44 عاما مرت على حرب يونيو 1976، المعروفه لدى العرب بالنكسة، ولدى إسرائيل بحرب الأيام الستة، هذه الحرب التي تعد الثالثة في الصراع العربي الإسرائيلي إنتهت بإحتلال إسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان. إحتفال إسرائيل بذكرى النكسة هذا العام يبدو مختلفا عن باقي الأعوام السابقة في ظل الثورات التي تشهدها الدول العربية، والنداءات التي تخرج وتطالب بضرورة تحرير فلسطين، وزحف الشباب العربي في عدة دول نحو الحدود الإسرائيلية، وهو ما أثار حالة من الرعب لدى إسرائيل بعد إنتهاء أسطورة بعض الحكام العرب الذين كانوا يدينون بالولاء لإسرائيل ويعملون لمصلحتها، اليوم ليس عيدا في إسرائيل بل هو كابوس في ظل حالة الإستنفار الأمني الذي تعيشه إسرائيل على المستوى الداخلي والخارجي، من خلال الإنتشار الكثيف لقوات الجيش على حدودها مع الدول العربية، والتأمين الداخلي خوفا من قيام أحد الفدائيين الفلسطينيين بعملية إستشهادية داخل الأراضي المحتلة. السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق لدى إسرائيل يقول إن ذكرى النكسة هذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة، في ظل تغير شكل العلاقة بين مصر وإسرائيل، كما أن الحكومة الإسرائيلية تعيش حالة من القلق الداخلي والخارجي بسبب الثورات العربية وتحديدا الثورة المصرية التي ستقود البلاد إلى حالة من الديمقراطية وهو ما لا تريده إسرائيل لمصر، فإسرائيل تخشي في ظل هذه الحالة الثورية للشباب العربي والفلسطيني أن تكون هناك إنتفاضة وتمرد على الأوضاع الحالية وإحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وأنا أقول لإسرائيل أن كل هذا الإستنفار الأمني والعسكري لن يحقق الأمن للمواطن الإسرائيلي، الأمن فقط سيأتي في حالة السلام، ولكن إذا استمرت سياسة إسرائيل على ما هي عليه في تعاملها مع القضية الفلسطينية والعالم العربي فلن يكون هناك أمنا لمواطنيها. يذكر أن صحيفة هآارتس الإسرائيلية كانت قد عرضت في شهر مايو الماضي وتحديدا في ذكرى ال63 للنكبة صوراً لجنود إسرائيليين وهم يلتقطون صورا بجانب الأسرى المصريين، ويوجهون أسلحتهم تجاه الأسرى فى حرب 1956، وصورا للجنود الأسرى المصريين فى حرب 5 يونيو 1967، وهو ما استفز مشاعر المصريين.