تتعدد أحلام الشباب الجامعى خلال سنوات الدراسة، فالبعض يحلم بأن يعمل بشهادته ويكون مستقبله ويصبح له شأن فى تخصصه، والبعض يحلم بالاستمرار فى الدراسة الأكاديمية ليصبح أستاذا جامعيا ليواصل مسيرة البحث والدراسة، والبعض يحلم بالزواج وتكوين بيت وأسرة مستقلة، والبعض الآخر يحلم بالسفر للخارج، إما لتزويد معارفه وخبراته، أو للعمل وتكوين مستقبله وذاته. فمنذ عدة سنوات كان المقبل على إكمال الدراسة الأكاديمية قليل، يكاد يستطيع عده، وكان السبب الوحيد وراء استكمال الدراسة الأكاديمية هو البحث وحب العلم والعمل كأستاذ جامعى. أما الآن فالوضع اختلف كثيرا، فأصبح الكثيرون بمجرد حصولهم على شهادة التخرج يسرعون إلى التقدم للدراسات العليا . وأصبح المتقدمون للدراسات العليا كثيرين، يكاد معظم دفعة الخريجين يتقدمون للدراسات العليا، فما السبب؟! هل التهاون فى شروط الالتحاق السبب؟ أم الرغبة فى مواصلة الدراسة؟ أم حبا فى العلم والاستفادة؟ أم سبب آخر ؟ فتقول الطالبة- ندى عزت- الطالبة بتمهيدى الماجستير بكلية الحقوق بجامعة القاهرة: "إنها تحب دراسة الحقوق جدا؛ فلذلك تقدمت للدراسات العليا للحصول على درجة الدكتوراه، أملا فى التعيين بمجلس الدولة". وأضاف الطالب- الحسينى رأفت- الطالب بالماجستير بكلية الإعلام جامعة القاهرة: إنه عندما تخرج من كلية الإعلام لم يجد نفسه وذاته فى أى نوع من أنواع الإعلام، فلجأ الى الدراسات العليا حتى يستطيع العمل كأستاذ جامعة بإحدى الجامعات الخاصة أو أكاديميات الإعلام. وأوضح الطالب- أحمد هندى- الطالب بالماجستير بكلية التجارة جامعة حلوان: أنه عندما تخرج منذ ثلاث سنوات وحتى الآن لم يجد وظيفة تناسبه، ولم يجد أى عمل بالمؤسسات الخاصة يكون لها علاقة بشهادته ولو بصلة بسيطة، فمعظم الوظائف التى توافرت أمامه مندوب مبيعات، كول سنتر، خدمة عملاء، أو عامل. وذكر أنه لجأ الى الدراسات العليا هربا من البطالة، وللتخلص من لقب عاطل الذى يلاحقه فى كل وقت وفى كل مكان. ويتفق معه فى نفس الهدف الطالب "أيمن عبد الله" بالماجستير بكلية الآداب جامعة عين شمس، أنه منذ تخرجه منذ 3 سنوات لم يعمل بشهادته شهرا واحدا؛ فلجأ الى الدراسات العليا؛ ربما تعدل من حاله. وأوضح أنه الآن يعمل "مبلط"حتى يستطيع الإنفاق على الدراسات العليا، أملا أن كل هذا لا يضيع بلا فائدة. وأشارت الطالبة- هند عمار- الطالبة بالماجستير بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أنها لجأت إلى الدراسات العليا التى قد تتعدى مصروفاتها آلاف الجنيهات هربا من لقب "عانس". فقالت هند: "كل أصحابي وأقاربي البنات إما اتخطبت،أو اتجوزت ومعاها أولاد كمان؛ فلجأت للدراسات العليا هربا من قعدة البيت والهروب من نظرات الناس على أنى عانس، وحتى يكون لى سبب لتأخر الزواج وهو"أنى مازلت أدرس". وتوافقها الرأى الطالبة- شيماء خلف- الطالبة بتمهيدى الماجستير بكلية الآداب جامعة القاهرة، قائلة: "بعد أن تخرجت فى كلية الآداب عملت مدرسة بمدرسة خاصة لمدة عامين، ولكن لم أجد نفسى فى تلك المهنة، وحتى الآن لم أستطع تكوين أسرة مستقرة، فحتى الآن لم تتم خطبتى، فلجأت للدراسات العليا حتى يراني الناس ربما أتزوج عن قريب". وأكد والد الطالبة "ش.ع"- الطالبة بدبلومة كلية الحقوق جامعة القاهرة أنه هو الذي دفع بابنته للتقدم للدراسات العليا، للتعرف على الشخصيات المرموقة، ربما يتقدم أحدهم لخطبتها. وذكر أنه يتحمل نفقة الكثير من المصروفات التى قد تصل إلى 3 آلاف شهريا، من أجل تحقيق هدفه فى تقدم ابنته للدراسات العليا وهو "الزواج". فبعد أن كانت الدراسات العليا مقتصرة على محبى العلم والراغبين فى مواصلة العمل الأكاديمى، أصبحت الدراسات العليا وسيلة للهروب من مشكلات الواقع الذي نعيشه من بطالة وعنوسة وعدم الاستقرار والمستقبل المجهول.