"أفتي فتاء"... برنامج له طبيعة خاصة يكشف خبايا المواطن المصري والفطرة الطيبة التي ترسخت بداخله أنه عيب يقول معرفش.. وأنه دايما مطلع وعارف وفاهم ..برنامج يعكس الصورة الحقيقية التي عليها الكثير من الناس تقدمه ايفون نبيل علي قناة MBC والتي كانت بوابتها إلي الإعلام من الشباب, حاورناها خلال السطور التالية لتكشف لكم عن بدايتها. بداية دخولك إلي الإعلام؟ تخرجت في كلية الآداب قسم الإعلام جامعة عين شمس وبعدها بدأت العمل صحفية في "اضحك للدنيا" احدى الجرائد الساخرة وكانت تجربة مرحة أكثر من كونها تجربة مهنية, ثم انضممت لفريق العمل كصحفية تحقيقات بمجلة "الشباب" وعملت لفترة في الصفحة الثانية "يوم جديد" بجريدة الأهرام واتجهت للعمل بعدها كمراسلة في العديد من القنوات, وخلالها قدمت تجربتين للكتابة أنجزت منهما مسلسلين. كيف جاءت فكرة برنامج "أفتي فتاء"؟ الفكرة كانت للشركة المنتجة وكانت هذه الشركة قدمتها في "اقلب" أو تحت مسمي مختلف سبقتني إليها المذيعة ريهام الشيخ ولكن فكرتها أعجبتني وعندما عرضت علي وافقت طبعا لكونها فكرة غير تقليدية رغم أنها قدمت من قبل. ولكن البعض يري أن هذه البرامج تسخر من الجمهور؟ الهدف من البرنامج هو توصيل رسالة إلي الجمهور نحن شعب طيب, ولكن كل مشكلتنا أننا "بنتكسف نقول معرفش"..فكل واحد يحب أن يظهر في صورة العارف الفاهم ويبدأ يحلل ويطرح ويضيف وجهة نظره ولكن أساس فكرة البرنامج هو توصيل رسالة أن الناس لا تدعي المعرفة و"اللي ميعرفش يقول معرفش", الفكرة كلها تقوم علي طرح موضوعات غير مألوفة وغير منطقية وسؤال الناس في الشارع عنها, وردود فعل الناس فعلا مضحكة جدا ورغم أنني قدمت تقارير مصورة من قبل ولكنني أحب التعامل مع الناس في الشارع خاصة وأن تجارب العمل في الشارع مختلفة تماما عن العمل بالأستوديو, ولكنها لم تكن بهذه الطريقة المباشرة, فتجربتي السابقة تقوم خلف الكاميرا وكانت عبارة عن مغامرات قمت مرة كمتسولة ومرة بعاكس الأولاد وأشوف رد فعل الناس. ولكن كيف يتم التحضير لموضوعات "الفتي"؟ التحضير يكون من خلال طرح موضوع غير منطقي وغير قابل للتنفيذ وأدعي عند السؤال أنه نشر في الإعلام والجرائد وطبعا الناس لا تستطيع أن تقول إنها لم تقرأ وتدعي المعرفة دون أن يكون عندها معلومة, وما اكتشفته أن الناس مبتحبش تطلع أو تظهر أنها لا تعلرف وتبدأ جولات من الفتي. وما أكثر الموضوعات الكوميدية التي قدمتها؟ أكثر الحلقات كوميدية كانت تتحدث عن إقامة مشروع التلفريك بين الزمالك والمهندسين ... حتى أن الناس لم تحاول التفكير في كون الفكرة أساسها صح أو غلط أو أزاي تتنفذ المهم أن كل واحد عايز يقول رأيه ويطلع أمام الكاميرا وآخر اليوم يقول لأصحابه أنا طلعت في التليفزيون, ومن أكثر الحلقات التي أتذكرها حلقة النشيد الوطني الناس كانت كلها تقول إن النشيد الوطني عظيم ورائع ولكن عندما أطلب أن يقول جزءا منه الناس كانت بتغني تسلم الأيادي, والكوميديا الحقيقية فعلا كلها تظهر في هذه المواقف. ولكن هل تقترب فكرة "أفتي فتاء" من الكاميرا الخفية؟ الفكرة كلها بعيدة تماما عن الكاميرا الخفية, فنحن نعالج السلبيات بشكل كوميدي وغير جارح للناس ولكن في النهاية نوضح لهم أن هذا الكلام مجرد هزار ولكن الناس تصل لها رسالة مهمة جدا أنها ليست مضطرة أن تشارك من أجل التواجد وخلاص وأن تحاول التفكير قبل أن تجيب, حتى أن أي شخص عادي عندما يسأل عن عنوان أو عن مكان يمكن أن يكون ما تسأل عنه مكانا قريبا منك ومن تسأله من الناس "يتوهك" لأن الناس تعتبر أنها عيبة في حقها أن تقول "معرفش", ويمكن نسبة الناس التي تقول "معرفش" قليلون جدا لا يتجاوز ال 10 % . كيف اختلفت التجربة بين كونك مراسلة ومذيعة؟ لم أحس بالاختلاف لأن في البرنامجين كان الشغل في الشارع ولم أشعر بالنقلة الكبيرة وهيبة أن أتولي مسئولية برنامج كامل ولكن نفس طريقة التقارير ولكن بطريقة أكثر مرحا ولكن رد الفعل مختلف تماما, وأنا كمراسلة كنت أقدم مجهودا مضاعفا عما أقوم به كمذيعة, والمجهود أكبر ولكنني كنت أكثر من قدم تقارير مطولة داخل البرنامج ورغم أن التقرير مدته أقل إلا أن أفكاره المختلفة ما بين السايس والمتسولة والمجنونة فكلها مغامرات كان التحضير لها يتطلب وقتا طويلا, ولكن ما أسعدني فعلا هو تدريس هذه التجربة داخل كلية الإعلام,أما تجربتي كمذيعة أسهل كثيرا من حيث التحضير والتعامل مع الناس لا يمثل لي أي مشكلة, ولكن من حيث الانتشار ومعرفة الجمهور بي في نحو 30 حلقة من "أفتي فتاء" تساوي 3 سنوات من عملي كمراسل في الستات ميعرفوش يكدبوا. وماذا عن استكمال أفتي فتاء بعد الانتهاء من الموسم الأول؟ سأقوم باستكمال الفكرة ومن المفترض أنني خلال الفترة الحالية أن نحضر للموسمين الثاني والثالث للحاق بالموسم الرمضاني, وسيظهر البرنامج بشكل مختلف تماما رغم الحفاظ علي الإطار العام للفكرة. وماذا عن تجربتك مع إبراهيم عيسي في ال BOSS؟ هذا البرنامج غير تقليدي ومختلف تماما, وأهم ما فيه أنه يوضح للمشاهد كواليس العمل, والبرنامج بالنسبة لي مختلف لأنه يوجد به ميلودراما في الأستوديو وأقرب للتمثيل وفكرته برنامج مألوف ولكنه يجعل المشاهد جزءا من إعداد البرنامج ويتعرف علي كواليسه وتفاصيل العمل داخله وجزء من الحوار بين المعدين وبين إبراهيم عيسي والجزء الآخر تلقائي, طقوس العمل وأن يتعرف عليها المشاهد حتى أن الناس كان كثيرين منهم لا يعلمون عن كيفية الإعداد لهذا العمل وتفاصيله لدرجة أن أناس كثيرين اكتشفوا فعلا ما نعانيه وشغلنا الصعب فعلا. ماذا عن تجربة كتابة الست كوم؟ تجربتا "حرمت يا بابا", والمسلسل "سلطة بلدي" كانا من التجارب التي استمتعت بالعمل فيهما ولكن بعد الثورة توقف سوق الدراما وبعدها كلمني محمد هاني من السي بي سي وكان يحتاج لمن يقدم شغلا مختلفا وكنت تعرفت عليه خلال فترة عملي القصيرة في "البيت بيتك" أثناء بثه خلال التليفزيون المصري, فأنا لا أحب أن أقدم شيئا تقليديا أحب أن أقدم شغلا مختلفا حتى لو كان يبدو "مفرقع" أو مجنون, وقناة السي بي سي من خلال البرنامج أعطتني فرصة كبيرة جدا ويرجع لها الفضل في ظهوري كمراسلة من نوع مختلف وغير تقليدي. تجربتك كمذيعة في الأستوديو لماذا لم تكتمل؟ أنا أحب النزول إلي الشارع أكثر من تواجدي داخل الأستوديو, ورغم ذلك كنت سعيدة بهذه التجربة بظهوري للتقديم يوم الأربعاء داخل برنامج اجتماعي كبير مثل الستات ميعرفوش يكدبوا, وعملت مع ايمي ورنا سماحة لشهرين منتظمين وتوقفنا في رمضان كبرنامج لتغيير الخطة البرامجية والمفترض أننا كنا نرجع بعد رمضان كي نضبط الشغل ولكن كل شيء توقف, ولكن التجربة نفسها تضيف إلي الرصيد المهني والتجارب المختلفة تكسب المذيع مهارات في التعامل سواء مع الكاميرا أو مع الناس سواء داخل أو خارج الأستوديو فالخبرات في مجال العمل الإعلامي يجب أن تكون متراكمة حتي يمكنها أن تصنع مذيعا ناجحا جدا. أصعب الحلقات التي قمت بها؟ كانت حلقة المدارس وكنت أول مرة أبكي فيها ونفسياً تعبت جدا لأن الأولاد في المدارس هجموا علي بعد أن قال لهم الأستاذ بالمدرسة أن يجروا ورائي ويرموني بالطوب وأول مرة خلال عملي أشعر بالاهانة ولا أعرف كيف احصل علي حقي, فمن سأشكوه هل الأولاد ...أم المدرس فمن سأقاضي الأطفال أم مدرسة كاملة, وبالتالي كانت من أصعب الحلقات التي قدمتها لدرجة أنني بكيت عند مشاهدتي للحلقة حتى بعد الانتهاء منها وقلت لهم:" مش عايزة اشتغل تاني وقعدت فترة محبطة". ماذا تنوين تقديمه الفترة القادمة؟ كل التجارب السابقة, لم أقدم فيها ما أتمنى أن أقدمه, ولكنى أتمني تقديم برنامج اجتماعي ساخر يكون جزء كبير جداً منه قائما مع الناس في الشارع, لأن شغل الشارع حيوي كما أنه مليء بالأفكار, كما أن الناس تريد من يسمعها من يذهب إليها فعلا فأنا أعشق العمل في البرامج الاجتماعية التي تذهب إلي الناس وتناقش أفكارهم.