منذ 60 عاماً بالتمام والكمال.. نشرت مجلة "الجيل" في عددها الصادر في نوفمبر 1955 تقريرا مطولا عن نماذج من الطلاب المتميزين في كلية طب قصر العيني. ومن هذه النماذج الطالبة نبيلة ابنة الدكتور وايت إبراهيم أستاذ القانون العام ووكيل كلية الحقوق السابق بجامعة القاهرة، والتي كانت تذهب إلى الجامعة ب "الفيسبا" رغم مكانة والدها، نبيلة –الطالبة في الفرقة الثانية آنذاك- وصفها محرر الموضوع بأنها "في حجم الكارت بوستال". وأضاف: أن نبيلة دخلت كلية الطب عن ميل حقيقي، ورفضت أن تدخل الحقوق مع والدها، وذكر أنها تذهب إلى الجامعة وهي تركب الفيسبا تقودها بنفسها، وقد أثار مظهرها في البداية تعليقات الطالبات والطلبة، ولكنها أبت أن تسمع لأحد وراحت تردف أصدقاءها من الجنسين خلفها وتوصلهم إلى منازلهم بالفيسبا، وتابع التقرير"تحدثك نبيلة عن الروح الجماعية فتقول إنها في مصر غير منطقية ويشوبها الخوف ويعتريها الحذر الدائم من أقاويل الناس وهي ترجع هذا لتعقيد المجتمع، والكبت الفكري، وفراغ الشباب، فالمجتمعات الأوروبية لا تعبأ كثيرا بما يفعله الغير لأنها مشغولة بما تفعله هي، ولكل فرد في أمريكا حياته الخاصة، وإرادته الطليقة، ونشاطه الحر. وتضيف نبيلة: أن تبادل الخطابات الغرامية داخل كراسات المحاضرات أمر يندر أن تجده في جامعة غربية". وأضافت مجلة "الجيل" أن نبيلة مكثت معظم عمرها بالخارج فزارت السويد والدنمارك وإيطاليا وأثينا، ومكثت في باريس لعامين، وعاشت في نيويورك وواشنطن عاما، كانت تعطي خلاله دروسا في الموسيقى للصغار، ولذلك فإنك تستطيع أن تتحدث إلى نبيلة باللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والعربية، فهي تجيد هذه اللغات جميعا. وأضافت أن نبيلة تجيد رياضات الشيش والغطس والاسكواش والراكيت، كما تعشق موسيقى باخ وبيتهوفن، وهي تعزف على الأوكورديون منذ طفولتها، وفازت بكأس أمريكا في الأوكورديون أيام ما كانت في نيويورك. .