الخريطة السياسية الآن بعد ثورة يناير تتشكل من أحزاب قديمة أبرزها الوطني والتجمع والوفد والناصري وحركات سياسية عملت قبل الثورة من أجل التغيير مثل كفاية و 6 أبريل وجماعات دينية أبرزها الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية ثم ظهرت قوي جديدة تسعي الان لتشكيل أحزاب من رحم ثورة يناير هذه هي خلاصة الخريطة السياسية في مصر الآن كما يحللها لنا الدكتور حسن أبو طالب الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ما هي أبرز ملامح الخريطة السياسية في مصر الآن؟ أولا اختفي الحزب الوطني ولم يعد حاكما وثانيا نجد أن الجماعات التي كانت بدون شرعية أصبحت هي القائدة في العملية السياسية من خلال قدرتها علي التواصل وحشد الجماهير وهي قوي إما ذات مرجعية دينية إسلامية أبرزها الإخوان وحزب الوسط والجماعة الإسلامية أو ذات طبيعة مدنية وهي القوي الشبابية مثل 6 ابريل وكفاية والآن بعض هذه القوي بدأت تفكر في تأسيس حزب وبعض الأحزاب التي كانت موجودة ولم تستكمل أوراق تأسيسها وفقا للقانون السابق مثل حزب الكرامة بدأت تنظم نفسها وهناك أيضا بعض الشخصيات بدأت تفكر في تنظيم نفسها منها الدكتور البرادعي وأيمن نور في إطار حزبي إذن هناك ملمح جديد في الخريطة السياسية بعد 25 يناير وأصبح للقوي المحجوبة أو المحظورة الحق في أن تعلن عن نفسها دون وصاية من أحد كما أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة أعطي الشرعية لكل طرف مادام يعمل في إطار القانون . كيف تري مستقبل القوي الشبابية الجديدة التي خرجت من رحم ثورة يناير والتي تسعي حاليا لإنشاء أحزاب ؟ تقصد القوي الثورية الشبابية .. الآن نحن حصرنا سبع محاولات شبابية جادة لإنشاء أحزاب وكلها تعتبر نفسها امتدادا لحركة الثورة الشعبية ويتصدرها شخصيات معروفة مثل عمرو حمزاوي ووائل الإبراشي والدكتور عمرو الشوبكي ووجدنا بعض الناس يتحدثون عن حزب للفلاحين في الصعيد ووجدنا السفير عبد الله الأشعل يتحدث عن رغبته في تشكيل حزب جديد ويخوض الانتخابات به والدكتور البرادعي أيضا يسعي لتنظيم نفسه في إطار حزبي وكذلك وجدنا حمدين صباحي يسعي لإعادة تنظيم حزبه فهناك شيء من الحيوية . كيف سيكون مصير الأحزاب القديمة في هذه الخريطة الجديدة؟ بعض هذه الأحزاب سوف يختفي لأن أكثر من 16 حزبا من ال 24 حزبا كانت موجودة بفضل الدعم الحكومي وبعضها كان يتكون من رئيس و 30 عضوا ومقر واحد فهذه أحزاب كرتونية ورقية وكانت وسيلة من وسائل النظام السابق لإفساد الحياة السياسية وتشتيتها وتهميشها وجعل رموز منها تنافس رموزا أخري وبالتالي سوف تختفي هذه الأحزاب بعد منع الدعم الحكومي عنها والحزب الذي سيبقي هو الحزب الذي له أعضاء وتمويل وقاعدة والوفد هو من أفضل الأحزاب القديمة لاعتبارات تاريخية ويليه التجمع وربما الناصري لكن هذه الأحزاب في حاجة إلي عملية تجديد داخلي علي مستوي الفكر والعضوية والتواصل مع الناس خاصة بعد زوال الوصاية والقيود الأمنية فلم تعد هناك سوي وصاية الجماهير التي يجب أن تقتنع بهذا الحزب وأفكاره . ضمن الخريطة السياسية أيضا ظهرت الحركة الشيوعية من جديد متمثلة في الحزب الشيوعي المصري فهل سيجد لنفسه مكانا علي الساحة؟ التيار الشيوعي كان يعمل تحت الأرض وهو موجود في مصر منذ العشرينيات والذين يفكرون بأن الاشتراكية مازالت لها دور في الفكرة التي تنهض علي أساسها مصر فأنا أحيي هؤلاء وأري أنهم وطنيون سواء كانوا مقتنعين بالفكر الشيوعي القديم أوبالفكر الاشتراكي الذي هو صورة من صور الشيوعية ولكنه تطور بدرجة معينة ويحمل ملامح التجديد في الاقتصاد والسياسة . وفي أوروبا لا تزال هناك أحزاب اشتراكية واجتماعية وفي فرنسا كان بها منذ وقت قريب رئيس اشتراكي وهو فرانسوا ميتران . هل نتوقع ظهور عدد كبير من الأحزاب خلال الفترة القادمة مما يؤدي إلي حدوث تشرذم في الخريطة السياسية مثلما حدث في تونس التي تشكل فيها الآن نحو 45 حزبا بعد الثورة؟ في اللحظات التي ترفع فيها وصاية الأمن عن العملية السياسية نجد أن الطموحات ترتفع ثم يزداد عدد الأحزاب وهذا طبيعي جدا لكن سيتبع ذلك عملية تقلص فبعض الأحزاب سوف تذوب وبعضها سوف يختفي هذا الأمر نحن رأيناه في إسبانيا بعد انتهاء حكم فرانكو ففي أقل من أسبوع تشكل في إسبانيا 62 حزبا ثم أصبحت 4 أحزاب فقط خلال سنوات من العمل السياسي بعد ان حدثت اندماجات وائتلافات ما بين القوي السياسية وهذا سوف يحدث في التيار الإسلامي وربما تنتهي السبع محاولات لإنشاء أحزاب إلي حزبين فقط وانا متصور انها ممكن تنتهي إلي حزبين كبيرين وستحدث ائتلافات وقد تنتهي الخريطة إلي أربعة أحزاب قوية مثلما حدث في دول أوروبا الشرقية وما نراه اليوم بعد خمس سنوات لن يكون كما هو لكننا أمام حياة حزبية قوية تتشكل ونحن امام خريطة مؤقتة لكن البرلمان القادم سيعكس هذا التشرذم .