"أنا عايزة باسوورد موبايلك" .. هذه الجملة قد تصبح مستصغر الشرر الذي ينطلق منه بركان الخلافات الزوجية ، وقد ينتهي هذا الشجار بكلمة "طلقني"، فمثلما كانت التكنولوجيا وسيلة سريعة للتواصل وتقرب البعيد وتقلل المسافات، إلا أنها كانت في أغلبها نقمة، حيث ارتفعت معدلات الطلاق في الفترة الأخيرة بين الشباب في سن 25 – 35 سنة إلي أعلي معدلات لها وفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لتصل إلي 40 % بعد أن كانت 7 % .. والسبب هو الدردشة .. وزمان كانت الزوجة تفتش في أوراق زوجها ومحفظته بحثا عن دليل ضده أو لكي تطمئن"مؤقتا" أنه لا يخونها، أما الآن فالحال تبدل وأصبحت تبحث عن الباسوورد لموبايله وتدخل إلي عالمه السري الذي لا يفارقه الزوج إلا بدخوله إلي النوم، هذه الحالة تسببت في ارتفاع حالات الطلاق بسبب الواتس آب والفيس بوك .. وقد أكدت آخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع نسبة الطلاق فى فئة الشباب (18-29 سنة) حيث بلغت30.1 % للذكور، بينما بلغت النسبة للإناث 53.6% من إجمالى حالات الطلاق عام 2009، فى حين بلغت نسبة المتزوجين فى الفئة العمرية (18-29 سنة) 66.7% من إجمالى حالات الزواج للذكور، بينما بلغت نسبة المتزوجات من الإناث 87.8% من إجمالى حالات الزواج عام 2009 ، وذلك وفقاً لإحصاءات الزواج والطلاق. وتصدرت مصر لتصبح الأولي علي مستوي العالم في حالات الطلاق وفقا لإحصائيات أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، حيث سجلت نسبة الطلاق من 7 % لتصل إلي 40 % في الخمسين عاماً الأخيرة فقط، وارتفاع نسبة الطلاق بين عامي 1990 -2013 لتصل إلي 143%. خناقات الفيس بوك حاتم عبد الفتاح محاسب في أحد البنوك -35 سنة - أب لطفلين يقول: في بداية زواجي لم تكن زوجتي تهتم كثيرا بالانترنت، وكان وقتها الفيس بوك حاجة جديدة، ومش كل الناس لها حسابات شخصية عليه، وبعد أن أنجبنا ابننا الأول قمت بإنشاء حساب لها علي الفيس بوك كنوع من أنواع التسلية والتعرف علي الأخبار والمعلومات التي يمكن أن تفيدها من خلال صفحات الأطفال والطبخ، ولكنها أصبحت "مدمنة" في استخدامه والمحادثات من خلاله، وطبعاً أصبحت الحياة الشخصية مشاعا للجميع، فمثلاً عندما تقوم بعمل أكلة حلوة تصورها وترفعها علي الفيس بوك إلي صديقتها، وكذا الأمر في كل شيء في شراء الملابس الجديدة لي وللأولاد وفي خروجاتنا العائلية، وأصبح خلافنا الدائم بسبب الفيس بوك الذي حرمنا من الخصوصية، حتي أثناء تحضير الطعام يكون الموبايل رفيقها الدائم في المطبخ. عزلة إجبارى الموضوع مش وقت فراغ ونقضيه علي الفيس بوك والواتس آب، ولكن الرجالة أصبحوا أكثر من الستات في استخدام الموبايل هذا رأي مي سلامة 29 سنة – متزوجة ولديها ولد وبنت، وتقول: زوجي يعمل في البورصة وطبعا طوال الوقت ماسك الموبايل وأنا لا أستطيع أن أقول شيئا لأن عمله كله مرتبط بالاتصالات ومتابعة الأسهم، ولكن كل يوم ادعو علي اللي اخترع الموبايل لأنه خلاني مش عارفة أحس إني لى أسرة زي ما تربينا واحنا صغيرين حتي أن الأولاد كل واحد منهم في يده التاب الخاص به، وأصبحنا في عزله فعلاً، ورغم أني أحاول أمنعهم من استخدامه إلا أنه يبدو أن الجيل الحالي كله كده، وهذا ما يجعلني أيضا مضطرة إلي استخدامه ليصبح كل واحد منا في عالمه وأصبح الموبايل أقرب صديق بعد العزلة الإجباري التي فرضها علينا. وكمان ...أون لاين كل واحد وفقا لاستخدامه، ولكن الموبايل بكل تطبيقاته بالنسبة لي أصبح مثل "غسل وشي" كل يوم الصبح هذا ما أكده لنا أيمن محمود- مهندس 35 سنة- ويكمل: أعمل في البحرين وأهلي وزوجتي وأبنائي في مصر، وبالتالي الموبايل وسيلة الاتصال الوحيدة بيني وبينهم، والتي تخفف علي ألم الغربة، فأنا اعتدت استخدام الفيس بوك والواتس آب، ولا أتخيل يومي عندما يفصل أو ينتهي شحنه، وقمت بشراء شاحن متنقل حتي أتمكن من جعل تليفوني مفتوحا باستمرار، وأوضح أنه رغم البعد إلا أنه ليس بمأمن من الخلافات الزوجية بسبب الموبايل، وقال : زوجتي تتابعني متي دخلت علي الفيس، وتبقي خناقة لو كنت "أون لاين" ومكلمتهاش، وتبدأ حلقة الاستجواب بتعمل ايه؟ ..بتكلم مين؟.. نمت امتي أمبارح؟...وهكذا، فالمشكلة ليست فقط في الواتس آب والفيس بوك، ولكن هناك العشرات من التطبيقات الأخري التي يمكن أن أتواصل من خلالها مع أصدقائي، ولكن كلما أبتعد عن المشكلات وأقوم بتحميل تطبيق جديد أجد زوجتي قامت بتحميله لتتابعني من خلاله، واللي عايز يعمل حاجة غلط مش هيستأذن، فالوسيلة واحدة مهما اختلفت التطبيقات، ويمكن استخدامها إما بطريقة صح أو غلط، وكل واحد وضميره.
طلاق الواتس آب لم يكن يعلم (جان كوم) - الشاب الأوكراني مبتكر برنامج التصفح الأكثر شهرة الواتس آب الذي يبلغ عدد مستخدميه ما يزيد عن ال 300 مليون مستخدم منذ بداية العمل به في 2009 – أنه سيكون السبب وراء العديد من حالات الطلاق التي تمت سواء علي صفحات المحادثات أو علي الأقل بسببها، ويحكي لنا محمود 30 سنة مطلق أن مشاكله مع زوجته السابقة كانت بسبب استخدام الواتس آب وحديثها المستمر مع صديقاتها وأهلها، فدائما الأكل محروق، أو البيت مهمل؛ بسبب جلوسها المستمر بالساعات واستخدام الواتس آب، فضلا عن أن أسرار البيت كلها لدي أهلها بسبب الواتس آب وبالصور، وفي لحظة حدوثها، ونبهتها كثيرا إلي هذا الموضوع دون استجابة، وتقول لي عادي كل الناس بتعمل كده ، وهم كمان بيشاركوني حياتهم وحاجاتهم، وكانت المشكلة الكبري قد بدأت بسبب أنني قرأت أحد محادثاتها مع صديقاتها، وتحكي لهن عن مشكلة حدثت بيننا، وطبعا مع تكرار الأمر حسيت أن مفيش فايدة وانفصلنا، ولم يكن الواتس أو نقل الكلام هو المشكلة الوحيدة، ولكنه كان أحد أسباب الانفصال بيننا؛ لذلك عندما تقدمت للخطبة كان أحد أهم شروطي احترام خصوصية البيت، وعدم نقل أسرار البيت علي الواتس آب أو الفيس بوك سواء للأهل أو الأصدقاء.
متي تفتش الزوجة موبايل زوجها؟ لماذا يكون من حق الزوج مطالبتي بالباسورد، وأنه يقعد جنبي وأنا بتكلم أو بدردش وأنا لا يحق لي هذا؟... وعندما أطلب منه الباسوورد الخاص به يتهرب، هذا السؤال طرحته "ريم عبد القادر" 29 سنة متزوجة منذ 3 سنوات وتعمل بإحدي الشركات الخاصة، وتقول: الزوج لا يري إلا نفسه وأنه دائما علي صواب، ونحن لا نزال نعيش في مجتمع يقبل علي الولد ما لا يقبله علي البنت، فهناك الكيل بمكيالين، فمن حق زوجي أن يدخل علي الفيس والواتس والفايبر، ويتحدث بالساعات وعندما أسأله يقول لي: أتحدث مع أصدقائي، كلام مينفعش تشوفيه، ويرفض تماما أن أطلع علي المحادثات بينهم، وأحيانا ما يخفي محادثاته ويقوم بمسحها أولا بأول، حتي لا أتمكن من أن أمسك عليه غلطة، وتابعت: الفكرة ليست من يمسك علي من غلطة، ولكن ورغم شدة ارتباطنا بالموبايلات واستخدامنا المكثف لها إلا أن زمان كان فيه راحة بال وروقان، فاستخدام الفيس بوك والبرامج أصبح إدمانا، لدرجة أن لي إحدي صديقاتي إذا وضعت مانيكير تقوم بتصويره علي الفيس بوك لتأخذ رأينا فيه.
أنا مش دادة للأولاد بينما ترفض "مشيرة محمد" 29 سنة أن تتحول فقط إلي مجرد زوجة ودادة للأولاد، وتقول: لاحظت أن زوجي بدأ يهتم كثيرا بالموبايل، وأصبح لا يفارقه حتي عند دخوله إلي "الحمام" وفي كل مكان، وعندما ينام يضعه بالقرب منه، وما جعلني أشك أنني أخذت التليفون عندما كان نائما لأقوم بعمل مكالمة لأن رصيدي خلص ، وما إن اقتربت من الموبايل وجدته استيقظ فجأة و"بيزعق" أني أخذته دون استئذانه، وطبعا كل هذا الحرص وراءه بالتأكيد سر، وعندما واجهته بسبب التغيير المفاجئ، بعد أن كان مهملا للموبايل ولا يرد حتى علي من يتصل به، أنكر وأنه لا داعي للحديث في هذه التفاهات وقال لي:" خدي بالك من عيالك أحسن والزوجة العاقلة تهتم بعيالها وجوزها"، ولكنني قررت أن أعرف فقمت بشراء رقم تليفون آخر، وتعرفت عليه من خلال الواتس وأخبرته أنني متزوجة وظلت المحادثات بيننا لفترة أسابيع واتفقنا علي المقابلة، وكنت وقتها عند والدتي وتركت معها الأولاد وأول ما شافني قال لي: ايه اللي جابك هنا؟ ليكتشف أنني التي كنت أحدثه وقلت له: "زي ما هتعمل ..هتلاقي" وحدثت خناقة كبيرة بيننا، ورغم أنني لم أتمكن من معرفة كل تفاصيل المحادثات التي علي موبايله إلا أن هذا الدرس كفيل.
الفيس بوك ناصية شارع بينما يري أحمد عبد العال- محامي- أن الفيس بوك مجتمع مريض، وأن الجميع الآن متعلم وغير متعلم أصبح يستخدمه؛ وبالتالي انتشرت فيه المعاكسات وقله الأدب، وكأننا نقف علي ناصية شارع لأنه مجتمع افتراضي بلا رقيب ويغيب فيه الضمير، ونجد من ينشر صورة دعاء ثم يليه مقطع لراقصة علي حساب نفس الشخص، وبالتالي هو مجتمع يدعي المثالية والتدين، وفى باطنه مصائب كثيرة وأنا لا أمانع زوجتي من استخدامه، ولكنني حذرتها من مساوئه وحصلت منها علي الباسورد الخاص بها، وقمت بنفسي بإعطائها الباسوورد الخاص بي حتي تكون الثقة متبادلة.
خيانة زوج بينما تحكي- بأسى- شيماء حسان، مطلقة ولديها ابنة عمرها 8 سنوات، أن سبب انفصالها كان بسبب الواتس آب وتقول : بدأ زوجي السابق حاله يتغير، وبعد أن كنا نعيش حياة سعيدة وتزوجنا بعد قصة حب طويلة منذ أيام الجامعة، إلا أنه بدأ يتحدث مع زميلته في العمل علي الواتس آب لساعات طويلة، وما كان يطمئنني نسبيا أنها كانت تكبره ب 3 أعوام، ولكن لم تشفع لي قصة الحب بيننا والتي استمرت ل 11 سنة، ورغم أنه لم يتغير في معاملته لي إلا أنه فجأة ودون سابق إنذار قرر أن ينفصل عني، وبدأ يختلق المشكلات ليحدث الانفصال ويتزوج من حبيبته الجديدة ويضحي بي وبابنته، لدرجة أنني أحيانا أخرج بغضبي علي ابنتي لكونها شديدة الشبه بأبيها في ملامحه وتصرفاته، وأعود منهارة لأنها ليس لها ذنب. كما تدين تدان ويوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش- عضو مجمع البحوث الإسلامية- قائلا: لا شك أن التقدم العلمي له أثره الكبير في نمو المجتمع وتقدمه واستقراره، ولكن للأسف الشديد أن معظم مستخدمي هذه الوسائل الحديثة بدلا من أن يستخدموها فيما يرضي الله وينفع الشعوب والأمم، استخدموها بطريقة خاطئة وفيما يغضب الله، ولقد حدثت مئات حالات الانفصال بسبب الموبايلات والفيس بوك وغيرها من البرامج والمحادثات، وأحد المآسي التي مررت بها شخصيا، كنت في أمريكا في مركز بيت المقدس الاسلامي بنيويورك وإذا بفتاة مصرية تجوب المراكز الإسلامية لجمع ثمن تذكرة للعودة إلي مصر، وحين سألتها وتبينت أنها تعرفت علي شاب في أمريكا وعرض عليها الزواج عن طريق الصور والدردشة والمحادثات ووافقت وزفت إليه، وحينما وصلت إليه في عقر داره إذا به سكير عربيد أخذ مالها وحقوقها وطردها في الشارع، فهذه هي المآسي التي استغلها شبابنا الفاسد أما لو تم استغلال هذه الوسائل العملية الحديثة في خدمة العلم والعلماء لكان حالنا أفضل مما نحن عليه. ويعلق الشيخ علي حالات الانفصال التي تحدث بسبب برامج المحادثات باختلافها قائلا: للأسف هؤلاء لا يقدرون إلا شهواتهم ونزواتهم ويضحون بأولادهم ليصبحوا أولاد شوارع، فالأسرة إذا بنيت علي أساس سليم واختيار كما بينه- صلي الله عليه وسلم- فإن أركان هذه الأسرة ستظل راسخة، ولكن للأسف الشديد معظم حالات الانفصال تأتي بسبب عدم الثقة بين الزوجين وافتتان المرأة بمعسول كلام من رجل آخر، وافتتان الرجل بمعسول كلام من امرأة أخري، ويترتب علي ذلك تشريد الأسر وبعدها يندم الزوجان، ويعرف الزوج أنه كان علي غير حق وانه خدع، ولو علم كل من الزوجين أن إبليس اللعين يرسل أعوانه ويسألهم آخر النهار ماذا فعلتم؟ قال الأول: جعلت فلانا يزني بفلانة، والثاني: جعلت فلانا يقتل فلانا، والثالث: جعلت فلانا يشرب الخمر، ويأتي آخر فيقول: جعلت فلانا يطلق زوجته، قال له إبليس أنت أحب إلي منهم، ولو علم الزوجان أن الحياة الزوجية رباطا مقدساً، وأن كلا منهما يضع نصب عينيه حديث الرسول- صلي الله عليه وسلم- (فيما معناه): "افعل يا ابن آدم كما شئت .. كما تدين تدان" لانصلح حال الأسر. تكبير الدماغ ممنوع بينما قالت الدكتورة سامية خضر- أستاذة علم الاجتماع-: إنه لا غني عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لابد ألا نجعلها تكون سببا في زيادة وتفاقم المشكلات بين الزوجين، وأن تفرض عليهم نوعا من العزلة المنزلية وأن كل فرد منهم يعيش في جزر منعزلة، وعلي الزوجة أن تلتفت إلي أن انتشار هذا الفيرس قد يمتد لأولادها، ومن ثم تفقد لغة التواصل والحوار، فهذه البرامج قد لا تؤدي إلي انفصال الأسرة فقط، بل من الممكن أن تؤدي إلي ضياع الأولاد في سن المراهقة بأنهم يلجئون إلي تلقي النصائح والمعلومات غير الموثوق فيها من الخارج، ولا نعلم ما مصدرها، ولكن لابد أن تظل الحياة في داخل سياج صحي آمن، وهناك بعض العادات البسيطة التي تلم شمل الأسرة والتي فقدناها وفقدنا معها تواصلنا مثل الالتفاف حول مائدة السفرة، والخروج أسبوعيا الأسرة كلها مجتمعة، والذهاب إلي مصيف عائلي ، كل هذه الأمور من شأنها أن توجد الدفء وتذيب جبال الجليد التي تبنيها برامج الدردشة والاستخدام المستمر للموبايل، فغياب الحوار المباشر بين الأزواج حتي لو كان يتناول مشكلات الأسرة والأولاد مهم جدا؛ لأن "تكبير الدماغ" والتغاضي عن الحديث أو ما يسمي بالخرس الزوجي يفتح باب الخيانة الالكترونية من خلال الفضفضة إلي الآخرين، وتزيد من احتماليه تعرض الأسرة لمخاطر التفكك.
بينما أكد الدكتور محمد المهدي- أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر- أن أسباب الطلاق ترجع لعدم التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج، حتي يتعرف كل زوج علي الآخر بشكل صحيح، ويتقبله كشريك حياة، فكل طرف يريد الآخر كما يريد لنفسه، وليس كما هو عليه، ويبدأ يبحث عما هو مفقود لديه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وربما تكون في زوجته العديد من المزايا، ولكنه يبحث عن المفقود دائما دون النظر إلي الجوانب الايجابية الأخري، وهكذا الحال بالنسبة للزوجة التي تريد حياة أفضل ومعاملة أكرم، وتبدأ تبحث عما تفقده من خلال الحديث إلي صديقاتها والدردشة مع زملائها في العمل لتعويض الاحتياج النفسي المفقود وسد هذا الفراغ، ولكن لا ينتبه إلا بعد فوات الأوان، وتصبح الأسرة كلها في حالة عزلة وليس الأبناء فقط، وقد أثبتت الدراسات السيكولوجية أن 85% من أبناء المطلقين يعيشون في عزلة نفسية، ويلجئون للمخدرات في مرحلة ما، وأوضح أن هناك فرقا بين الخصوصية وبين القيام بتصرفات خاطئة تحت مظلتها، فالخصوصية تعني احترام الآخر ومشاعره وعمله وتفاصيل يومه، ولكن بشكل لا يثير الشك ودون مواربة أو التفاف، فثقة الزوجين تخلق من الخصوصية ما يجعل هذا الفاصل الرفيع يتلاشي تماما.