مظاهرات واحتجاجات واعتصامات .. هذا هو عنوان عدد كبير من المؤسسات والمصانع والشركات فى مصر خلال الأيام الماضية ، حيث رفع الآلاف بعد ثورة 25 يناير مطالب فئوية خاصة برفع الأجور و الإصلاح و التغيير ، لكن بعض هذه الاحتجاجات سببت فوضى وشلل كامل فى عجلة الانتاج وهو ما يطرح سؤالاً : كيف يمكن أن نحقق مطالبنا بشكل صحيح وبدون خلق أزمة جديدة لا نحتملها فى الوقت الحالى ؟! . يقول الدكتور هانى السبكى أستاذ الطب النفسى : الإحتجاجات نتاج كبت وغلب وقهر وعدم وجود تكافؤ فى الفرص أو عدالة فى التوزيع وعدم وجود الرجل المناسب فى المكان المناسب ، وكل ذلك سبب أحقادا من أوضاع متراكمة على مدى سنوات طويلة وحول مشاعر الناس إلى شيء من الأنانية و الإنتهازية نتيجة جهل هذه الفئات وعدم وعيها من جراء ما خضعوا له من تأثيرات نفسية طوال الفترات الماضية .. حيث كان المثل الأعلى فى كل القيادات بالنسبة لهم يمثل الفردية و الإنتهازية وعدم الوطنية و إكتسبوا هذه المشاعر و أصبحوا يتبارون الأن عندما اتيحت لهم الفرصة نتيجة الثورة .. وهذه الفئة فى كل ثورات العالم على مدى التاريخ للأسف هى نتيجة موجودة طوال المدة الماضية و ليست نتيجة حكم النظام السابق فقط ، ولكنها ممتدة لسنوات طويلة حيث لم يكن هناك تكافؤ فرص وقد وصل هؤلاء لحالة من الغوغائية و الحل فى هذه الأمور يجب أن يكون بالحسم من الجهات المسئولة بأن تحد من هذه الصورة الإحتجاجية وليس بترك هؤلاء على هواهم و أن تضع الأمور فى نصابها الصحيح ، ولابد أيضا من الجهات المسئولة وهى الهيئة الحاكمة حاليا ألا تفتح الباب لهؤلاء على مصراعيه و أن يكون هناك حسم واضح بأن هذه الطريقة التى يمارسونها بالضغط على الحكومة بالإضطرابات والتظاهرات ستؤدى لعدم تحقيق أى هدف ، وعلى الحكومة أن تنفذ الوعود الواضحة لهؤلاء بجدول زمنى معقول تطمئنهم فيه بأن هذه المطالب ستتحقق تباعا ولكن بشرط واحد وهو النظام وعدم ترك العمل لأن ذلك سوف يفشل كل هذه المطالبات ، ولابد لكل جهات التواصل مع الجماهير أن تقوم بالتوعية و لابد من أن يتم عرض المطالب بطريقة شرعية وننتظر من الجهات المسئولة التنفيذ و تباعا أن تغلق الجهات المسؤلة الباب على هذا السيل من الشكاوى و أن تعلن أن هذه الوسيلة لن تحقق شيئا. أما الشيخ أحمد ترك إمام مسجد النور فيقول : لابد أن نطلب الحقوق بعدم تجاوز على الأخلاق لا بالسباب أو بالشتائم أو بالإساءة عملاً بالأية الكريمة " لاخير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " صدق الله العظيم ، ومدلول الأيه الكريمة أن النجوى وهى الحوار و الكلام لا ينبغى إلا أن يكون بالتى هى أحسن وليس بالتجاوز ، و أن يتم الإسراع فى الأصلاح حتى تشعر الناس بالعدالة ، و حالة الإحتجاجات الفئوية هى نتيجة لحالة نفسية طبيعية و إنسانية وصحوة حدثت بعد إنفجار لكبت طويل مرتبطة بيقظة ..وسوف تأخذ وقتها ثم تنتهى ، وأنا مع نظرية إصلاح السيارة وهى تسير وعدم وقف العمل حتى لا نتخلف عن ركب العالم أكثر من ذلك ، وبالتالى هناك أعمال من الضرورة ومن الواجب ومن الفريضة ألا تتوقف أبدا لأن توقفها ستتضرر منه الفئات المهمشة و الفقيرة ، و أقترح أن من يريد التظاهر أو الأحتجاج بأن يتظاهر البعض فى الوقت الذى يعمل فيه البعض الأخر ونحن أخذنا هذا الكلام من القرأن الكريم عندما تحدث عن أنه فى أثناء الحرب كانت فئة تصلى وفئة تحمل السلاح ، وقياسا على ذلك إذا أراد احدا أن يحتج أو يطالب بحقه فلابد أن يقوم بذلك بحيث لايؤثر على العمل و أدعو الى الأشتراك فى الحوار وهذه ثقافة عامة ينبغى أن ننشرها فى المجتمع و الحوار هو السبيل للوصول إلى الأهداف مع حق التظاهر وكل شخص له حق التظاهر فى أى وقت بدون وقف الأعمال ، وواجب على المسئولين أن يتجاوبوا مع مطالب المحتجين.