نشرنا منذ يومين وقائع أول أيام الاحتفال بمولد الحسين فى ظل ما تردد حول تهديدات السلفيين لأضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين.. ولكننا فى هذا الحوار أردنا أن نتعرف من إمام المسجد نفسه الدكتور الأمير البرعى على الكثير من علامات الاستفهام حول هذه التهديدات وهل عنده علم بها وما طبيعة التعليمات الأمنية التى وردت إليه بشان الاحتفال وحول برنامج الذكرى يوماً بيوم وما طبيعة مطالب الأئمة بالحصانة ومدى الحرية التى باتوا يتمتعون بها الآن .. تابعوا الحوار التالى .. هل جاءتكم تهديدات بالفعل من قبل السلفيين للاعتداء على المشهد الحسينى والحيلولة دون إقامة ذكرى مولده هذا العام ؟ أنا شخصياً هذه أول مرة أسمع فيها مثل هذا الكلام .. لكن على كل "إذا خرج العيب من أهله مايبقاش عيب".. السلفيون يفتقدون للرؤية وأنا لا أريد أن أدخل فى معارك معهم ، أما إذا كانت هناك ملاحظات حول الأضرحة فأنا أقول أنها بالفعل تحتاج لبعض الضبط السلوكى من الناحية الشرعية وعلاج ذلك لا يتم بتهديد ووعيد وإنما بروية وهدوء وحكمة والمسئول عن ذلك أولاً وأخيراً هو مؤسسة الأزهر. وماذا عن موقف الصوفية إذا ما حدث هذا الكلام؟ الحسين ليس مسجد صوفية وأنا شخصياً لست صوفياً .. وهذه مساجد مباركة يحيمها الله فهى بيوته فى الأرض وقد يحدث بها قلق ولكننا تخطينا هذه المرحلة ومصر أيضاً أصبحت أجمل وأفضل ويكفى أن نرى رئيس الوزراء وهو يبكى ويذكر الله ونرى أيضا عضو المجلس العسكرى وهو يحيى الشهداء . ما هو برنامج الاحتفال هذا العام بمولد الحسين؟ بعد صلاة المغرب من كل يوم وحتى يوم الثلاثاء القادم الذى يوافق الليلة الكبيرة يقوم المسجد بتقديم الابتهالات فهناك منشدون وقراء يحيون الذكرى ببساطة وبغير تكلف أما ما يحدث خارج المسجد فلسنا مسئولين عنه ولا يمكن أن نتدخل فيه حيث يحدث اختلاط ومخدرات وكلها مخالفات شرعية والأزهر يجب أن يتدخل من مبدأ بيدى لا بيدى عمرو . هل جاءت تعليمات أمنية تخص احتفال هذا العام؟ اليوم ورد إلينا خطاب أمنى يقول أن الجهات الأمنية ترى عدم إقامة الاحتفال فى الظروف الحالية .. ولكن طبعاً لا أحد يستطيع أن يمنع الناس من زيارة الحسين وأنا أعتقد أن الجو الاحتفالى هذا العام هادىء جداً بدليل أنه باقى أيام قليلة على الليلة الكبيرة بينما لا يزيد عدد المقيمين الآن أمام المسجد عن عشرات الأفراد وهذا مشهد معتاد. ما رأيك فى مطالب بعض الدعاة والأئمة بالحصول على الحصانة المطلقة للحديث فى أى شىء على المنبر؟ مبدأ الحصانة فى حد ذاته مرفوض فالأصل أننا جميعاً متساوون أمام الله وأمام القانون ولا فضل لأحد على أحد سواء كان سفيراً أو عضو مجلس شعب فهذه الاستثناءات ليست من الشريعة فى شىء ولهذا أرفض حصانة الأئمة فالإمام يجب أن يراقب ويعاقب فنيا وعلميا إذا ما أخطأ كما أن المنبر نفسه مسئولية فمن المفروض أن يضبط الخطيب نفسه على المنبر ويجب أن تكون هناك خطوط حمراء لا تضعها الدولة وإنما يضعها العلماء والعقلاء مثل شئون الأقباط لا ينبغى التطرق إليها بخير أو شر فهذا متروك لأولى الأمر أيضاً هناك شئون لا ينبغى أن نتدخل فيها لإقناع الناس بقرار سياسى معين مثل الاستفتاء على الدستور أنا رفضت أن أتطرق إليه فهذا متروك للقرار الشخصى ولا يجوز على أن أمارس تأثيراً على رأيك فهذه ليست نصيحة أو توجيه دينى حتى أدخل فيها. . هل نتوقع من المساجد التابعة للأوقاف أن تتطرق للسياسة بعد حل أمن الدولة ؟ هذا مرتبط بنجاح مطالب الثورة لكننى شخصياً ضد التطرق للتفاصيل السياسية الدقيقة وإنما يمكننا أن نعمم وأن نتحدث فى الشئون العامة لكن على كل حال حدث تطور وفى آخر ثلاث خطب بالحسين لم أتكلم بطريقة دبلوماسية او كلاسيكية وإنما تكلمنا أكثر عن الواقع عما نريد وما أدى بنا إلى هذه الحال وماهى عيوبنا وعيوب المتحكمين بنا أيضا ركزنا على الجانب الإيجابى فى الحياة وعن الحق والصبر ونقول أننا مقدمون على أيام جميلة والفضل فى ذلك للشباب وأنا قلت على المنبر أننى مستعد أن أترك هذا المنبر لأى شاب من شباب التحرير يرى نفسه مناسباً ليخطب فى الناس فهؤلاء الشباب حققوا الحلم وقالوا كلمة حق وقلت أنهم أنبل من فى مصر. كيف كانت قبضة النظام السابق عليك كإمام فى هذا الموقع الحساس وما طبيعة التعليمات التى كانت ترد إليك ؟ ربما لن تصدق لو قلت لك أنه لم تكن هناك قبضة ولم تكن هناك تعليمات وإنما كانت هناك رقابة ذاتية يعنى هناك بوصلة والإمام يتحرك بمقتضاها وأنا أتحدث عن واقع عايشته طيلة خمس سنوات قضيتها فى إمامة مسجد الحسين حتى الآن وأقصد أننا نعرف ما ينبغى أن نتكلم فيه وما لا ينبغى أن نتطرق إليه . فى وجهة نظرك لماذا يتمتع السلفيون ورموز الجماعات الإسلامية بمكانة أكبر من شيوخ الأزهر؟ لأن النظام السابق هو من فعل ذلك فقد عمد إلى تجفيف دور الأزهر وتقليص دوره فى الحياة والأزهر لا يحتاج علماء فهم كثيرون وإنما يحتاج لمواقف أما بالنسبة للجماعات فإنك تتحدث عن 60 سنة لم يكونوا فيها محبوبين وإنما كانوا محجوبين وطبيعى يظهروا مع المناخ الموجود الآن ولكنى سأظل أقول أن البوصلة هى الأزهر بعلمائه المعتدلين. وهل هناك محاولات لضمان استقلال الأزهر من جديد؟ هناك الآن لجنة لإعادة النظر فى شئون القانون رقم 130 لسنة 1961 برئاسة المستشار طارق البشرى وهذه اللجنة دورها استعادة استقلال الأزهر ومن ضمن المطالب المنظورة أن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب من هيئة كبار العلماء دون تعيين من الدولة .. وللأسف الحال تغير وزمان كان الإمام المراغى شيخ الأزهر عام 1936 وصياً على الملك فاروق والآن أصبح الأزهر "تابعاً" أى من النقيض للنقيض.