المراهقين بين 13- 18 عاما، موفرا للأطباء 35 كتابا، نصفها تقريبا روايات تساعد المراهقين المرضى على فهم أفضل للأمراض التي قد يعانونها ولتأثيراتها المحتملة في حياتهم اليومية وينضم هذا البرنامج إلى سلسلة مبادرات بريطانية ناجحة سابقة لاستخدام الكتب علاجات، ومنها برنامج موجه للكبار الذين يعانون من الاكتئاب والمشاكل النفسية أطلق عام 2013، وبرنامج آخر لمساعدة الذين يعانون خرف الشيخوخة وعائلاتهم أطلق العام الماضي وميزة البرنامج الجديد الموجه للمراهقين أنه ينضم إلى جانب الكتب المتخصصة أعمالا أدبية من سير شخصية ورويات تعالج إطارا واسعا من المشاكل التي يواجهها الجيل الجديد، كالقلق المفرط والاكتئاب والميول الانتحارية واختلالات الشخصية والاعتداءات الجنسية والتشوهات الجسدية نتيجة الحوادث، إضافة إلى بعض الأمراض غير المألوفة كالسرطان ومتلازمة إسبيرجر وغيرها وكان قد توصل إلى العلاج بالرواية أيضا الباحث المصري زكريا أحمد، حيث اعتبره اتجاهاً جديداً في علاج كثير من الأمراض، بعيداً عن الأدوية، واعتبر أن فكرة وموضوع العلاج بالقراءة أو الكتب ليس جديداً، لكن الجديد هو وضع الرواية أساساً محورياً لعلاج جميع أمراض البشر النفسية والجسدية والروحية بشكل تفصيلي دقيق لم يحدث من قبل في أي كتاب آخر. وقد أكد أن هذه الفكرة نتيجة جهود وأبحاث 25 عاماً ظهرت في كتاب، للباحثتين (إلا برثود) و(سوزان الدركن)، فمنذ كانتا طالبتين في جامعة كامبردج، وهما تعملان على هذه الفكرة، وأكد أن لكل مرض علاج بالرواية، أي من خلال قراءة المريض لرواية معينة، فعلى سبيل المثال لمن يعاني من أنفلونزا حادة عليه بقراءة رواية البؤساء لفيكتور هوجو، وصنفت الباحثتان نتيجة دراسات عدة قائمة طويلة بالروايات وعلاجها للأمراض المختلفة، فكل رواية تعالج مرضاً ما من خلال قراءتها، الأمر الذي يستوجب قراءة الرواية المعنية كي يتحقق الهدف.