الشارع هو نفس الشارع ، لكن الزمان هو الذى اختلف عندما انطفأت أنوار المسارح ودور العرض عنه وتوارت معالمه الفنية خلف جدارن الإهمال .. تصوير: محمد لطفى إنه شارع عماد الدين الذى سيظل شاهدا على ميلاد الحركة الفنية والمسرحية فى مصر .. ففى عشرينيات القرن المنصرم انتقلت مسارح روض الفرج إلى هذا الشارع الممتد بين ميدان رمسيس وشارع 26 يوليو .. كان هناك مسرح على الكسار ومسرح نجيب الريحانى وعدد آخر من دور العرض السينمائى ولا تزال العمارات المطلة على عماد الدين شاهدة على ذكريات وحواديت وقصص نجوم ذلك الزمان ، حيث كانت تسكن به الفنانة زينات صدقى والفنان يوسف وهبى وعلى الكسار ، كما ظل الشارع مركزا لحركة فنية كبيرة طيلة فترة الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات ، وظل على هذا الحال لفترة .. ولكن بعد تراجع الفن المسرحى ووفاة نجوم الاداء العظام .. سقطت المسارح الخاصة بهم من حسابات الجمهور ، ومع الوقت أيضا انقطعت صلة النجوم بالشارع حتى انطفات أنواره وتحولت مراكزه الثقافية ومسارحه إلى خرابات مظلمة لكن المار بشارع عماد الدين حالياً يلحظ ان هناك شيئا مختلفا .. فحتى 25 يناير 2011 كان الشارع كئيبا ليلا نظار لوجود عدد من الخرابات التى كانت فى الأصل عبارة عن مسارح ودور سينما قديمة من أيام زمن الفن الجميل .. الان تم تطوير دار سينما رينيسانس الموجودة بجوار سينما كوزموس وكانت حتى وقت قريب مبنى مغلق ولكن الورثة حافظوا عليها ولم يرغبوا فى هدمها او تحويلها لأى نمشاط آخر وهذه السينما الان تحظى باقبال كبير عليها وربما اكثر من سينما كريم واحد وإثنين .. أيضا تم تطوير مركز الحاروفى الثقافى والذى تعرض لحريق هائل منذ سنوات طويلة وظل على حاله إلى ان تم تطويره وافتتاحه هذا العام ويضم المركز كافي شوب من رواده المثقفين والفنانين وخاصة من نجوم زمان وكان يقع أسفل هذا المركز كافيتريا أفندينا وظلت مغلقة هى الأخرى لفترة طويلة إلى ان تم تحويلها إلى محل عصير .. وخلال هذا العام أيضا جرت محاولات عديدة من قبل فرق الهواة المسرحية لتطوير أحد المسارح المغلقة القديمة بالشارع وتخصيصه للشباب الموهوبين خاصة وانه تابع لوزارة الثقافة .. وهناك جهود عديدة من المثقفين لإحياء دور الشارع مرة أخرى واستعادة مجده الماضى خاصة بعد نجاح تجربة مركز الحاروفى .. فهل مع احتفالنا بالعام الأول على ثورة 25 يناير سيعود شارع عماد الدين كما كان ؟