صعب أن تتخيل أن منطقة تنتشر فيها الأحياء العشوائية مثل المرج تحتوي علي طراز معمارى نادر وقصر تاريخى، كانت تعيش فيه إحدى أميرات أسرة محمد على، وكلامنا عن الأميرة نعمة مختار أخت الملك فؤاد، والابنة الصغرى للخديو إسماعيل، وعمة الملك فاروق، لكن يد العبث والإهمال تمكنت منه، وتحول هذا المكان الأثرى إلى خرابة ووكر لتجارة المخدرات. معمار فريد على بعد أمتار من محطة المرج القديمة يقع قصر الأميرة نعمة، المقام على مساحة 16 فدان بمنطقة المرج،ويتكون القصر من ثلاثة طوابق،وداخل سور القصر حديقة يشرف البعض علي زراعة أشجار المانجو بها، ويتم الدخول الى القصر عن طريق البهو الذي يحتوي علي نقوش ورسومات ملونة تحتفظ بجمالها رغم ما طال القصر من تخريب، ويحيط بالبهو 6 غرف، احتوت أكبر غرفة فيه على حمام به بانيو للاستحمام ، بالإضافة إلى مطبخين بهما حوضان ورخامة، أيضا هناك غرفة كبيرة خارج القصر كانت تستخدم كجراج لسيارات الأميرة ولصيانتها. مظاهر الإهمال والقصر كان تحفة معمارية يتباهى به الجميع حتى بعد رحيلها ورحيل النظام الملكى بأكمله، وبعد ثوره 23 يوليو، فعلى الرغم من أنه القصر الذى قام الرئيسان جمال عبد الناصر والسادات باتخاذه كاستراحة لهما، كما كان أيضا فى وقت ما المنفى الإجبارى للرئيس الراحل محمد نجيب قبل نقله إلى قصر زينب الوكيل بالمنطقة نفسها، إلا أنه أصبح الآن مكانا للخارجين عن القانون، ووكرا لتجار المخدرات ، كما تظهر على القصر علامات الشيخوخة، فالتصدعات ضربت الجدران بسب الإهمال ، بالإضافة إلى أن الثلاثة مداخل المطلة على الحديقة، الأول بجانب الشارع الرئيسى، تحول إلى جراح للتوك توك والنصف نقل وعربات الكارو، أما الثانى فهو عبارة عن بوابة من الحديد الصدئة يغلقها قفل حديدى يسهل على أى طفل صغير اختراقه وفتحه، والبوابة الثالثة عبارة عن جزء متهدم من السور المحيط بالقصر يرتبط بمجمع المدارس الذى تم إنشاؤه عام 2006 على جزء من أراضى حديقة القصر. رأي أهالي المنطقة وبسؤال الحاج سيد- وهو أحد أصحاب الأكشاك المحيطة بالقصر- أكد لناأنه يوجد بالمنطقة المحيطة بالقصر عدد من العشش التى تعيش بها بعض الأسر الفقيرة، هذه الأسر كل يوم تعيش فى حالة من الرعب بسب البلطجية وتجار المخدرات، ولا توجد أى حراسة هنا من قبل الحكومة، حيث لا يجرؤ أحد على حراسة القصر الذي أصبح مأوى لكل ما هو خطر، وخاصة بعد مقتل الحارس السابق له علي يد البلطجية . وبسؤال أهالى المنطقة أكدوا لنا أن حارس القصر الحالي اسمه "عودة"،ونادرا ما يحضر إلى القصر بعد سيطرة البلطجية عليه، وقالت " منى محمد "- محامية وتسكن بالقرب من القصر-: القصر يعانى من الإهمال، ونحن نعيش تحت وطأة الخارجين على القانون، رغم تصريحات وزيرة التطوير الحضارى التى وعدت الأهالى باستغلال أراضى القصر، وتحويلها لأماكن خدمية وبناء مستشفيات ومدارس ونقطة شرطة ومركز إطفاء لأهالى منطقة المرج، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير كافة الخدمات للأهالى . . . . . .