انتهت لحظات فرحة النجاح لتظهر مشكلةً كل العام بين عدد كبير من طلاب الثانوية العامة وآبائهم حول الاختيار بين الالتحاق بجامعة حكومية .. أو قبول المنح المجانية التي تقدمها الجامعات الخاصة للمتفوقين بإغراءات يصعب تجاهلها . وكان اختيار معظمهم هو الجامعات الخاصة ، فهل أصبحت الجامعات الحكومية موضة قديمة فى نظر الأوائل ؟! . الطالبة سارة على بهجت قالت : لا أنكر إنني في البداية كنت أميل للالتحاق بكلية الطب خاصة إن أمي طبيبة ولكني فكرت في عدد السنين الطويلة التي سأقضيها في الكلية ، ذلك فضلا عن إلغاء سنة التكليف التي تحرم الطلبة من التدريب العملي ، فكل هذه العوامل ليست في صالحي ، لذا أقدمت على قبول منحة إحدي الجامعات الخاصة التي تتيح لي دراسة الصيدلة بأسلوب أكاديمي عالمي ودوري هنا أن أكمل حلمي بان أكون معيدة بهذه الجامعة واثبت تفوقي و صواب اختياري . أما مريم صالح فكان قرارها محسوماً بالتقدم بأوراقها لإحدى الجامعات الخاصة .. تقول : الجامعة الخاصة هي السبيل الوحيد لتحقيق حلمي في دراسة هندسة الاتصالات ، فالمناهج على مستوى على من الجودة والمعامل متطورة بشكل مذهل لم أكن أتوقعه ، فكل هذه العوامل عندما تجتمع معا ستساعدني ليس في التفوق فقط وإنما في التميز أيضا ، وزيادة على ذلك هو منح الجامعة للطالب درجة الماجستير معترف بها عالميا مع درجة البكالوريوس و هو الأمر الذي يوفر علي سنوات البحث والتحضير . ويتفق معها حازم عبد الحسيب الذي يضيف قائلا : فضلت الالتحاق بجامعة خاصة لان مستوى التعليم أفضل وعدد الطلاب اقل والبعثات أسهل وحافز التفوق سيكون موجوداً دائما ، وأكثر ما يقلقني في هذه الجامعة هي الدراسة باللغة الإنجليزية ولكني قررت التغلب على هذه المشكلة بتكثيف كورسات الإنجليزي . لكن هناك استثناءات .. من أوائل القسم الأدبي أمل سعيد محمد وقد رفضت منحة إحدي الجامعات الخاصة .. بل ورفضت حتى الالتحاق بإحدي كليات القمة وفضلت دراسة الحقوق رغم مجموعها العالي وهو الأمر الذي أدهش الجميع ، وعن سبب ذلك قالت : كلية الحقوق هي أكثر ما يناسبني لأنها قريبة مني ، واخترت الحقوق لأنني نشأت في أسرة كلها تعمل بالقانون ، والدي مستشار و اختى وكيلة نيابة وأتمنى إن شاء الله أن أكون مثلها في المستقبل . ويقول محمد مصطفى: رغم الإغراءات التي قدمتها بعض الجامعات الخاصة اخترت الالتحاق بكلية الطب جامعة القاهرة ، و هذا الأمر لا يتعلق بتفضيلي للجامعة الحكومية عن الجامعة الخاصة ولكن يتعلق بعدم وجود كلية للطب في الجامعات التي عرضت علينا المنح ، ولو كانت موجودة كنت بالطبع سأدخلها هروبا من الكثافة الطلابية داخل الجامعات الحكومية . ووافقته في الرأي اسراء السيد أحمد والتى اختارت دخول كلية الطب جامعة الإسكندرية لتحقق حلمها في أن تكون طبيبة ، تقول: لست نادمة على رفض منح الجامعات الخاصة ، فالإغراءات العلمية ليس لها معنى أمام وجودي بالقرب من أهلي ، فلن أستطيع العيش في غربة بعيد عنهم مهما كانت المميزات المعروضة علي .