يدير صفحته الخاصة على الفيس بوك من جينيف بسويسرا، يظهر فى الأحداث الساخنة مدعيا امتلاكه وثائق ومستندات خطيرة تثبت وجهة نظره.. وإمعانا فى الاتقان والتشويق يقوم بعمل برومو ومقدمة نارية للمعلومات التى يمتلكها قبل أن يسمح بتدفقها إلى أتباعه ومريديه .. الطريف أن تخاريفه تتناقلها وسائل الإعلام والصحف والمواقع على أنها معلومات مستندة لوثائق وتسريبات سرية .. إنه النموذج الثانى لعمر عفيفى، اسم الشهرة العقيد متقاعد صبرى ياسين، أما حقيقته فلا يعلمها أحد، وبقدر غموضه يصف معلوماته الخارقة بأنها تحتاج لمن يمتلك قلبا حديديا .. ولا يعانى من أمراض السكر والضغط والمرارة والعصبية الزائدة .. يروج لمعلومات ووثائق تضر بالأمن القومى المصرى داخليا وخارجيا دون أن يستوقفه أحد، والأطرف أن أنباء متناثرة تفيد بوفاته وقيام مجهولين بسرقة صفحته وإدارتها بواسطة شخص مزيف لتحقيق أجندات خاصة .. فما هى حقيقة الكولونيل صبرى ياسين كما يصف نفسه؟ وما هى أحدث خرافاته؟ فى البداية صبرى ياسين الحقيقى يمثل لغزا يبحث عن إجابة، حيث يرفض إجراء أى حوارات صحفية أو الظهور بصورته الحقيقية على الفيس بوك، وسبق وأن أعلن أن أول وآخر مرة ظهر فيها بوضوح أمام الرأى العام كان من خلال حوار أجراه مع جريدة السياسة الكويتية، وهو الحوار الذى نقلته إحدى المدونات على الإنترنت ويكشف فيه عن موقفه ضد الدولة المصرية، لكن شبكة فلسطين للأنباء "شفا" أجرت لقاء صحفيا معه ونشرت صورة تظهر جانبا من ملامحه الغامضة. ويعد ياسين من أقوى المؤيدين لنظام مبارك وسبق وأن وصفه فى عدة كلمات قائلا: (ذهب مبارك وذهب معه كل شئ .. ذهب الرجل وأخذ معه مفاتيح السعادة وكتالوج الأمن والأمان). أما صبرى ياسين الذى لو اختزلناه فى مجرد صفحة على الفيس بوك فهناك شكوك كثيرة حول حقيقته فى ظل تأكيدات بتعرض صفحته الرسمية للسرقة وإدارتها بواسطة شخص مجهول، الطريف أن الصفحة فى أخطر تجلياتها ذكرت أن الحكومة المصرية تسعى جاهدة لإغلاقها لأنها من أخطر الصفحات الضارة بالأمن القومى وقال ياسين فى تعليقه :" لكل مصري شريف من أصدقاء الصفحة أن يفخر بعضويته على صفحة الشرفاء – صفحة العبد الفقير إلى الله صبري ياسين وانتظروا عودتى وبقوة بعد عودتى من الويك إند"! على أى حال يتزعم صبرى ياسين ما يسمى بجبهة "جيل النصر" والنادى المصرى للمحاربين القدماء فى جينيف بسويسرا وبعض العواصم الأوروبية الأخرى حيث يقيم خارج مصر وهو كيان ليس له وجود حقيقى على أرض الواقع، ويحرص على نشر صورة اللواء عمر سليمان بدلا من صورته حيث يدعى أنه كان صديقا شخصيا له، وتشير المعلومات إلى أنه كان عضوا فى حملة الفريق أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة قبل الماضية، لهذا تعد صفحته الرسمية على الفيس بوك أشبه بالجيتو المغلق على أنصار شفيق ونظام مبارك السابق، وساهم فى التشكيك فى نزاهة القضاء المصرى بعد أن نشر وثيقة - ثبت أنها مزوة - حول نتائج الانتخابات تفيد بأن الفريق شفيق كان فائزا بعدد الأصوات، وكان بإمكان القارىء العادى أن يكتشف زيف الوثيقة حيث تم تبديل اسمى شفيق ومرسي دون أن يقوم بإبدال الألقاب "الدكتور شفيق – الفريق مرسي"! ورغم ذلك فإن أنصار شفيق والكثير من مواقع الأخبار العالمية نقلت الوثيقة وهاجمت على خلفيتها القضاء المصرى. الأمر الذى دفع مصدر قضائي مسئول داخل اللجنة العليا للانتخابات للتأكيد على أنه لا صحة لهذه الورقة التي تم تداولها على موقع التواصل الاجتماعي وتعلن فوز المرشح أحمد شفيق بنسبة 58% في الانتخابات الرئاسية السابقة، وقال المصدر إنه من غير اللائق مجرد الرد على مثل تلك الأوراق! ومن جانب آخر زعم ياسين أن بنك ليبيا المركزى أصدر قرارًا بتحويل مبلغ 473 ألف دولار لإحدى الشركات العقارية فى مصر، لتمكين صباحى من شراء عقارات على أرض مصر، وثبت أن الوثيقة مزورة لأنه لا يجوز أن يتم تحويل مبلغ من بنك خارج الأراضى المصرية إلى شركة تعمل على أرض مصر مباشرة، وأنه لابد أن يمر هذا التحويل الضخم على البنك المركزى المصرى، ثم إلى أى بنك مصرى آخر، كما أنه لا يصح أن يخاطب البنك المركزى الليبى حمدين صباحى واصفًا إياه ب "الأخ حمدين" وهو وصف لا يليق بالمحررات الرسمية والمالية. ويواصل ياسين نشر الوثائق التى يدعى أنها مسربة وتصله من شخصيات هامة على صلة به فى أجهزة الدولة منها وثيقة تشير لتلقى كل إعلاميى مصر دون استثناء لمصاريف سرية من المملكة العربية السعودية ونشر كشفا بأسماء الإعلاميين والقيمة التى يتقاضها كل واحد، وقام بتقسيم الإعلاميين فى الكشف على دفعتين: الإعلاميين الرجال، والإعلاميين النساء! وإمعانا فى نشر الشائعات أيضا فقد ادعى فى وثيقة أخرى أن أمين بسيونى والد الإعلامى تامر أمين سرق ساعة أثرية من استراحة الأمير نايف بينما كان فى ضيافته وذلك بعد أن هاجم تامر أمين الطالبة مريم ملاك الشهيرة بطالبة الصفر فى الثانوية العامة! وليس بعيدا عما سبق قام ياسين مؤخرا بنشر وثيقة تفيد بأن وزير التربية والتعليم السابق محب الرافعى تقدم باستقالته بسبب أزمة هذه الطالبة. كما لم تسلم بعض الشخصيات العامة أيضا من إدعاءاته، حيث اتهم الداعية محمد حسان بالسعي لإنشاء الجيش الوطني الإسلامي لتحقيق الخلافة بمصر، برعاية قطرية تركية! لكن اللهجة الحادة التى يظهر بها على صفحته الرسمية وتحريضه المتواصل ضد الدولة المصرية من الخارج والرد بألفاظ نابية على معارضيه دفعت الكثير من متابعيه للتشكيك فيما يذكره والاعتقاد بأن صفحته تعرضت للسرقة حيث قال أحد متابعيه فى تعليق لم يعقب عليه صبرى ياسين "أصبحت أتشكك أن صفحتك سرقت منك فلم أعتاد منك هذه الألفاظ حتى فى الغضب والحزن"، خاصة وأنه فى أثناء حكم الإخوان كان دائما ما يعارض حكمهم وينشر أوراق تكشف عن سلبياتهم، لكنه بعد الحديث عن سرقة الصفحة وجه كل معارضته للنظام السياسي والدولة المصرية وتوقف عن الهجوم على الإخوان أو ذكرهم بشكل سلبى أو إيجابى إلا فى مواقف قليلة جدا! من جانبه أعلن الرائد خالد أبو بكر، قائد ما يسمى بالكتائب الإلكترونية أن صفحة صبرى ياسين هى صفحة مزيفة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وأن أحد عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي ويدعي "أدهم" تم رصده وتحديد موقعه بمعرفة الجيش المصري الإلكتروني، وتبين أنه يدير الصفحة من "جينيف" لبث الفتن والفرقة بين أبناء الوطن، وأن العقيد صبري ياسين توفي منذ ما يقرب من السنة، إلا أن الهاكر الإخواني استغل عدم وعي الكثير من المواطنين وشرع في بث الفتن في محاولة فاشلة للهو بوعي المواطنين. ونقلت أخبار الحوادث فى ديسمبر 2013 قول أحد المتابعين لصفحة العميد متقاعد صبري ياسين، أن مجهولين استولوا علي الصفحة بموقع فيسبوك، وأغلقوها، وحذر مما يتم نشره فيها من إساءات للدولة وتحريض ضد رموزها وقادتها. بينما نشرت صفحة " أدهم صبرى " على الفيس بوك نبأ وفاة صبرى يس العقيد متقاعد الحقيقي قبل نحو عام ونصف وأكدت أن الصفحة المنسوبة للعقيد صبرى ياسين مزيفة ويتم استغلالها لأغراض خاصة، وهو ما لم يتم تأكيده حيث ثبت أن صبرى ياسين الذى توفى كان يعمل طبيبا وليس عقيدا متقاعدا وحذفت الصفحة هذا البوست بعد أيام من نشره! ومن ناحية أخري ، اوضح مصدر أمنى رفيع المستوى في تصريحات خاصة ل " الشباب " أن صبرى ياسين هو ضابط سابق خرج من الخدمة برتبة عقيد، مقيم فى فرنسا، كان ضمن فريق الحملة الإنتخابية للفريق أحمد شفيق، ومن المؤيدين لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ضد ثورة 25 يناير، وضد جماعة الإخوان المسلمين ، واكد المصدر الأمنى أن ياسين كان دائم الهجوم للمجلس العسكرى وقت أن كان يدير الأمور بالبلاد عقب ثورة يناير 2011، والأن هو يهاجم النظام الحالي وينشر "بوستات" عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعى"الفيس بوك" ليس لها اى اساس من الصحة الهدف منها إثارة البلبلة والفوضى، فهو مثله مثل عمر عفيفى الهارب فى امريكا. واشار المصدر الأمنى أن صبرى ياسين ليس له اى انتماءات سياسية، فهو يهاجم تلنظام من اجل الهجوم فقط، وكل كتباته تدور فى فلك عودة نظام الرئيس الأسبق مبارك، لانه الاصلح لإدارة البلاد طبقا لوجهة نظره، وأن اى أزمة ومشكلة تتعرض لها البلاد سببها ثورتى 25 يناير و30 يونيو. ورغم ما تحمله المعلومات السابقة من محاولة لفك غموض هذا الرجل إلا أن أحد أعضاء صفحته - طلب عدم ذكر اسمه - أكد لنا أن العقيد صبرى ياسين لايزال على قيد الحياة وأنه كان من عشاق ومريدى الفريق أحمد شفيق، ومتأكداً من تزوير الانتخابات ضده لإعلان فوز مرسي وهو ما دفع صبرى لإعلان الحرب ضد الدولة المصرية ونشر هذه الوثائق، ويقال أنه يفعل ذلك من باب تصفية الحسابات، مشيرا إلى أن ياسين يتعامل بحميمية مع أعضاء صفحته دون أن يعرفهم أو يلتقيهم وفى بعض الأحيان كنا نشعر بتغير شديد فى اللهجة وطريقة الكلام وكأن هناك شخصا يقلده ويتعامل باسمه عندما يخرج عن هدوءه ويشتم المعارضين له بألفاظ نابية لا تليق برجل فى مثل سنه أو حتى مكانته كعقيد متقاعد! فى حين يرى متابع آخر أن الصحفة بالفعل مسروقة ويديرها شخص مشبوه وبارع فى تزوير الوثائق لتشويه الدولة المصرية.