فى تمام الساعة السادسة من مساء اليوم خرجت مسيرة شباب الثورة من ميدان التحرير قاصدة مقر مجلس الوزراء .. كانت راقية وسلمية وحضارية . تصوير: محمد لطفى وعبر المتظاهرون فى هتافاتهم عن رفضهم القاطع للتفريط فى دماء الشهداء مطالبين بالقصاص السريع تحت شعار " يا ناخد حقهم يا نموت زيهم" .. وقد توقفت المسيرة نحو نصف ساعة أمام مقر مجلس الوزارء بدون أن يطالب شباب الثورة بإقالة الدكتور شرف كما كان متوقعا ، وإنما ركزت جميع الهتافات على توجيه انتقادات شديدة لإدارة المجلس العسكرى للبلاد ، إلى جانب التنديد ببطء محاكمات رموز النظام وعلى رأسهم الرئيس السابق حسنى مبارك .. وكان طبيعيا أن تخلو جميع الطرقات والشوارع المحيطة بشارع مجلس الوزراء من الشرطة ، واكتفى الجيش فقط بتأمين المنشآت الحيوية ..وكان فى استقبال شباب الثورة عدداً من القادة العسكريين في أعلى بلكون مجلس الوزراء بدون الحديث مع المتظاهرين . وقد تحركت المسيرة بطول الشارع ثم عادت مرة أخرى إلى شارع قصر العينى فى تمام الساعة السابعة إلى أن عادت مرة أخرى إلى ميدان التحرير ، وفى أثناء المسيرة نفسها قامت اللجان الشعبية بتأمين وحماية المنشآت الحيوية من الخارج ، كما قامت بعمل حائط بشرى عازل بين المتظاهرين وبين عساكر الجيش المتواجدين داخل هذه المنشآت خوفا من وجود عناصر مندسة من شأنها إيقاع الفتنة بين الشعب وبين الجيش . وقبيل انطلاق المسيرة أعلنت حركة شباب 6 إبريل عن تراجعها عن المشاركة فيها رغم انها أول من دعا ونفذ اعتصام 8 يوليو .. محمد داوود عضو الحركة قال ان رفض المشاركة كان خوفا من خلو الميدان من المعتصمين بما يسهل فض الاعتصام ، حيث اننا شعرنا بوجود خطر على استمرار الاعتصام ولذلك عزمنا على البقاء فى الميدان ولكننا لم ندعو لمقاطعة المسيرة .. وعلى صعيد آخر .. عادت المسيرة كما خرجت فى شكل حضاري بدون أى أحداث شغب او عنف أو غضب ، وكان هدفها أولا وأخيرا أن تصل الرسالة إلى المجلس العسكرى والوزارة بأن الثورة لم تمت وأن دماء الشهداء لن يذهب هدراً وأن مبارك ورموز نظامه لن يفلتوا من العقاب .. وأن الثورة مستمرة حتى يتم بناء مصر من جديد .