للمرة الثانية نشاهد الجماهير المصرية وهي تقتحم الملعب.. وذلك بعد مباراة الاتحاد السكندري ووادي دجلة.. حيث اجتاح الجمهور السكندري ملعب ستاد الإسكندرية وذلك بعد إحراز وادي دجلة لهدف التقدم في الوقت بدل الضائع من عمر اللقاء مما أغضب الجماهير بسبب اقتراب ناديهم السكندري من الهبوط... وتم إلغاء المباراة المؤجلة من الأسبوع ال22 للدوري الممتاز، وذلك بعد أن أحرز مهاجم وادي دجلة هدفا قاتلا في الدقيقة 92 لتصبح النتيجة 2\1 لوادي دجلة.. فبدأت الجماهير في اقتحام الملعب والاشتباك مع عدد من رجال الأمن، وهو مشهد يشبه كثيراً موقعة الجلابية خلال مباراة الزمالك الشهيرة ، وهرب لاعبو الفريقين وطاقم التحكيم النمساوي إلي غرف خلع الملابس في حماية قوات الشرطة خوفا من اعتداء الجماهير عليهم، وقامت الجماهير بتحطيم المدرجات خلف المرمي الأيسر بعد اشتباكات عنيفة مع الشرطة أدت إلي عدد من الإصابات وإغماءات من الجماهير والشرطة، وتوجه عدد من الجماهير إلي المقصورة للاشتباك مع أعضاء مجلس الإدارة مما أدى إلي تحطيم المقاعد، ولم يكن كل ذلك غضبا من التحكيم، ولكنه غضبا من حال فريق الاتحاد الذي أصبح على قمة الفرق المهددة بالهبوط بعد أن توقف رصيده عند 19 نقطة في المركز قبل الأخير، كما بكت الجماهير في أرض الملعب حزنا على فريقها، واستعانت قوات الشرطة بفرقة من القوات المسلحة للسيطرة على حالة الانفلات التي حدثت . هذا الوضع قد يهدد استمرار الدوري وخصوصا أن المباريات المقبلة ستكون فاصلة في الدوري.. ولن ترضى جماهير أي فريق خسارة فريقها وخصوصا الأهلي والزمالك والفرق المهددة بالهبوط مثلما حدث اليوم...علماً بأن الزمالك نفسه – المفروض – أن يلعب مع الإتحاد بالإسكندرية . ويعلق الكابتن محمود بكر على تلك الأحداث قائلا: لن ألوم الجماهير على أي شئ، فهي غاضبة على حال فريقها وعبرت عن هذا الغضب حبا في النادي، ولكني ألقي بكل اللوم على الدولة التي أصبحت عاجزة على إعادة الأمن والأمان والسيطرة على الأوضاع في مصر، وكل ما حدث اليوم كان أمر متوقع جدا نظرا لحالة الانفلات الأمني الموجودة في كل مكان في مصر، فلا يوجد ضابط أو رابط لأي شئ، ولكن جاء الوقت الذي يجب أن يعرف فيه كل واحد حدوده بدلا من الهرجلة التي تحدث كل فترة، فالحكاية ليست حكاية مباراة وجماهير تقتحم الملعب ولكنها حالة غريبة أن تكون الدولة عاجزة هذا العجز على الرغم من قدرتها على حسم الأمور والسيطرة على الأوضاع، ولكنها تتفرج فقط، وتجعلنا نسأل سؤالاً واحداً : الدولة فين؟!، فلو لم تكن قادرة على السيطرة على الأوضاع في الملاعب فتلغي الدوري ويريحونا. حاولنا الاتصال بأي عضو من أعضاء اتحاد الكرة ولكن لم يرد أحد منهم، بل واكتفي مجلس الإدارة بكتابة نتيجة اللقاء على موقع الاتحاد فقط وبدون الإشارة إلي الأحداث التي وقعت . كان الاتحاد قد تقدم بهدف لأحمد جلال في الدقيقة 29، بينما تعادل مصطفى طلعت لوادي دجلة في الدقيقة 44، قبل أن يحرز علاء عيسي هدف قاتل للضيوف في الدقيقة 90 ، وزاد موقف الاتحاد صعوبة بعدما توقف رصيده عند 19 نقطة في المركز ال15 ، بينما رفع دجلة رصيده إلى 26 نقطة ليتقدم للمركز ال12 ، وبهذه الأحداث وهذه الهزيمة أصبح الاتحاد - نظريا - أول الهابطين حيث يواجه مصيرا مجهولا في ظل العقوبات التي تنتظره من جانب اتحاد الكرة ، كما ستكون هذه الأحداث موضع دراسة أمام اتحاد الكرة حول إمكانية استكمال البطولة التى لم يتبق على نهايتها سوى 6 جولات، أو استكمالها بدون جماهير، خاصة وأن المراحل المقبلة ستشهد مباراة القمة بين الأهلي والزمالك ..ومن قبلها هناك أيضاً مباراة الأهلى والإسماعيلي ومباراة الزمالك والمصرى فى بورسعيد .