تبذل القوى السياسية الآن أقصى جهودها استعداداً للمنافسة الحزبية من أجل كسب معركة الانتخابات البرلمانية القادمة ..وحتى الآن لم يتم الإعلان عن تأسيس أحزاباً جديدة باستثناء حزب الوسط الدينى . تصوير : محمد لطفى ولكن فى نفس الوقت هناك قوى سياسية تستعد للظهور وبالتالى السؤال هو : كيف ستنعكس هذه المنافسة على الواقع المصرى وعلى البرلمان القادم وعلى مشكلات الناس الحقيقة ؟! . يجيب الدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام الإقليمى للصحافة والخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية قائلاً : الآن يوجد فى مصر عدة قوة سياسية نلحظها فى تيارين كبيرين هما التيار المدنى الذي يضم الأحزاب القديمة والحركات السياسية مثل كفاية و6 إبريل والتيار الدينى الذى يتشكل من حوالي 7 مكونات أبرزها الأخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والسلفيين والصوفيين ، ومن هذه القوى جميعا تتشكل ملامح الحياة السياسية المصرية فى فترة ما بعد 25 يناير وبلا شك سنجد اننا أمام حياة حزبية نشطة وثرية وذات فائدة للحياة والواقع المصرى. حيث سيكون لكل حزب موقف من كل القضايا التى تمس الناس وسوف يؤدى ذلك إلى تغيير جذرى من حيث الأمان وإتاحة فرص العمل وطرح أفكار جديدة وعلى الحزب لكى يبقى ويستمر أن يقدم رؤية متكاملة لخدمة الناس ولو وصل للحكم ونجح سنعطى له فرصة ولو فشل سننفض عنه. أما القوة التقليدية الان والتى زالت من الحياة السياسية فهى الحزب الوطنى .. و الآن هناك اتفاق على إبعاده من الحياة السياسية ولكن هناك أصوات ترى أن هذه الفكرة ليست جيدة بما يكفى ، فقد يعيد الحزب تطهير وتنظيم نفسه وفى كل الثورات تكون هناك أحكام باترة على كل من تواطىء ، وفى هذا الحزب كان هناك ناس غير فاسدين مطلقاً وهؤلاء من الأفضل أن يشكلوا حزباً من البداية ويبدأوا بسفينة جديدة ليست ملوثة بأى شىء أما عن خريطة الجماعات الدينية فهى خريطة معقدة ومختلفة فيما بينها فى توصيف الواقع وفى الانتشار وفى الحجم وأيضاً رؤيتها لكيفية حكم مصر فى المرحلة القادمة وهذا الخلاف طبيعى وموجود فيما بين القوى المدينة أوالأحزاب كما أنه فى داخل هذا التيار الإسلامى نفسه هناك قوى وانشقاقات وهذا يعطينا مؤشراً بأن الجميع فى حالة مراجعة ومنافسات وطموحات شخصية ، أًما الحوار السياسى فى الماضى فكان به شىء من الخداع واستهبال الناس وقد رأينا موقف الناس من الحوار الوطنى الأخير الذى أداره الدكتور يحيى الجمل ورأى الكثيرون أنه مضيعة للوقت ولم يكن جاداً والجميع تراجعوا عنه .. والآن ربما يفكر الدكتور عبد العزيز حجازى بطريقة مختلفة.