الأنظار كلها ستتجه إلى كلية الشرطة بالتجمع الخامس يوم الأربعاء القادم ، ليس من مصر فقط، بل أنظار العالم كله ، الرئيس السابق يمثل أمام المحكمه، في محاكمة تاريخية، الحدث قد يتخطى فيها أهميته، كل ما حدث منذ 25 يناير وحتى الآن، فهو بكل المقاييس يفوق في أهميته يوم 11 فبراير واللحظة التي ألقى فيها اللواء عمر سليمان خطاب التنحي. وقبل الحدث بيومين هناك أسئلة كثيرة تدور في رأس الجميع، ماذا سيحدث في القاهرة يوم صباح الأربعاء الثالث من أغسطس؟، كيف سيكون المشهد في التجمع الخامس والمنطقة المحيطة بها؟ من هم ال600 شخص الذين سيروون تفاصيل المحاكمة التاريخية بعد 20 عاما من الآن؟، وهل سيمثل الرئيس السابق فعلا بشخصه أمام محكمة الجنايات؟، وهل سيحدث، وكيف سيتعامل المستشار أحمد رفعت معه؟، وما هو رد الفعل عندما يشاهدون الرئيس السابق في قفص الاتهام؟، وهل يرى الملايين رئيسهم السابق على شاشات التليفزيون أثناء محاكمته بعد اختفائه عن المشهد منذ خطاب ما قبل التنحي. إلا أنه لا إجابة على هذه التساؤلات حاليا، حتى يجد جديد، خاصة أنا ما نشاهده ونتابعه يؤكد أن الرئيس السابق حسني مبارك سيمثل أمام محكمة الجنايات هو ونجلية علاء وجمال وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و6 من أعوانه، فالاستعدادت تم على قدم وساق، بداية من تجهيز قاعة المحاضرات رقم (1) بكلية الشرطة بالعباسية، فحسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط تخوض شركة المقاولون العرب سباق مع الزمن لتجهيز القاعة، وتركيب القفص الحديدي الذي سيضم المتهمين لوضعه داخل القاعة، كما أنه هناك اجتماعات مستمرة بين قيادات الأكاديمية والقطاعات المعنية بوزارة الداخلية للتنسيق مع القوات المسلحة في وضع الخطة الأمنية اللازمة لتأمين محاكمة الرئيس السابق ونجليه والعادلي ومساعديه الستة، كما أعلنت رئاسة مجلس الوزراء عبر صفحتها على الفيس بوك عن قيام وزارتي الصحة والداخلية بالتنسيق معاً، وذلك استعداداً لمحاكمة الرئيس السابق، وقالت الصفحة إن وزير الداخلية ينسق مع وزير الصحة الترتيبات اللازمة لمحاكمة الرئيس السابق، وقد صرح السفير محمد حجازى المتحدث بإسم مجلس الوزراء بأن وزير الداخلية إتخذ بالتنسيق مع وزير الصحة الدكتور عمرو حلمى وبدعم من مجلس الوزراء الترتيبات اللازمة لتنفيذ ذلك. وسط كل هذه الإجراءات يحاول فريد الديب محامي الرئيس السابق، الخروج من المأزق، وغبعاد الرئيس السابق عن المثول أمام المحكمة، فهو يحاول جمع التقارير الطبية التي سيقدمها للمحكمة لتبرير عدم حضور الرئيس السابق لقاعة المحكمة. لكن ما يؤكد جدية المحاكمة هو ظهور المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة الجنايات والتي ستتولى محاكمة الرئيس السابق، في مؤتمر صحفي ليعلن فيه تفاصيل جلسة محاكمة القرن، أعلن فيها ، أنه سيتم نقل وقائع جلسات المحاكمة من خلال التليفزيون المصري وحده وعلى الهواء مباشرة، مع السماح بحضور الإعلاميين والمحامين والمدعين بالحق المدني، وأهل المتهم من الدرجة الأولى والثانية، مع وضع حد أقصى 600 فرد لحضور المحاكمة، بينما سيتم منع دخول الكاميرات والمحمول أثناء المحاكمة للقاعة التي تستوعب أكثر من ألف شخص وتتكون من منصة كبيرة أمامها مدرج ضخم ينقسم إلي ثلاثة أقسام طولية وقسمين عرضيين, كما أن جميع حوائط القاعة مجلدة بالخشب وتحتوي علي العديد من السماعات، ولها ستة أبواب، منها بابان علي يمين وعلي يسار المنصة، وآخران بمنتصف المدرج علي اليمين وعلي اليسار، وبابان كبيران أعلي المدرج. وورغم كل الشواهد والحقائق السابقة، وتأكيد المستشار أحمد رفعت على أن محاكمة الرئيس السابق مستمرة طوال الأيام القادمة حتى يتم البت فيها، إلا أن السؤال مازال قائما، هل سيشاهد المصريون رئيسهم السابق في قفص الإتهام؟ وهل يرتدي البدلة البيضاء، أم سيحضر بملابسه؟ وما هو اللقب الذي سينادي به رئيس المحكمة عليه؟ وكيف ستكون ردوده على الإتهامات الموجهة إليه؟ فماذا سيحدث في العباسية يوم الأربعاء 3 أغسطس؟