اختياراته لأدواره واسلوبه الخاص فى التمثيل يدلان علي عمق موهبته الفنية ، فقد بدأ مشواره بمشهد واحد فى فيلم " طيور الظلام " حتى استطاع أن يفرض نفسه على السينما والتلفزيون ، ويرى أنه أهم ممثل مهما كان حجم دوره رغم اقتناعه بأن بعض أفلامه بلا جماهيرية حوار: كريم كمال ، تفاصيل أكثر عن وجهة نظر فتحي عبد الوهاب في الفن والحياة نعرفها في الحوار التالي... حدثنا عن دورك في فيلم زهايمر ..وكيف رُشحت له؟ أقدم دور رجل أعمال يشارك شقيقه في بعض المشاريع فتحدث العديد من الأحداث التي تتسبب في تعارض مصالحهم مع مصالح أبيهم الذي يقوم بدوره الأستاذ عادل إمام، وحين عرض عليّ الاشتراك بالفيلم كنت أقوم بتصوير دوري بمسلسل "كليوباترا" في قلعة الحصن والتي تقع في مدينة حمص بسوريا حيث أتصل بي المنتج الفني عماد مراد ، وبعدما عدت لمصر تقابلنا ورأيت جدول التصوير فوجدت أنه سيتعارض مع تصويري في سوريا ولا يصح أن أعطل الفيلم بسبب ظروفي فاعتذرت ، وبعد ذلك بثلاثة شهور كنت في إجازة ولم يكن فريق عمل الفيلم بدأ التصوير فأتصل بي المخرج عمرو عرفة والأستاذ عادل إمام ووقعت العقد مع المنتجة إسعاد يونس. كيف وجدت الوقوف أمام الفنان عادل إمام؟ التمثيل في حد ذاته لا يفرق من أن يكون أمام فنان معين وآخر وفي النهاية أجسد دوري في السيناريو ولكن بالطبع حينما أقف أمام نجم بخبرة الفنان عادل إمام فمن المؤكد أن التمثيل يكون أجمل. لماذا اخترت مسلسل "كليوباترا" بالتحديد من وسط كل السيناريوهات التي عرضت عليك؟ لأني وجدت أنها ستكون أول مرة أقدم فيها عمل تاريخي بهذا الشكل فمثلا من قبل قدمت شخصية تدور أحداثها أيام الخمسينيات ولكن من خلال "كليوباترا" ستكون أول مرة يعرض علي عمل تدور أحداثه في فترة التاريخ القديم ، وأعجبتني جدا فكرة أني أقدم دور حرامي أيام الفراعنة ..وكان هذا هو الأفيه بالنسبة لي ، فماذا وكيف يسرق رغم أن لديه مجموعة من القيم ، ومجرد أن تسمع عن طبيعة الشخصية تثير فضولك للتعرف على شكلها وطبيعتها وكان هذا هو السبب الرئيسي لإقدامي على عمل هذا الدور. ولكن هل أنت من الفنانين الذين يقبلون فكرة تقديم أدوار السيرة الذاتية؟ ممكن أقبل ذلك ولكن في ظل ظروف مختلفة حيث أن لدي طموح كبير جداً في أن أقدم شخصية الرئيس الراحل محمد نجيب أول رئيس جمهورية في مصر ، ولك أن تتخيل كم التحضير الذي تحتاجه هذه الشخصية ..حيث أن كل ورقة ومستند وكلمة ووثيقة لابد أن أكون مطلعاً عليها، ولذلك هذا الدور لا يمكن أن أقدمه قبل 15 سنة لكي أكون استطعت مذاكرته بالإضافة إلى اقتراب المرحلة السنية بيني وبينه. ما الذي جعلك تتجه للإذاعة من خلال المسلسل الإذاعي "حبيبتي آخر حاجة"؟ لأن الإذاعة بها نوع من الإبداع غير موجود بأي مكان آخر لأنها لا تعتمد على إبداع الفنان فقط بينما يكمله إبداع مساو خاص بخيال المتلقي وكل مستمع له نفس النسبة الخاصة به لأن خيال كل شخص مختلف تماما عن الآخر مثل بصمة اليد، ويبدأ يتفاعل معي بقدر ما يخيل له ، ولذلك فالإذاعة تجربة بديعة تشعرك طوال العمل بأنك تبعث برسائل لخيال من يسمعك ولذلك أراها تجربة ممتعة جدا للطرفين ..المؤدي والمتلقي. ## هل تستطيع أن تقول على نفسك أنك ممثل كل الأدوار؟ أنا حريص جدا على أن أقدم جميع الأدوار المكتوبة وحتى التي لم تكتب بعد ..فأنا لا أستطيع أن أقدم على سبيل المثال دور ضابط مرتين في عملين بحيث تكون الشخصية متطابقة تماما ، فأنا لا أتحدث على الضابط كمهنة فيمكن تقديم نفس المهنة ولكن بطريقتين مختلفتين تماما، فلا يمكن أن تجدني أقدم شخصيتين متشابهتين نفسيا وذهنيا واجتماعيا ، فلماذا أفعل ذلك ؟. هناك انطباع تتركه على الشاشة وهو أنك تجهد نفسك في التمثيل ..لماذا ؟ إطلاقا ..وقوفي أمام الكاميرا هي لحظة الاستمتاع الوحيدة في حياتي، أما تفسيري لذلك فهو أي إنسان يمر بلحظة في حياته يكون مخلصاً لها ولكنه لا يرى نفسه وانفعالاته وهو يصنعها ..ولكني كممثل أرى ذلك وأراقبه وأجسده فلابد أن أظهر كل هذه الانفعالات. ولكن هذه التفاصيل التي تتحدث عنها لا تكون موجودة في السيناريو؟ هذا ليس له علاقة بالسيناريو المكتوب لأن المفروض أن يقوم الممثل بعمل سيناريو أخر وهو الذي يجعل الشخصية حية وحقيقية ولذلك حينما ترى بعض الممثلين على الشاشة تقول أنه لا يمثل ولكن الحقيقة أنه يمثل بالقوة التي تجعلك تشعر بأنه طبيعي ، وهذه هي اللحظة التي يتمنى أي ممثل أن يلمسها. برغم كل هذا هل ترى أنك أخذت حقك من النجومية؟ جدا لأن الحكم هنا للجمهور الذي حينما يراني في الشخصية التي أقدمها فيصدقني وهذا هو المعيار بالنسبة لي فحينما يراني في عمل قدمته فلا يرى فتحي عبد الوهاب بينما يرى الشخصية لأنه ليس من المفروض أن يراني. ولكن ألا تبحث عن إيرادات في الشباك أو مكان مميز على الأفيش؟ هذا لن يجعلني ممثلاً جيداً فكل ما تقوله أشياء جيدة جداً للممثل لأنه في النهاية يعمل في صناعة بها جزء اقتصادي وصرف وإيرادات ولكن في النهاية أنا أفعل ما عليّ فقط . ## ألا يزعجك أن بعض الأعمال التي تقدمها لا تنجح على المستوى الجماهيري مثل "عصافير النيل" و"خلطة فوزية" و"فرحان ملازم آدم" ؟ أحيانا أقدم أعمالاً وأعلم أنها لن تلقى رواجاً في السينما فمثلا عصافير النيل انتهيت من العمل وأغلقت السيناريو وقلت فيلم جيد جدا ولكن لن يجني إيرادات نهائيا، والأفلام مثل الأعمال ..الطيب يقعد لك ، فمن لا يراه في السينما سيراه dvd أو على الفضائيات المهم أن يصل لأكبر عدد من الناس بأي وسيلة وأنا متأكد من ذلك. ما مفهوم السينما النظيفة بالنسبة لك؟ كنت من أوائل الناس الذين قالوا أنه لا يوجد ما تسمى بالسينما النظيفة بمفهومها المعروف لأكثر من سبب ..بالفعل توجد سينما نظيفة ولكنها هي السينما التي تغير في أفكارك وتخرجك منها بحالة وجدانية مختلفة وتنفض عن تفكيرك أفكاراً مغلوطة وتترك أخرى صحيحة، أما السينما التي أخرج منها مثلما دخلت ولا تستطيع أن تحكي الفيلم ولم تؤثر فيك بأي شكل فهذه سينما ليست نظيفة، أما إذا اختزلت المصطلح في المعنى الأخلاقي فأنت بهذا تهين كل تراثك السينمائي وكل نجمات السينما. هل أنت مع فكرة أن الممثل لابد أن يكون لديه رسالة وقضية؟ لا فليست لدي هذه القناعة لأنك حينما تتحدث عن الرسالة ستجدها في الفن الذي يكون الممثل مجرد جزء من تركيبة كاملة وحينما تتحدث عن رسالة الفن وكأنك تضرب كل الفنانين من ممثلين ومؤلفين ومخرجين ومديري التصوير والمونتيرين ومؤلفي الموسيقى التصويرية في الخلاط لأن الفنان لا يقدم عملأً ذاتياً والترفيه في حد ذاته رسالة. وماذا عن مشروعك مع المخرج مجدي أحمد علي؟ هو فيلم يتناول فكرة العنف الذي أصبح موجوداً في الشارع المصري وهو في مرحلة الكتابة الآن.