جرت العادة منذ سنوات طويلة أن يظل معظم وزراء البلاد محتفظين بكرسي داخل الوزارات التي يقضون فيها مدة خدمتهم .. متمنيين من الله أن تطول المدة طوال الدهر، وكان يأتي يوم خروج أي منهم من الوزارة فجأة.. ولذلك معظمهم كان يبدأ البحث عن كرسي آخر بديل والذى غالبا يكون داخل إحدى دور المناسبات الشهيرة لقضاء واجب العزاء.. وكان من أكثر المحافظين على الظهور في تلك المناسبات سواء في جامع عمر مكرم في التحرير أو الحامدية الشاذلية في المهندسين أو آل رشدان بمدينة نصر أو الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة.. الدكتور على لطفى رئيس الوزراء الأسبق والدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق والدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرة البيئة السابقة والدكتور أحمد العماوى وزير القوى العاملة السابق والدكتور عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء الأسبق والدكتور يوسف والى وزير الزراعة السابق، وحسب الله الكفراوى وزير الإسكان السابق والدكتور محمود أبو زيد وزير الري السابق والدكتور أحمد جويلى وزير التموين الأسبق والدكتور على الدين هلال وزير الشباب السابق، ومختار خطاب وزير قطاع الأعمال السابق والمستشار محمود أبو الليل وزير العدل السابق، واللواء مصطفى عبد القادر وزير التنمية المحلية الأسبق.. وبعيدا عن الدخول في النوايا وإن كان هؤلاء المسئولين السابقين يأتون فعلا لقضاء واجب العزاء أم رغبة منهم في الظهور في مثل هذه المناسبات كأحد أنواع حب الظهور .. فقد قررنا أن ننزل إلى هذه الدور لنرى إذا كان هذا الوضع على ما هو عليه أم لا خصوصا بعد تغير النظام الحاكم الذي نشأت في عهده مثل هذه العادات.. جاء مشهد البداية من داخل مسجد عمر مكرم الذي شهد إقامة مراسم عزاء السيد ضياء داوود رئيس الحزب العربي الناصري ، وقد تغير المشهد داخل دار المناسبات تماما حيث لم يكن هناك أحدا من وزراء حكومة نظيف الذين حملوا لقب وزير سابق، وأصبح هناك آخرين ممن يحرصوا على الظهور فعلى سبيل المثال لا الحصر .. وجدنا حمدين صباحي الذي يسعى لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة وقد حرص على مصافحة معظم الحضور، ومحمود أباظة رئيس حزب الوفد الأسبق، ولم يختلف الوضع كثيرا في عزاء المستشار ماهر الجندي رئيس محكمة الاستئناف السابق الذي لم يحضر فيه سوى بعض الأقارب والأصدقاء المقربين لعائلته في مسجد الخلفاء الراشدين، وأيضا عزاء الفريق سعد الدين الشاذلي-رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الأسبق- وبرغم أنه تم استقبال العزاء بمقر العائلة بقرية شبرا تنا، مركز بسيون، محافظة الغربية، وإعداد سرادق ضخم يتسع لاستقبال عشرات الآلاف من المعزين الذين حضروا من مختلف مراكز المحافظة وبعض المحافظات الأخرى، تكريما للراحل البطل الذي أفنى حياته في خدمة الوطن، إلا أنه لم يحضر أحد من الوزراء السابقين . جدير بالذكر أن التحليل الوحيد لاختفاء الوزراء السابقين من هذا المشهد خلال هذه الأيام هو خوف كل منهم من الظهور لأن أغلبهم مطلوبون سواء على المستوى الشعبي أو القضائي .. ولذلك فإن كان يسعى أحدهم لقضاء واجب العزاء فمن الأولى أن يسعى لرد حقوق المواطنين فيما تربحه دون وجه حق في أثناء خدمته على اعتبار بأن الحي أولى من الميت ، ووقتها سنقول له جميعا : شكر الله سعيكم !.