خلال الشهرين الماضيين، ارتفع نشاط المقاومة للمراهقات الفلسطينيات بشكل ملحوظ، ولعل أحدث هجوم كان ذلك الذي وقع الاثنين الماضي عندما طعنت مراهقتان مسن فلسطيني بواسطة مقص، حيث كانتا تعتقدان أنه إسرائيلي. في هذا الصدد، نشرت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية، تقريرا أجرت فيه لقاءات مع عدد من حقوقيين وباحثين فلسطينيين وإسرائيليين للوقوف على السبب وراء ذلك. وقالت حنين زعبي، عضوة البرلمان الإسرائيلي، في تصريحات للصحيفة إن هجمات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، لا سيما التي تشنها فلسطينيات، حطمت الروتين الإسرائيلي وزادت من وعي إسرائيل بالفلسطينيين. وتابعت: "لا تعتمد الهجمات على القيم المرغوب في المحافظة عليها شعبيا.. لا نحارب البشر، نحارب السياسات.. لا يمكننا تغيير الواقع باستهداف الأفراد.. يجب أن نجعل إسرائيل تدفع ثمن احتلالها عبر مقاومة شعبية غير عنيفة مثل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية". كما علقت مديرة منظمة المرأة والإعلام والتنمية الفلسطينية غير الهادف للربح، سهير فراج، بقولها: "لا يقاس الأمر كذلك في المجتمع، لكننا نعذر ما يقمن به تلك الفتيات.. فلديهن مستقبل أمامهن، لكن عندما يوجد احتلال في ظل غياب أي سلام حقيقي يعتمد على حقوق متساوية وحرية، لا يكون لدى شبابنا آي آمال". كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن المتحدث الرسمي باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية شهدت تزايدا في هجمات المجاهدات الفلسطينيات خلال الأسابيع الأخيرة. أما دفورا مارجولين، الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في المركز متعدد المجالات بتل أبيب، فأوضحت ليو إس إيه توداي أن هجمات الفلسطينيات كانت نادرة نسبيا في العقود الماضية، مشيرة إلى أنه في الفترة ما بين الستينيات والتسعينيات، شاركت حوالي 100 فلسطينية في عمليات اختطاف وتفجيرات.. كما أضافت أن ظهور جماعات إسلامية مثل حماس في 1987، أدى إلى تقييدات أكثر صرامة على أنشطة الفلسطينيات ومشاركتهن في الأنشطة الجهادية على وجه الخصوص. ولهذا السبب كان الرجال يسيطرون أكثر على الانتفاضة الثانية ما بين 2000 و2005، مقارنة بالانتفاضة الأولى ما بين 1987 و1993. من ناحيته، رأى مهدي عبد الهادي، رئيس الجمعية الأكاديمية الفلسطينية لدراسة الشؤون الدولية، إن إقصاء جماعات المقاومة للسيدات عن الصفوف الأمامية أدى إلى مقاومة نسائية أكثر قوة. وتابع قائلا: "لقد كانت السيدات حجر زاوية في الانتفاضة الأولى.. السيدات هن من قمن بتقديم المساعدة للمصابين، والطعام إلى المختفين من أعين قوات الاحتلال، بالإضافة إلى توزيع المنشورات.. أظهر هذا قوة الفلسطينيات.. وحاليا تقود الفلسطينيات حملات مقاطعة البضائع الإسرائيلية ويدفعن نحو اقتصاد فلسطيني متأصل".