أكد الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة أن الثورة المصرية هى منتج ثقافي كامل وغير مفاجىء نتيجة الحملة التنويرية التي قام بها عدد هائل من المثقفين المصريين على مدار أكثر من عقد كامل من الزمن. وقال الدكتور أبو غازى: إن وزارة الثقافة التي خرجت من رحم الثورة تهدف إلى الاستفادة القصوى من حالة الإيجابية الثقافية التي تدب في أواصر الشعب المصري ، وسيتم تفعيل ذلك عبر عدد هائل من القوافل الثقافية التي ستتواصل مع أبناء الوطن أينما كان موقعهم من أرض مصر. وحول دور وزارة الثقافة في صياغة الثورة المصرية بعد أحداث 25 يناير أكد الوزير إنه يتم حاليا وفقا لسياسة ومنظور وزارة الثقافة الجديد اختيار أعضاء الهيئات الثقافية على مبدأ العدالة في اختيار الأعضاء من كافة مثقفي مصر ، فضلا عن دعم الثقافة المستقلة التي هى أقرب إلى رجل الشارع العادي .. مؤكدا أن المخزون الثقافي المصري لديه ما يكفي حاضر مصر ومستقبلها. وأشار الدكتور أبو غازي إلى أهمية دور المثقف في صد الهجمات الشرسة من الثقافات الدخيلة والجديدة على المجتمع المصري ، مؤكدا أن مهمة حماية الثقافة لابد أن تكون من المثقفين أنفسهم ومن أبناء الشعب للحفاظ على هويته. وفيما يتعلق بنشر ثقافة الثورة عبر الدراما والبرامج .. قال الدكتور أبو غازي "إن وزارة الثقافة ليست هى المعنية بإنتاج المسلسلات والأفلام ، وأن هذا هو اختصاص وزارة الإعلام حيث أنه من خلال هذه الأعمال يعكس للمشاهد فلسفة الثورة وقدر التضحيات التي بذلت من أجل نجاحها وبناء مصر الجديدة والقضاء على الفساد وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يحاول البعض تشويه أهدافها وغيرها من الأهداف التي قامت من أجلها ثورة المصريين على النظام والظلم ، كما افترض الوزير أن من يتحدث في البرامج المتنوعة عبر وسائل الإعلام المختلفة لابد أن يكون قارئا ومثقفا حتى يستطيع إظهار أفضل ما يمكن أن يعبر به عن مصر الماضي والحاضر والمستقبل وهذا هو دور المعد الجيد. كما أكد الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة أن كافة الإعلانات الثقافية التي كانت تتم في العصر السابق لن تحدث في العصر الجديد ، وستهتم وزارة الثقافة بكافة أجنحتها المختلفة في إعطاء الفرص الكاملة لكتاب مصر ومثقفيها سواء كانوا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم بحرية كاملة. وقال الوزير إنه يتفق مع الرأي الذي يرى تطرفا في بعض الجهات في مصر والتي تعمل وتهدف إلى خطف هويتها الثقافية، مشيرا إلى أن هذا يتطلب جهدا دفاعيا كبيرا من المثقفين والوطنيين. وأضاف أن وزارة الثقافة تسعى الآن لتنفيذ مشروع "المجلس الأعلى للمكتبات" من أجل تنسيق عمل المكتبات على مستوى الجمهورية ، مشيرا إلى عدم وجود تكامل بين المؤسسات الثقافية والدينية. كما أكد على أنه من مهام وزارة الثقافة الأساسية نشر ثقافة التسامح الديني وذلك من خلال التعاون بين وزارة الثقافة والمؤسسات الدينية. وشدد الوزير على دعمه للمشاريع الثقافية المستقلة التي تشجع المواهب وتطلق الطاقات المكبوتة والمهمشة عبر سنين في كافة المجالات الثقافية والفنية والإبداعية وخاصة المشروعات الثقافية المستقلة بالمحافظات في إطار تحويل كل محافظات مصر لعواصم ثقافية تعكس ثقافة المحافظة وهويتها وبيئتها وعدم التركيز على العاصمة لتكون مركز الأنشطة والفاعليات وتهميش بقية المحافظات وهو أمر نتداركه حاليا في سياسية وزارة الثقافة بكل هيئاتها وقطاعتها.