طالما كانت أفغانستان أحد أكثر دول العالم تدينا، ومكان يطبق فيه الرجال والنساء الشريعة الإسلامية بحرص شديد. لكن خلف المظهر الخارجي المتدين، تخفي أفغانستان "سرا مظلما"، طالما حاولت الحكومة أن "تكنسه تحت السجادة"، على حد وصف صحيفة ديلي ميل البريطانية في تقرير كشفت فيه حقيقة "باشا بازي" أو الصبية اللعوبين في أفغانستان. ديلي ميل أوضحت أن "باشا بازي" يعني سطحيا شكل من أشكال المتعة دون أي إيذاء؛ صبية يرقصون لإمتاع الرجال الأكبر سنا منهم. في الحقيقة، هذا يعتبر أكثر قليلا من العبودية الجنسية حيث يقوم صبية لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات بالرقص بين مجموعة رجال لإشباع رغباتهم الجنسية. وتابعت الصحيفة أن صبية مثل "شكر" الذي لم يكن يتجاوز الثانية عشرة عندما تم اختطافه من عائلته لجعله باشا بازي. تطلب الأمر منه 5 سنوات للفرار من محتطفيه، بحسب الصحيفة، والآن هو يستغل الرقصات التي تعلمها لكسب قوت يومه، لافتة أنه ربما يكون أكثر حظا من معظم زملائه. ديلي ميل أشارت إلى أن الفقر في أفغانستان عامل أساسي في ارتفاع ظاهرة باشا بازي خلال ال15 سنة الماضية، حيث جعل الفقر من السهل أن تهجم الحيوانات المفترسة على الصبية الجذابين في الشوارع وإيهامهم بإنهم سيتلقون تعليما جيدا أو سيحصلون على فرص عمل. وبدلا من ذلك يتم تدريب الصبية على الرقص وهم في ثياب سيدات ذات أجراس في ذيولها، فضلا عن ماكيياج الوجه. وبمجرد انتهاء حفل الرقص، يظهر الرعب الحقيقي لهذا الدور، حيث يتم اصطحاب هؤلاء الصبية إلى غرف فندقية لاستغلالهم جنسيا. بارات علي باتور، المصور الذي قضى شهورا ليحظى بثقة هؤلاء الصبية لتوثيق حياتهم، قال لديلي ميل: "هؤلاء الصبية لا يتقاضون أي شئ مقابل الحفلات. لكن يتمكنون من العيش طالما أنهم في علاقة مع أسيادهم، حيث يشترون لهم الطعام ويبقونهم في منازل". مضيفا: "يمارسون الجنس مع أسيادهم، ثم في الحفلات يتم استغلالهم جنسيا من قبل رجال مختلفين". وتابع: "هناك مقولة شهيرة جدا هنا: النساء من أجل الأطفال.. والصبية من أجل المتعة". أما ثريا صبحرانج التي قادت تحقيق على نطاق الدولة حول هذه الممارسة لصالح لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان، فقالت إن هذه الظاهرة "مخزية". وأوضحت أنه في أي دولة أخرى، تعتبر هذه الظاهرة "اعتداء جنسي على الأطفال". لكن في أفغانستان تحمي الشرطة هؤلاء الرجال المفترسون خوفا من إزعاج رجال الأعمال وأمراء الحروب الأقوياء. وأشارت ثريا إلى أن أمير الحرب يمكن أن يحتفظ ب10 صبية معا، وكلما كانوا أكثر جاذبية دل هذا على قوة وثروة أكبر له. ووفقا لديلي ميل لا تعتبر ظاهرة باشا بازي جديدة في بلد اشتهر بالفصل بين الرجال والسيدات في المجتمع، وأنها محيت فقط تحت حكم طالبان وبسقوط الجماعة المتطرفة عادت الظاهرة مرة أخرى وأصبحت مقبولة جدا في المجتمع لدرجة أن رجال الشرطة يحضرون حفلات من هذا النوع. ويتم إخفاء حقيقة أن المثلية الجنسية محظورة في الإسلام، تحت السجاد من قبل المشاركين في الحفلات بحجة أنهم لا يحبون الصبية وبالتالي هم ليسوا مثليين. واختتمت الصحيفة تقريرها بإنه لا يزال هناك أمل، وأنه لأول مرة يمكن أن بدأ يتعامل القانون مع هذه الظاهرة، وقامت الشرطة باعتقالات.