«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفيس بوك ناصية شارع .. والواتس آب غرف خيانة
نشر في بوابة الشباب يوم 27 - 08 - 2015

"أنا عايزة باسوورد موبايلك" .. هذه الجملة قد تصبح مستصغر الشرر الذي ينطلق منه بركان الخلافات الزوجية ، وقد ينتهي هذا الشجار بكلمة "طلقني"، فمثلما كانت التكنولوجيا وسيلة سريعة للتواصل وتقرب البعيد وتقلل المسافات، إلا أنها كانت في أغلبها نقمة، حيث ارتفعت معدلات الطلاق في الفترة الأخيرة بين الشباب في سن 25 – 35 سنة إلي أعلي معدلات لها وفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لتصل إلي 40 % بعد أن كانت 7 % .. والسبب هو الدردشة .. وزمان كانت الزوجة تفتش في أوراق زوجها ومحفظته بحثا عن دليل ضده أو لكي تطمئن"مؤقتا" أنه لا يخونها، أما الآن فالحال تبدل وأصبحت تبحث عن الباسوورد لموبايله وتدخل إلي عالمه السري الذي لا يفارقه الزوج إلا بدخوله إلي النوم، هذه الحالة تسببت في ارتفاع حالات الطلاق بسبب الواتس آب والفيس بوك ..

وقد أكدت آخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع نسبة الطلاق فى فئة الشباب (18-29 سنة) حيث بلغت30.1 % للذكور، بينما بلغت النسبة للإناث 53.6% من إجمالى حالات الطلاق عام 2009، فى حين بلغت نسبة المتزوجين فى الفئة العمرية (18-29 سنة) 66.7% من إجمالى حالات الزواج للذكور، بينما بلغت نسبة المتزوجات من الإناث 87.8% من إجمالى حالات الزواج عام 2009 ، وذلك وفقاً لإحصاءات الزواج والطلاق. وتصدرت مصر لتصبح الأولي علي مستوي العالم في حالات الطلاق وفقا لإحصائيات أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، حيث سجلت نسبة الطلاق من 7 % لتصل إلي 40 % في الخمسين عاماً الأخيرة فقط، وارتفاع نسبة الطلاق بين عامي 1990 -2013 لتصل إلي 143%.
خناقات الفيس بوك
حاتم عبد الفتاح محاسب في أحد البنوك -35 سنة - أب لطفلين يقول: في بداية زواجي لم تكن زوجتي تهتم كثيرا بالانترنت، وكان وقتها الفيس بوك حاجة جديدة، ومش كل الناس لها حسابات شخصية عليه، وبعد أن أنجبنا ابننا الأول قمت بإنشاء حساب لها علي الفيس بوك كنوع من أنواع التسلية والتعرف علي الأخبار والمعلومات التي يمكن أن تفيدها من خلال صفحات الأطفال والطبخ، ولكنها أصبحت "مدمنة" في استخدامه والمحادثات من خلاله، وطبعاً أصبحت الحياة الشخصية مشاعا للجميع، فمثلاً عندما تقوم بعمل أكلة حلوة تصورها وترفعها علي الفيس بوك إلي صديقتها، وكذا الأمر في كل شيء في شراء الملابس الجديدة لي وللأولاد وفي خروجاتنا العائلية، وأصبح خلافنا الدائم بسبب الفيس بوك الذي حرمنا من الخصوصية، حتي أثناء تحضير الطعام يكون الموبايل رفيقها الدائم في المطبخ.
عزلة إجبارى
الموضوع مش وقت فراغ ونقضيه علي الفيس بوك والواتس آب، ولكن الرجالة أصبحوا أكثر من الستات في استخدام الموبايل هذا رأي مي سلامة 29 سنة – متزوجة ولديها ولد وبنت، وتقول: زوجي يعمل في البورصة وطبعا طوال الوقت ماسك الموبايل وأنا لا أستطيع أن أقول شيئا لأن عمله كله مرتبط بالاتصالات ومتابعة الأسهم، ولكن كل يوم ادعو علي اللي اخترع الموبايل لأنه خلاني مش عارفة أحس إني لى أسرة زي ما تربينا واحنا صغيرين حتي أن الأولاد كل واحد منهم في يده التاب الخاص به، وأصبحنا في عزله فعلاً، ورغم أني أحاول أمنعهم من استخدامه إلا أنه يبدو أن الجيل الحالي كله كده، وهذا ما يجعلني أيضا مضطرة إلي استخدامه ليصبح كل واحد منا في عالمه وأصبح الموبايل أقرب صديق بعد العزلة الإجباري التي فرضها علينا.
وكمان ...أون لاين
كل واحد وفقا لاستخدامه، ولكن الموبايل بكل تطبيقاته بالنسبة لي أصبح مثل "غسل وشي" كل يوم الصبح هذا ما أكده لنا أيمن محمود- مهندس 35 سنة- ويكمل: أعمل في البحرين وأهلي وزوجتي وأبنائي في مصر، وبالتالي الموبايل وسيلة الاتصال الوحيدة بيني وبينهم، والتي تخفف علي ألم الغربة، فأنا اعتدت استخدام الفيس بوك والواتس آب، ولا أتخيل يومي عندما يفصل أو ينتهي شحنه، وقمت بشراء شاحن متنقل حتي أتمكن من جعل تليفوني مفتوحا باستمرار، وأوضح أنه رغم البعد إلا أنه ليس بمأمن من الخلافات الزوجية بسبب الموبايل، وقال : زوجتي تتابعني متي دخلت علي الفيس، وتبقي خناقة لو كنت "أون لاين" ومكلمتهاش، وتبدأ حلقة الاستجواب بتعمل ايه؟ ..بتكلم مين؟.. نمت امتي أمبارح؟...وهكذا، فالمشكلة ليست فقط في الواتس آب والفيس بوك، ولكن هناك العشرات من التطبيقات الأخري التي يمكن أن أتواصل من خلالها مع أصدقائي، ولكن كلما أبتعد عن المشكلات وأقوم بتحميل تطبيق جديد أجد زوجتي قامت بتحميله لتتابعني من خلاله، واللي عايز يعمل حاجة غلط مش هيستأذن، فالوسيلة واحدة مهما اختلفت التطبيقات، ويمكن استخدامها إما بطريقة صح أو غلط، وكل واحد وضميره.

طلاق الواتس آب
لم يكن يعلم (جان كوم) - الشاب الأوكراني مبتكر برنامج التصفح الأكثر شهرة الواتس آب الذي يبلغ عدد مستخدميه ما يزيد عن ال 300 مليون مستخدم منذ بداية العمل به في 2009 – أنه سيكون السبب وراء العديد من حالات الطلاق التي تمت سواء علي صفحات المحادثات أو علي الأقل بسببها، ويحكي لنا محمود 30 سنة مطلق أن مشاكله مع زوجته السابقة كانت بسبب استخدام الواتس آب وحديثها المستمر مع صديقاتها وأهلها، فدائما الأكل محروق، أو البيت مهمل؛ بسبب جلوسها المستمر بالساعات واستخدام الواتس آب، فضلا عن أن أسرار البيت كلها لدي أهلها بسبب الواتس آب وبالصور، وفي لحظة حدوثها، ونبهتها كثيرا إلي هذا الموضوع دون استجابة، وتقول لي عادي كل الناس بتعمل كده ، وهم كمان بيشاركوني حياتهم وحاجاتهم، وكانت المشكلة الكبري قد بدأت بسبب أنني قرأت أحد محادثاتها مع صديقاتها، وتحكي لهن عن مشكلة حدثت بيننا، وطبعا مع تكرار الأمر حسيت أن مفيش فايدة وانفصلنا، ولم يكن الواتس أو نقل الكلام هو المشكلة الوحيدة، ولكنه كان أحد أسباب الانفصال بيننا؛ لذلك عندما تقدمت للخطبة كان أحد أهم شروطي احترام خصوصية البيت، وعدم نقل أسرار البيت علي الواتس آب أو الفيس بوك سواء للأهل أو الأصدقاء.

متي تفتش الزوجة موبايل زوجها؟
لماذا يكون من حق الزوج مطالبتي بالباسورد، وأنه يقعد جنبي وأنا بتكلم أو بدردش وأنا لا يحق لي هذا؟... وعندما أطلب منه الباسوورد الخاص به يتهرب، هذا السؤال طرحته "ريم عبد القادر" 29 سنة متزوجة منذ 3 سنوات وتعمل بإحدي الشركات الخاصة، وتقول: الزوج لا يري إلا نفسه وأنه دائما علي صواب، ونحن لا نزال نعيش في مجتمع يقبل علي الولد ما لا يقبله علي البنت، فهناك الكيل بمكيالين، فمن حق زوجي أن يدخل علي الفيس والواتس والفايبر، ويتحدث بالساعات وعندما أسأله يقول لي: أتحدث مع أصدقائي، كلام مينفعش تشوفيه، ويرفض تماما أن أطلع علي المحادثات بينهم، وأحيانا ما يخفي محادثاته ويقوم بمسحها أولا بأول، حتي لا أتمكن من أن أمسك عليه غلطة، وتابعت: الفكرة ليست من يمسك علي من غلطة، ولكن ورغم شدة ارتباطنا بالموبايلات واستخدامنا المكثف لها إلا أن زمان كان فيه راحة بال وروقان، فاستخدام الفيس بوك والبرامج أصبح إدمانا، لدرجة أن لي إحدي صديقاتي إذا وضعت مانيكير تقوم بتصويره علي الفيس بوك لتأخذ رأينا فيه.

أنا مش دادة للأولاد
بينما ترفض "مشيرة محمد" 29 سنة أن تتحول فقط إلي مجرد زوجة ودادة للأولاد، وتقول: لاحظت أن زوجي بدأ يهتم كثيرا بالموبايل، وأصبح لا يفارقه حتي عند دخوله إلي "الحمام" وفي كل مكان، وعندما ينام يضعه بالقرب منه، وما جعلني أشك أنني أخذت التليفون عندما كان نائما لأقوم بعمل مكالمة لأن رصيدي خلص ، وما إن اقتربت من الموبايل وجدته استيقظ فجأة و"بيزعق" أني أخذته دون استئذانه، وطبعا كل هذا الحرص وراءه بالتأكيد سر، وعندما واجهته بسبب التغيير المفاجئ، بعد أن كان مهملا للموبايل ولا يرد حتى علي من يتصل به، أنكر وأنه لا داعي للحديث في هذه التفاهات وقال لي:" خدي بالك من عيالك أحسن والزوجة العاقلة تهتم بعيالها وجوزها"، ولكنني قررت أن أعرف فقمت بشراء رقم تليفون آخر، وتعرفت عليه من خلال الواتس وأخبرته أنني متزوجة وظلت المحادثات بيننا لفترة أسابيع واتفقنا علي المقابلة، وكنت وقتها عند والدتي وتركت معها الأولاد وأول ما شافني قال لي: ايه اللي جابك هنا؟ ليكتشف أنني التي كنت أحدثه وقلت له: "زي ما هتعمل ..هتلاقي" وحدثت خناقة كبيرة بيننا، ورغم أنني لم أتمكن من معرفة كل تفاصيل المحادثات التي علي موبايله إلا أن هذا الدرس كفيل.

الفيس بوك ناصية شارع
بينما يري أحمد عبد العال- محامي- أن الفيس بوك مجتمع مريض، وأن الجميع الآن متعلم وغير متعلم أصبح يستخدمه؛ وبالتالي انتشرت فيه المعاكسات وقله الأدب، وكأننا نقف علي ناصية شارع لأنه مجتمع افتراضي بلا رقيب ويغيب فيه الضمير، ونجد من ينشر صورة دعاء ثم يليه مقطع لراقصة علي حساب نفس الشخص، وبالتالي هو مجتمع يدعي المثالية والتدين، وفى باطنه مصائب كثيرة وأنا لا أمانع زوجتي من استخدامه، ولكنني حذرتها من مساوئه وحصلت منها علي الباسورد الخاص بها، وقمت بنفسي بإعطائها الباسوورد الخاص بي حتي تكون الثقة متبادلة.

خيانة زوج
بينما تحكي- بأسى- شيماء حسان، مطلقة ولديها ابنة عمرها 8 سنوات، أن سبب انفصالها كان بسبب الواتس آب وتقول : بدأ زوجي السابق حاله يتغير، وبعد أن كنا نعيش حياة سعيدة وتزوجنا بعد قصة حب طويلة منذ أيام الجامعة، إلا أنه بدأ يتحدث مع زميلته في العمل علي الواتس آب لساعات طويلة، وما كان يطمئنني نسبيا أنها كانت تكبره ب 3 أعوام، ولكن لم تشفع لي قصة الحب بيننا والتي استمرت ل 11 سنة، ورغم أنه لم يتغير في معاملته لي إلا أنه فجأة ودون سابق إنذار قرر أن ينفصل عني، وبدأ يختلق المشكلات ليحدث الانفصال ويتزوج من حبيبته الجديدة ويضحي بي وبابنته، لدرجة أنني أحيانا أخرج بغضبي علي ابنتي لكونها شديدة الشبه بأبيها في ملامحه وتصرفاته، وأعود منهارة لأنها ليس لها ذنب.
كما تدين تدان
ويوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش- عضو مجمع البحوث الإسلامية- قائلا: لا شك أن التقدم العلمي له أثره الكبير في نمو المجتمع وتقدمه واستقراره، ولكن للأسف الشديد أن معظم مستخدمي هذه الوسائل الحديثة بدلا من أن يستخدموها فيما يرضي الله وينفع الشعوب والأمم، استخدموها بطريقة خاطئة وفيما يغضب الله، ولقد حدثت مئات حالات الانفصال بسبب الموبايلات والفيس بوك وغيرها من البرامج والمحادثات، وأحد المآسي التي مررت بها شخصيا، كنت في أمريكا في مركز بيت المقدس الاسلامي بنيويورك وإذا بفتاة مصرية تجوب المراكز الإسلامية لجمع ثمن تذكرة للعودة إلي مصر، وحين سألتها وتبينت أنها تعرفت علي شاب في أمريكا وعرض عليها الزواج عن طريق الصور والدردشة والمحادثات ووافقت وزفت إليه، وحينما وصلت إليه في عقر داره إذا به سكير عربيد أخذ مالها وحقوقها وطردها في الشارع، فهذه هي المآسي التي استغلها شبابنا الفاسد أما لو تم استغلال هذه الوسائل العملية الحديثة في خدمة العلم والعلماء لكان حالنا أفضل مما نحن عليه.
ويعلق الشيخ علي حالات الانفصال التي تحدث بسبب برامج المحادثات باختلافها قائلا: للأسف هؤلاء لا يقدرون إلا شهواتهم ونزواتهم ويضحون بأولادهم ليصبحوا أولاد شوارع، فالأسرة إذا بنيت علي أساس سليم واختيار كما بينه- صلي الله عليه وسلم- فإن أركان هذه الأسرة ستظل راسخة، ولكن للأسف الشديد معظم حالات الانفصال تأتي بسبب عدم الثقة بين الزوجين وافتتان المرأة بمعسول كلام من رجل آخر، وافتتان الرجل بمعسول كلام من امرأة أخري، ويترتب علي ذلك تشريد الأسر وبعدها يندم الزوجان، ويعرف الزوج أنه كان علي غير حق وانه خدع، ولو علم كل من الزوجين أن إبليس اللعين يرسل أعوانه ويسألهم آخر النهار ماذا فعلتم؟ قال الأول: جعلت فلانا يزني بفلانة، والثاني: جعلت فلانا يقتل فلانا، والثالث: جعلت فلانا يشرب الخمر، ويأتي آخر فيقول: جعلت فلانا يطلق زوجته، قال له إبليس أنت أحب إلي منهم، ولو علم الزوجان أن الحياة الزوجية رباطا مقدساً، وأن كلا منهما يضع نصب عينيه حديث الرسول- صلي الله عليه وسلم- (فيما معناه): "افعل يا ابن آدم كما شئت .. كما تدين تدان" لانصلح حال الأسر.
تكبير الدماغ ممنوع
بينما قالت الدكتورة سامية خضر- أستاذة علم الاجتماع-: إنه لا غني عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لابد ألا نجعلها تكون سببا في زيادة وتفاقم المشكلات بين الزوجين، وأن تفرض عليهم نوعا من العزلة المنزلية وأن كل فرد منهم يعيش في جزر منعزلة، وعلي الزوجة أن تلتفت إلي أن انتشار هذا الفيرس قد يمتد لأولادها، ومن ثم تفقد لغة التواصل والحوار، فهذه البرامج قد لا تؤدي إلي انفصال الأسرة فقط، بل من الممكن أن تؤدي إلي ضياع الأولاد في سن المراهقة بأنهم يلجئون إلي تلقي النصائح والمعلومات غير الموثوق فيها من الخارج، ولا نعلم ما مصدرها، ولكن لابد أن تظل الحياة في داخل سياج صحي آمن، وهناك بعض العادات البسيطة التي تلم شمل الأسرة والتي فقدناها وفقدنا معها تواصلنا مثل الالتفاف حول مائدة السفرة، والخروج أسبوعيا الأسرة كلها مجتمعة، والذهاب إلي مصيف عائلي ، كل هذه الأمور من شأنها أن توجد الدفء وتذيب جبال الجليد التي تبنيها برامج الدردشة والاستخدام المستمر للموبايل، فغياب الحوار المباشر بين الأزواج حتي لو كان يتناول مشكلات الأسرة والأولاد مهم جدا؛ لأن "تكبير الدماغ" والتغاضي عن الحديث أو ما يسمي بالخرس الزوجي يفتح باب الخيانة الالكترونية من خلال الفضفضة إلي الآخرين، وتزيد من احتماليه تعرض الأسرة لمخاطر التفكك.

بينما أكد الدكتور محمد المهدي- أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر- أن أسباب الطلاق ترجع لعدم التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج، حتي يتعرف كل زوج علي الآخر بشكل صحيح، ويتقبله كشريك حياة، فكل طرف يريد الآخر كما يريد لنفسه، وليس كما هو عليه، ويبدأ يبحث عما هو مفقود لديه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وربما تكون في زوجته العديد من المزايا، ولكنه يبحث عن المفقود دائما دون النظر إلي الجوانب الايجابية الأخري، وهكذا الحال بالنسبة للزوجة التي تريد حياة أفضل ومعاملة أكرم، وتبدأ تبحث عما تفقده من خلال الحديث إلي صديقاتها والدردشة مع زملائها في العمل لتعويض الاحتياج النفسي المفقود وسد هذا الفراغ، ولكن لا ينتبه إلا بعد فوات الأوان، وتصبح الأسرة كلها في حالة عزلة وليس الأبناء فقط، وقد أثبتت الدراسات السيكولوجية أن 85% من أبناء المطلقين يعيشون في عزلة نفسية، ويلجئون للمخدرات في مرحلة ما، وأوضح أن هناك فرقا بين الخصوصية وبين القيام بتصرفات خاطئة تحت مظلتها، فالخصوصية تعني احترام الآخر ومشاعره وعمله وتفاصيل يومه، ولكن بشكل لا يثير الشك ودون مواربة أو التفاف، فثقة الزوجين تخلق من الخصوصية ما يجعل هذا الفاصل الرفيع يتلاشي تماما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.